قال الجيش السوداني مساء الخميس إن الرئيس عمر حسن البشير غير القيادة العليا للقوات المسلحة وشمل ذلك إحالة ضابط كبير للتقاعد يواجه عقوبات امريكية بسبب دوره المزعوم في الصراع في دارفور. وقال متحدث باسم الجيش السوداني، إن الخطوة لا علاقة لها بالسياسة وإنما تأتي في إطار مراجعة سنوية للمناصب الكبرى وترقية ضباط ليحلوا محل قادة بلغوا سن التقاعد.
وغير البشير خمسة لواءات بينهم نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة اللواء محمد أحمد عوض بن عوف الذي وضعته واشنطن على قائمة سوداء بسبب دوره كقائد للمخابرات العسكرية والأمن بالجيش خلال صراع دارفور.
وعوف على قائمة واشنطن للاشخاص الذين يتم تجميد اي أصول مملوكة لهم في الولاياتالمتحدة ومنع المواطنين الأمريكيين من القيام بأعمال تجارية معهم. ويواجه السودان عقوبات ايضا بسبب الصراع المستمر منذ نحو سبع سنوات في دارفور.
واصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق البشير ورجلين آخرين لأنهم يواجهون اتهامات بارتكاب جرائم حرب في المنطقة. وترفض الخرطوم التعامل مع المحكمة.
ووصفت وكالة الأنباء السودانية، التي اعلنت التغييرات في قيادة الجيش، البشير بالقائد الأعلى للقوات المسلحة وهو المنصب الذي كان قد تخلى عنه قبل انتخابات الرئاسة التي فاز بها في ابريل الماضى.
وقالت الوكالة إن البشير عين عصمت عبد الرحمن زين العابدين رئيسا لهيئة الأركان المشتركة ليحل محل محمد عبد القادر نصر الدين. كما أعلنت تعيين ضباط آخرين محل الآخرين المتقاعدين. وكان البشير قد أجرى آخر تعديل كبير في قيادة الجيش في 2008، وشمل تعيين نصر الدين رئيسا لهيئة الأركان.
وقال المقدم الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة ان هذه التغييرات تاتي "في إطار ترقية الضباط بالقوات المسلحة واحالتهم للمعاش والتي تحدث دوريا".
واكد لوكالة "فرانس برس" انها "تغييرات عادية تماما".
وجاء في بيان للجيش انه "تم اعفاء الفريق أول ركن محمد عبدالقادر نصر الدين رئيس الاركان المشتركة ونائبه الفريق اول ركن عوض محمد أحمد ابن عوف والفريق اول بحري ركن الزين حمد بلة رئيس أركان القوات البحرية والفريق اول ركن جعفر محمد الحسن تبري نائب رئيس اركان القوات البرية والفريق ركن كاربينو اكيج نائب المفتش العام".
واوضح البيان انه "تم تكوين رئاسة الأركان المشتركة الجديدة برئاسة الفريق أول ركن عصمت عبدالرحمن زين العابدين، ونائبه الفريق اول طيار ركن أحمد علي أحمد الفكي".
ولا يزال الرئيس عمر حسن البشير هو القائد الأعلى للقوات المسلحة رغم انه تخلى عن هذا المنصب في يناير الماضي حتى يتمكن من ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة حيث ان القانون الانتخابي يحظر على اعضاء القوات المسلحة ترشيح انفسهم في الانتخابات.
ومن المقرر نظريا ان يعلن الرئيس البشير، الذي اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة باعتقاله لاتهامه بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور، تشكيل حكومته الجديدة في الايام المقبلة. وعلى صعيد منفصل عينت الأممالمتحدة الميجر جنرال موسى بيسونج اوبي قائدا جديدا لقوة حفظ السلام التابعة لها في السودان.