هدد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوجلو اليوم الثلاثاء بانسحاب بلاده من الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران والبرازيل بشأن مبادلة الوقود النووي بيورانيوم عالي التخصيب على الأراضي التركية، في حالة إقدام الدول الكبرى على فرض عقوبات جديدة بحق طهران. وجاء موقف أوجلو ردًا على تصريحات الإدارة الأمريكية بأنها لن توقف أو تبطىء جهودها لفرض مزيد من العقوبات على إيران بعد الاتفاق النووي الجديد.
وقال أوجلو في مؤتمر صحفى "إذا لم يكن لديكم أمر ملموس للتخوف من النووي الإيراني فلا تتكلموا ولا يمكننا أن نحكم على دولة من خلال تاريخها".
وأضاف وزير الخارجية التركي مخاطبًا الدول الكبرى "إذا واصلتم وضع العقبات أمام الملف النووي فلن نصل إلى حلول، وندعوا إيران في نفس الوقت إلى عدم اتباع سياسة مثيرة وأن تتحلى بخطاب هادىء".
وأكد داوود أوجلو أن بلاده مهتمة بالوصول الى اتفاق حول النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن الحصول على التقنية النووية حق لكل الدول من دون استثناء.
من جهتها أبدت الصين اليوم تأييدها لاتفاق نقل اليورانيوم الإيراني الضعيف التخصيب إلى تركيا لمبادلته بوقود عالي التخصيب، معتبرة أن هناك آمالاً في أن تؤدي هذه الصفقة إلى حل سلمي لأزمة الملف النووي الإيراني.
وأعلنت تركيا، الثلاثاء، أن إيران أظهرت التزامها بحل النزاع مع الغرب بشأن برنامجها النووي، وقالت إن الوقت الآن ليس مناسبا لبحث فرض المزيد من عقوبات الأممالمتحدة على إيران.
واتفقت إيران مع البرازيل وتركيا، الاثنين 17 مايو، على إرسال بعض من مخزوناتها من اليورانيوم للخارج مجددة اتفاق مبادلة وقود أعدت مسودته الأممالمتحدة بهدف الإبقاء على أنشطتها النووية تحت الملاحظة.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوجلو "ليس هناك عدم تيقن باق وإيران أبدت إرادة سياسية واضحة"، وأضاف أن الاتفاق يمثل أهم مبادرة إيرانية في تاريخ الدبلوماسية الدولية منذ 30 عاما.
وأكد داود أوجلو أن الوقت الحالي ليس مناسبا لنعكر فيه الصفو بسيناريوهات سلبية تشمل عقوبات، وأضاف أن مناقشة العقوبات ستفسد الجو العام، وقد تؤدي إلى تصعيدات وتثير الرأي العام الإيراني.
وأبدت القوى الغربية تشككها في الصفقة، وقال محللون إن الخطوة بدا أنها تهدف إلى إحداث انقسام في المجتمع الدولي وتجنب فرض عقوبات جديدة من جانب الأممالمتحدة.
ورحبت الصين التي كانت ضمن القوى الكبرى التي تناقش جولة رابعة من عقوبات الأممالمتحدة، وهي من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، باتفاق مبادلة الوقود.
وقد يؤدي الاتفاق الذي أبرم بين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد و الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، و رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى تعثر مساعي باراك اوباما الرئيس الأمريكي لفرض جولة جديدة من عقوبات الأممالمتحدة على إيران، ورغم ذلك أرجع وزير الخارجية التركي الفضل في نجاح أنقرة في السعي لحل سياسي إلى سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المتمثلة في التعامل مع إيران.
وقال إن "أوباما مهد الطريق لهذه العملية"، وأضاف أن أردوغان "تشجع" بدعوة أوباما خلال قمة نووية عقدت في واشنطن في أبريل الماضي لإقامة حوار مع طهران.