فى تطور خطير ينذر ببدء تنفيذ مخططات مشبوهة لإشعال الساحة الفلسطينية وإدخال المنظمات الفلسطينية وعناصرها المسلحة فى آتون حرب أهلية ، بعد أن تصاعدت عمليات المقاومة ضد المغتصبات الفلسطينية ، وبعد أنباء عن تطوير القدرات الصاروخية والعسكرية لحماس والفصائل المقاومة الأخرى . أفادت الأنباء الورادة من قطاع غزة أن اشتباكات وقعت بين أنصار حركتي فتح وحماس، وأن أربعة أشخاص أصيبوا في هذه الاشتباكات. وقد وقع تبادل لاطلاق النيران أثناء تظاهرة للاحتجاج على تدهور الأوضاع الأمنية في مدينة خان يونس جنوبغزة. وقالت تقارير ان الاصابات وقعت عندما فتح مسلحون من حماس النيران على متظاهرين يلقون الحجارة، وأن قوات أمن من فتح تدخلت في الاشتباكات. وقالت مصادر طبية ان الاصابات تراوحت ما بين خفيفة ومتوسطة، وان رجلا أصيب بجراح في رأسه. بينما قالت مصادر أمنية ان التظاهرة انفضت بعد ذلك. وقد جاءت هذه التطورات بعد يوم واحد من مقتل ثلاثة أطفال لمسؤول أمني ( فتحوى ) في غزة، مما أثار مخاوف من وقوع أعمال عنف. وكان مقتل الأبناء الثلاثة لمدير الاستخبارات الفلسطينية بهاء البلوشة قد فجر مشاعر الغضب بين الفلسطينيين. وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس مقتل الأطفال وسائقهم معتبرا ذلك "جريمة انسانية بشعة" وطالب بالكشف عن "الجناة". كما أدانت أيضا حركتا حماس والجهاد الاسلامي الحادث. وقال والد الأطفال الثلاثة ان "الكلمات تعجز عن وصف هذه الجريمة، أنا أب فقد أطفاله، هذه الجريمة هي جزء من الارهاب المستمر في الشوارع الفلسطينية". وكان مسلحون قد اطلقوا العشرات من طلقات الرصاص على السيارة التي كان يستقلها الاطفال الثلاثة الذين تراوحت اعمارهم بين 6 و9 سنوات. واشارت انباء الى ان الحادث اسفر ايضا عن مقتل سائق السيارة بالاضافة الى اصابة خمسة من المارة بينهم اربعة تلاميذ. ولم تعلن اية جهة مسؤوليتها عن الحادث حتى الان. وخلال جنازة الأطفال الثلاثة اقتحم مسلحون يطلقون عيارات نارية مباني المجلس التشريعي الفلسطيني في غزة. وقد شارك الالاف في تشييع الجنازة بالاضافة الى مئات من ضباط الأمن المسلحين الموالين لفتح والذين أطلقوا النار في الهواء.
حماس تدين وفي الوقت ذاته قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس "انها جريمة نكراء استهدفت اطفالا ابرياء وقياديا من قادة الشعب الفلسطيني". وطالب برهوم السلطة الفلسطينية والحكومة بالعمل على كشف "هوية القتلة اعداء الشعب الفلسطيني وتقديمهم للمحاكمة". واضاف "كلما اقتربت الامور من رأب الصدع ياتي من يريد للساحة الفلسطينية التوتر". ونددت حركة الجهاد الاسلامي ايضا بالحادث حيث قال خالد البطش القيادي في الحركة "نندد ونستنكر هذه الجرائم التي يقوم بها اصحاب مصالح شخصية متواطئون مع الاحتلال ويريدون ان يحولوا المعركة الى معركة داخلية"، واضاف البطش في بيان "هذا السلاح المنفلت سلاح يساعد الاحتلال".
فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس طالب جميع القوى الفلسطينية "بالتصدي للانفلات الامني وملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم". ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن الطبيب معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية ان "الاطفال الاشقاء الشهداء هم سلام (6 اعوام) واحمد (7 اعوام) واسامة (9 اعوام). واضاف ان "سائقهم محمود الهبيل (25 عاما) استشهد ايضا"، موضحا ان "جميعهم اصيبوا بالرصاص". واوضح حسنين ان اربعة تلاميذ اخرين جرحوا اثناء توجههم الى مدارسهم وهم ليدا ابو عبيدة (6 اعوام) ونسمة العوضي (6 اعوام) وهدى العوضي (7 اعوام) وحسين الاشرم (15 عاما). كما جرح شخص اخر (25 عاما). واشار الطبيب الى ان حالة احد الجرحى "خطيرة". ويُعتبر البلوشة الذي لم يكن في السيارة المستهدفة، مقرّبا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكان من أبرز الشخصيات التي شاركت في حملة اعتقالات ضد أعضاء وقيادات من حركة حماس قبل حوالي عشر سنوات. وكان التوتر بين حماس وفتح قد أدى الى اشتباكات بين الطرفين في شوارع غزة في أكثر من مناسبة. ويقول مراسل بي بي سي في غزة ألان جونستون ان دوافع الهجوم ليست واضحة ولكنه يرى أن شخصا في مركز البلوشة له الكثير من الأعداء. ويأتي هذا الهجوم بعد يوم على استهداف مسلّحين لموكب وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام ( حماسى ) في غزة يوم الاحد، والذى لم يصب فيه صيام بأية إصابات . وقال خالد ابو هلال الناطق الرسمي باسم الوزارة إن حرس الوزير طاردوا المهاجمين الذين كانوا يستقلون سيارة واطلقوا النار عليهم. يذكر ان المناطق الفلسطينية تشهد توترا متزايدا بين حركتي فتح وحماس على خلفية تعثر محاولات تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الطرفان. تأتي هذه التطورات بعد إعلان حماس رفضها لاقتراح فتح إجراء انتخابات مبكرة في الأراضي الفلسطينية.