تجد كازاخستان نفسها في المناطق النائية من الأسواق المالية، ومع ذلك، فإن تلك الدولة الأسيوية هي أخر الدول التي تعرضت لهزة شديدة جراء تداول العملات العالمية، وعلى الأخص اليوان الصيني. فقد خسرت عملة كازاخستان " التينج" 22% من قيمتها في تعاملات الخميس الموافق ال 20 من أغسطس الجاري بعدما تخلت السلطات الكازاخية عن سيطرتها على سعر الصرف الخاص بعملتها المحلية، وهو ما عكست خفض سعر صرف " التينج " في ال 19 من الشهر الجاري. سلوك صانعي السياسات في كازاخستان تجاه سعر صرف العملة ترك انطباعا سلبيا لدى المستثمرين مفاده أن الدفاع عن العملات المحلية أصبح مكلفا جدا بالنسبة للدول النامية. فقد أقدمت فيتنام هي الآخرى على خفض سعر عملتها المحلية " الدونج"، في حين أن العملات التي يتم تداولها بصورة حرة أمثال " الراند" في جنوب إفريقيا و " الليرة" التركية قد واصلت مسلسل الهبوط ونزيف القيمة. ولعل العامل الرئيسي في خفض قيمة تلك العملات هو القرار الذي اتخذته السلطات الصينية بخفض سعر العملة المحلية " اليوان" في ال 11 من أغسطس الجاري، ما ترك الدول تتنافس مع ثاني أكبر الاقتصادات العالمية في أسواق الصادرات وأيضا مع تلك الدول التي تبيع لها البضائع في وضع غير موات. وقد أضاف هذا إلى التقلبات التي تشهدها أسواق الأسهم والتي تعاني بالفعل من الزيادة الوشيكة في أسعار الفائدة الأمريكية وكذا الهبوط في أسعار النفط العالمية، حسب مصر العربية. وتواجه بعض الدول، أمثال دول الاتحاد السوفتي السابق، مشكلة إضافية والتي تتمثل في استمرار ضعف العملة الروسية " الروبل،" ما يضع علاقاتهم التجارية مع موسكو في وضع غير موات. وسردت مجلة " بزنس إنسايدر" الأمريكية العملات العالمية العشرة الأكثر عرضة للمخاطر الناجمة عن التطورات العالمية التي قادتها الصين مؤخرا. وهي كالتالي: "الريال" السعودي تمتلك المملكة العربية السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم والتي يبلغ إحتياطها من النقد الأجنبي حوالي 672 مليار دولار، القدرة الكافية على السيطرة على سعر عملتها المحلية، وفقا لمصرف " دويتشه بنك" الألماني. ومع ذلك، يراهن المضاربون على كسر نظام العملة مع انخفاض سعر النفط الخام إلى أدنى مستوياته في سبعة أعوام. وتراجعت أسعار العقود الآجلة التي يستخدمها التجار في المراهنة على أو التحوط ضد تحركات الأسعار في المستقبل، إلى أقل مستوياتها منذ العام 2003، ما يشير إلى هبوط محتمل في قيمة " الريال" السعودي خلال ال 12 شهر المقبلة. "المانات" التركماني خفضت تركمانستان، الدولة الأسيوية المُصدرة للنفط، والتي تمتلك علاقات اقتصادية وثيقة مع روسيا، عملتها المحلية بنسبة 19% في يناير الماضي. وتوقعت مؤسسة " إس إي بي " المصرفية التي تتخذ من العاصمة السويدية ستوكهولم مقرا لها انخفاضا أكبر بنسبة 20% في الشهور الستة المقبلة. " السوموني" الطاجيكي تمتلك طاجسكيستان، الدولة الأسيوية علاقات وثيقة مع كازاختسان التي تمثل نحو 11% من تجارتها، وتوقعت مؤسسة " إس إي بي " المصرفية هبوطا في سعر " السوموني" بنسبة تتراوح من إلى 20%. " الدرام" الأرميني فقد " الدرام" الأرميني 15% من قيمته في ال 12 شهرا الماضية، قياسا ب 46% من جانب العملة الروسية " الروبل"، علما بأن زهاء ربع تجارة أرمينيا تتم مع روسيا. " السوم" القيرغي ستضع العملة الكازاخية " التينج" ضغوطا متنامية على العملة في قيرغيزستان " السوم" نظرا للعلاقات القيرغية-الكازاخية، وفقا لما خلصت إليه دراسة بحثية أجرتها مؤسسة " بي أي إم ريسيرش". " الجنيه" المصري تعاني مصر من التناقص الحاد في إحتياطي النقد الأجنبي منذ إندلاع ثورة ال 25 من يناير 2011. ويراهن التجار على أن العملة المصرية ستفقد حوالي 22% من قيمتها في عام، بحسب العقود ذات الآجال 12 شهرا والغير قابلة للتسليم. " الليرة" التركية تُعد العملة التركية " الليرة" واحدة من أسوأ العملات أداء في العالم منذ قيام بكين بخفض سعر " اليوان" في ال 11 من أغسطس الحالي. ويسهم تصاعد وتيرة العنف السياسي واحتمالية إجراء انتخابات مبكرة في تفاقم أوضاع " الليرة."
" النايرا" النيجيرية يحاول صانعو السياسات في نيجيريا، البلد الإفريقي المُصدر للنفط الابقاء على العملة المحلية " النايرا" عند أعلى مستوى. ويوضح التداول في العقود الآجلة أن العملة ستنخفض بأكثر من 20% مقابل الدولار الأمريكي خلال العام المقبل. " السيدي" الغاني غانا هي دولة أخرى مُصدرة للنفط، على الرغم من أن مشكلاتها الأساسية تتمثل في الاضطرابات المالية وزيادة مستويات التضخم وارتفاع الدين. " الرينجيت" الماليزي هبطت العملة الماليزية " الرينجيت" إلى أدنى مستوياتها في 17 عام في ال 20 من أغسطس الحالي، كما تراجع إحتياطي البلاد من النقد الأجنبي إلى ما دون ال 100 مليار دولار وذلك للمرة الأولى منذ العام 2010.