منذ انّ تمّ قصف ما سُمي بالمفاعل النووي السوري في دير الزور، في شهر سبتمبر من العام 2007، تعمدت الدولة العبرية عدم تحمل مسؤولية قصف وتدمير المنشأة التي زُعم انّها كانت نووية، وما زال اركان تل ابيب حتى هذا اليوم يرفضون تاكيد او نفي النبأ حول قيام سلاح الجو الاسرائيلي بهذه المهمة، على الرغم من انّ وسائل الاعلام الغربية نشرت النبأ واكدت على انّ الدولة الصهيونية هي التي تقف وراء عملية قصف دير الزور. والجمعة طرأ تطور في هذه القضية، حيث افاد المحلل العسكري في صحيفة "هاآرتس" الصهيونية، امير اورن، انّه في رسالة خطية بعث بها الى مركز ابحاث الاستخبارات التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (CIA)، كتب الجنرال مايكل هايدن، الذي شغل منصب رئيس CIA في الفترة التي قصف فيها سلاح الطيران الصهيوني منشأة سورية في دير الزور، بادعاء انها مفاعل نووي، كتب انّ السرية حول العملية التي نفذت في خريف العام 2007، كانت مطلوبة في حينه لتجنب الرد السوري على العملية، ولكن هذه الاسباب التي تدعو الى التكتم قد انقشعت منذ اكثر من سنتين، على حد تعبيره.
واشارت الصحيفة الصهيونية الى انّ الجنرال هايدن هو ضابط كبير في سلاح الجو الامريكي، ورئيس وكالة جمع المعلومات الالكترونية (NSA)، وعين لاحقًا رئيس ل CIA من قبل الرئيس الامريكي السابق جورج بوش، واستقال من منصبه في فبراير الماضي.
وتأتي تصريحات هايدن هذه في مقابلة مع ناطق بلسان CIA نشرت هذا الاسبوع حول الفترة التي شغل فيها منصب رئيس الوكالة. وقال المحلل الصهيوني ايضًا انّه ردًا على سؤال حول اسباب تاييده الكشف عن الدور الذي قامت به الاستخبارات في الكشف عن المفاعل النووي السوري المفترض، قال هايدن انّه تم الكشف عن المفاعل في ابريل من العام 2007، وجرى تدميره بعد 5 شهور، وتابع قائلا "انّ السرية كانت مطلوبة في البداية لانّه كان من الضروري معالجة ذلك بطريقة لا تؤدي الى اندلاع حرب في الشرق الاوسط"، على حد قوله.
واوضح الجنرال الامريكي في سياق حديثه انّه كان يجب الحفاظ على سرية العملية لانّ العلنية كانت ستؤدي الى رد سوري، وهو ما اسماه هايدن بانه سيكون من الصعب على سورية ان تتصرف بمسئولية.
ومن جهتها نقلت صحيفة "هاآرتس" عن مراقبين صهاينة قولهم، في اعقاب النشر، انّ وكالة الاستخبارات الامريكية بالغت في الكشف عن تفاصيل ما اسموه المفاعل السوري، وذلك بدافع اظهار نجاح استخباري بعد فشل المخابرات الامريكية في منع وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، وعدم العثور على اسلحة تدمير شامل في العراق.
كما لفت المحلل في الصحيفة الى انّ توجه هايدن الخطي يتقاطب مع موقف الدولة الصهيونية التي لم تعلق على العملية، مع الاشارة الى انّ الرقابة العسكرية الصهيونية سمحت بالنشر عن عملية القصف بعد شهر من تنفيذها بدون الاستناد الى مصادر اجنبية.
وكتب المحلل ايضا انّ ايهود اولمرت، الذي شغل منصب رئيس الوزراء في الدولة الصهيونية خلال العملية، ترك منصبه، كما انّ وزيرة الخارجية آنذاك، تسيبي ليفني، غادرت منصبها، كما انّ الجنرال اليعازر شكيدي قائد ساح الجو في ذلك الحين لم يعد يشغل المنصب، بالاضافة الى ذلك فانّ وزير الحرب الصهيوني في فترة العملية، العمّالي عمير بيريتس، ترك هو الاخر منصبه، والجنرال الوحيد الذي بقي في منصبه هو رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، الجنرال عاموس يدلين، وهو الذي يعتبر الشخصية الامنية التي تتبوآ المنصب الذي كان يشغله هايدن، في حين انّ نظير رئيس الموساد الصهيوني هو رئيس وكالة الاستخبارات المركزية في الولاياتالمتحدةالامريكية.