خبراء يطالبون بمحاكمة السيسي على توريط مصر في الاعتراف بسد النهضة

"متي يعلن الجانب المصري فشل المفاوضات مع الجانب الإثيوبي فيما يتعلق بسد النهضة؟".. سؤال يطرح نفسه بقوة هذه الأيام، بالتزامن مع تعنت ومماطة الجانب الإثيوبي في مفاوضات السد.

فشل الجانب المصري في المفاوضات دفعت الدكتور مغاوري شحاتة، مستشار وزير الري، إلى مطالبة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بالانسحاب من المفاوضات بعد أن أصبحت تسير في اتجاه سلبي، ما يستوجب تدخلا رئاسيا حاسما، مشيرا إلى أن عدم احترام المكتبين الاستشاريين (الفرنسي والهولندي) لوعودهما أمر لا يبشر بالخير، لافتا إلى أن أسباب ذلك قد تكون مالية، خاصة بالشركتين، أو سياسية تعود إلى دول معادية لمصر، "ربما قدمت أموالا لتأخير تقديم العروض.

تصريحات "شحاتة" سبقتها تصريحات وزير الري الانقلابى حسام مغاوري، أكد فيها قلق مصر من السعة التخزينية المقترحة لسد النهضة الإثيوبي، بعد أن قررت إثيوبيا رفعها من 14 مليارا إلى 74 مليار متر مكعب.

ورغم تأكيد الوزير ومستشاره عدم جدوى تلك المفاوضات، إلا أنها لا تزال مستمرة حتى الآن، ويستمر معها بناء السد بوتيرة أسرع مما سبق، ما دفع الدكتور نادر فرجاني، أستاذ العلوم السياسية، إلى تحميل السيسي المسؤولية عن وقوع كارثة مائية جراء ترك بناء السد حتى النهاية، وقال فى تدوينة بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "الكارثة المائية التي تبدو على وشك ضرب مصر في هذا الجو الجحيمي مع ملء سد النهضة الإثيوبي، مسؤولية عبد الفتاح السيسي وحده!".

وأضاف فرجاني "كما نشر سابقا لوزير الري في الحكومة الذلول، ولا رئيسها الجوال في الشوارع مصطنعا الفصاحة بفرقعات الغثاء الفج لأغراض الاستهلاك الإعلامي، شاركوا في مذكرة التفاهم التي وقعها الحاكم العسكري منفردا مع رؤساء السودان وإثيوبيا، ولا حتى رأوها رؤيا العين".

واتفق معه الدكتور نادر نور الدين، الخبير الدولي في المياه والأستاذ بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، والذي حذر من خطورة بناء السد، قائلا: "إن سد النهضة الإثيوبي يقلل حصة مصر من مياه نهر النيل بواقع ما بين 10 إلى 12 مليار متر مكعب، ما يعادل ري نحو مليونين و500 مليون فدان، مشيرا إلى أن التأثير سيصل إلى استبعاد زراعة بعض المحاصيل الزراعية مثل الأرز وقصب السكر والبرسيم، وغيرها من المحاصيل التي ستعتبر مستنزفة للمياه.

وأضاف "منذ توقيع إعلان المبادئ في الخرطوم في 23 مارس الماضي، كنا نأمل أن تتغير التصرفات الإثيوبية والاحتكام إلى المكاتب الاستشارية، ومن ثم السير نحو التعاون، لكن تصرفات إثيوبيا جاءت عكس ذلك".

من جانبه، أكد الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والري الأسبق، عدم جدوي مباحثات السد، قائلا: "إن مباحثات سد النهضة الإثيوبي تجري من شهر يونيو من عام 21012 حتى أغسطس الجاري؛ بهدف دراسة تأثيرات السد، بينما الجانب الإثيوبي أنهى 50% من السد"، مضيفا" هذه قضية سياسية وليست فنية، نحن نجهل تاريخ ملف حوض النيل على مدى ال150 عاما، حيث وقعت صراعات دائمة بين دول المنبع ودولتي المصب حول حصة مياه النيل".