رفعت وزارة الخارجية الأمريكية السرية عن دفعة ثانية قدرت ب7000 صفحة من رسائل البريد الإلكتروني، ما بين المرسلة والمستلمة، من صندوق بريد وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، وكشفت عن أمور حياتية تعيشها كلينتون بعيداً عن السياسة الأمريكية الصارمة. ومن خلال تصفح بعض الرسائل التي أزيلت السرية عنها، والمنشورة الآن على موقع وزارة الخارجية، يمكن الاستنتاج بأن الرسائل المتبادلة لم تكن هي فقط متعلقة بالسياسة، بل تنوعت ما بين التساؤل حول وجبات الطعام، ديكورات الأبنية التي تزورها خارج الولاياتالمتحدة، بالإضافة إلى علاقتها بالموظفين لديها. التأكد من العنوان في إحدى الرسائل التي تعود إلى 27 فبراير 2010، يتساءل مكتب المساعدة التابعة للخارجية عن عنوان بريد هيلاري كلينتون قائلاً "لم أدرك بتاتاً أن هذا العنوان يعود إليك، ظننت أنه مجرد بريد إلكتروني آخر". الاستمتاع بمشاهدة التلفزيون في إحدى الرسائل التي تعود إلى 3 يناير 2010، أرسلت كلينتون رسالة إلى إحدى موظفات مكتب الوزارة عن توقيت عرض برنامجين اثنين على التلفاز من أجل مشاهدتهما. عدد المرات التي صوتت بها في رسالة تعود إلى 30 ديسمبر 2010، أرسلت كلينتون رسالة إلى موظف آخر في الخارجية تقول فيها "هل يمكن أن تذكر عدد المرات التي صوّت بها ضد مشروع وضع حد للدين؟". الفاكس في مجموعة من الرسائل تعود إلى 23 ديسمبر 2009، تحاول كلينتون معرفة كيفية استعمال جهاز الفاكس بمساعدة أحد مساعديها. أنا جائعة في رسالة تعود إلى 5 مارس 2010، أرسلت كلينتون رسالة إلى اثنين من موظفيها حول عنوان وجبة يهودية شهيرة "سمك جيفليت"، تسأل فيها "أين أصبحنا بشأن هذا الموضوع؟". هيلاري تسرق مصرفاً في إحدى الرسائل التي تعود إلى ديسمبر 2010، يظهر أحد موظفي الخارجية ومحام آخر يمزحان بشأن الأخبار التي تم تناقلها عن عملية سرقة مصرف في الولاياتالمتحدة، حيث ارتدا أحد السارقين قناعاً على شكل وجه هيلاري كلينتون، فردت الأخيرة "هل يجب أن افتخر بذلك؟ حتى قليلاً؟ لقد دققنا بالأمر ووجدنا بأننا وجدنا 11 حادثة حيث تم استعمال وجه الرئيس السابق ريتشارد نيكسون في عمليات السرقة". الجوارب في مجوعة من الرسائل المتبادلة في سبتمبر 2009 مع مدير حملة كلينتون للرئاسة الأمريكية، تحاول هيلاري طلب تأجيل موعد اتصال معه إلى وقت لاحق ناهية إحدى رسائلها بالقول "أرجوك أن ترتدي جوارب عند النوم كي تبقي أرجلك دافئة". السجاد الصيني مستخدمة عنوان "لا تضحك"، تساءلت كلينتون في 15 ديسمبر 2009 برسالة إلى أحد مساعديها، عن السجاد الصيني الذي شاهدته حينما اجتمعت مع الرئيس الصيني آنذاك هو جينتاو. وجاء في الرسالة "هل يمكنك أن تتواصل مع صديقك الدبلوماسي في الصين والاستفسار منه عن إمكانية الحصول على صور من القاعة حيث اجتمعنا أنا والرئيسان الصيني والأمريكي؟ أحببت التصميم والطريقة التي رسمت بها. هل هناك فرصة للحصول عليها؟". أزمة الرسائل ومع نشر الدفعة الأخيرة من الوثائق، تكون وزارة الخارجية نشرت أكثر من 25% من مجموع رسائل البريد الإلكتروني الخاص بكلينتون منذ أن بدأت الوزارة في نشرها ليطلع عليها الرأي العام في مايو الماضي. وأصبحت رسائل البريد الإلكتروني عائقاً في الحملة الانتخابية لكلينتون، مما أثار تساؤلات حول الشفافية والأمن التقني وطريقة التعامل مع رسائل البريد الإلكتروني الحساسة والتي تتعلق بالهجوم المميت الذي وقع في 2012 واستهدف البعثة الدبلوماسية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية.