أدانت الحكومة الفلسطينية فى قطاع غزة والفصائل والقوى الفلسطينية بشدة الأمر العسكرى الإسرائيلى الذى يتيح إبعاد الآلاف من الفلسطينيين عن الضفة الغربية وتقديمهم للمحاكمة بدعوى أنهم متسللون. ففى قطاع غزة، حذرت حكومة حماس المقالة برئاسة إسماعيل هنية حكومة الاحتلال من مغبة الإقدام على مخطط الترحيل الجديد من الضفة إلى غزة، داعية المواطنين إلى التصدى لهذا الأمر والتمسك بأرضهم وبيوتهم وأهلهم وعدم الانصياع لأوامر الاحتلال. وقال طاهر النونو، المتحدث باسم حكومة هنية فى تصريح صحفى، من الواضح أن هناك مخططا لإفراغ الأرض من أهلها بدءاً من مدينة القدس، والآن ينتشر فى مختلف مناطق الضفة المحتلة، بهدف فرض وقائع على الأرض، والسيطرة عليها وإخلائها من السكان الفلسطينيين"، متهما مسئولين فلسطينيين لم يسمهم بالاستعداد لهذا التنازل. ودعا النونو الدول العربية إلى وقف هذه السياسة الصهيونية الجديدة، مؤكدا أنه "لا شىء بات يردع الاحتلال"، وأضاف أن الاحتلال يريد تفريغ الضفة، لأنها أرض الصراع المقبلة، ويريد تحويل القطاع إلى أكبر سجن فى العالم، وأن يرحل إليه من لا يرغب فيهم من الفلسطينيين فى الضفة. ويسمح الأمر العسكرى الصهيونى الجديد، الذى سيدخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع طبقا لما ذكرته صحيفة "هاآرتس" فى عددها الصادر الأحد (11-4)، للسلطات المختصة باتخاذ إجراءات قضائية ضد من يعتبر متسللا، مع إمكانية فرض عقوبة السجن الفعلى عليه لمدة أقصاها 7 سنوات، فى حين خفض الحكم إلى 3 سنوات لمن يحملون تصاريح لكنهم تجاوزوا الفترة الزمنية لسريان مفعوله، كما يلزم القرار فرض غرامة على "المتسلل" تبلغ نحو 7500 شيكل، وذلك خلال الفترة الزمنية التى سيقضيها داخل المعتقل لتحمل نفقات الإقامة فى السجن. وفى غزة أيضا أدانت رئاسة المجلس التشريعى الفلسطينى القرار، مؤكدة أن إبعاد الآلاف من أبناء الشعب يشكل تهجيرا جديدا لأبناء الشعب، ومحاولة لتفريغ الضفة الغربية شيئا فشيئا من أهلها، تمهيدا لفرض المخططات "الصهيونية التوسعية والتهويدية ضدها". وأكد التشريعى أن الاحتلال الصهيونى قد أوغل كثيرا فى إجراءاته ومخططاته، ولم يعد يحول دون الاندفاعات المحرمة حائلا، مما يتطلب وقفة فلسطينية وعربية وإسلامية جادة تردعه عن مواصلة إجراءاته ومخططاته الخطيرة، وتمنعه من مزيد من التمادى على حساب الشعب وحقوقه الوطنية.
تطهير عنصرى وأكد الدكتور نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمفوض العام للعلاقات الدولية فى الحركة، أن الأمر العسكرى الصهيونى الجديد يشكل حلقة جديدة من حلقات التطهير العنصرى، فى ظل نظام "الآبارتهايد" الذى تمارسه الدولة الصهيونية بحق الشعب الفلسطينى. وقال شعث، فى تصريح صحفى "إن تعبير المتسللين الفلسطينيين يشمل حملة بطاقات الهوية لقطاع غزة أو القدس أو إسرائيل أو أية دولة أخرى، ويشمل زوجات أو أزواج حملة هويات الضفة وأطفالهم المولودين فى الضفة، وأولئك الذين دخلوا الضفة بتصاريح إسرائيلية ولا يحملون هوية الضفة، وهو يشمل أيضا كل المتضامنين الإسرائيليين والأجانب المشاركين فى الاحتجاجات الشعبية ضد الاحتلال والاستيطان". وأضاف أن هذا الإجراء "مكمل لإجراءات العدو، بالإبعاد والترحيل وتضييق الخناق بكافة السبل فى الإقامة والتنقل والحصار ضد الفلسطينيين، والتى بدأت مع بدايات الاحتلال الإسرائيلى للأرض الفلسطينية واشتدت على مدينة القدس، التى تعانى من تفريغ حقيقى لمواطنيها لتعمم الآن على كامل الضفة الغربية بهدف تغيير الطابع الديموغرافى فيها وتدمير السلطة الوطنية الفلسطينية وجعل الوصول إلى السلام العادل مستحيلا".
رسالة تحذير بدورها، رأت حركة الجهاد الإسلامى أن الأمر العسكرى الصهيونى يشكل رسالة تحذير جديدة للفلسطينيين، يجب أن تدفعهم لترتيب أوضاعهم، ورسالة للعرب لكى يتبنوا سياسات حازمة ورادعة فى مواجهة الكيان الصهيونى ومن يدعمه. وقال الشيخ نافذ عزام، عضو المكتب السياسى للحركة، فى تصريح صحفى "إن هذا الإجراء يؤكد إصرار الكيان الصهيونى من جديد على مواصلة حربه على شعبنا الفلسطينى، ويؤكد أن ما يجرى فى العالم يشجع الكيان الصهيونى على المضى قدما فى سياسته وإجراءاته الإرهابية، وهذا هو النهج الذى سلكه الكيان الصهيونى ضد الفلسطينيين والعرب طوال الوقت ولقد أكدت الحرب الأخيرة على غزة أن هذا النهج لن يتغير". ودعت مؤسسة المقدسى إلى ضرورة العمل على كافة الأصعدة القانونية لمواجهة الخطر المحدق بالفلسطينيين جراء الأمر العسكرى الذى تمت المصادقة عليه من قبل قيادة جيش الاحتلال العليا فى 13 أكتوبر 2009 والمقرر أن يدخل حيز التنفيذ الثلاثاء (13-4). ووفقا للمؤسسة فإن هذا الأمر سيؤدى إلى ضرورة حصول الفلسطينيين فى مختلف المناطق ومن ضمنها الفلسطينيين فى القدسالشرقيةالمحتلة على تصاريح خاصة للدخول إلى أراضيهم، كما سيؤثر على الفلسطينيين الذين تواجدوا فى الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة لغاية الاستماع لطلباتهم المتعلقة بجمع الشمل وما يعنيه ذلك من تفكيك المئات بل الآلاف من الأسر الفلسطينية.
مخطط مدروس من جانبه، أكد سفير فلسطين فى مصر ومندوبها لدى الجامعة العربية الدكتور بركات الفرا أن إسرائيل تنفذ مخططا مدروسا وفى غاية الخطورة يستهدف محو الهوية العربية والإسلامية بشكل تام فى القدس، موضحا أهمية القرارات التى اتخذتها القمة العربية فى سرت "قمة دعم صمود القدس". وأكد أن هناك أعدادا كبيرة من رجال الأعمال اليهود يضخون مئات الملايين من الدولارات لدعم الاستيطان فى القدس، وأن ذلك يجب أن يقابل بدعم عربى كبير فى مختلف المجالات. جاء ذلك خلال احتفالية الجالية الفلسطينية فى الإسكندرية وبالتعاون مع القطاعات الشعبية والوطنية فى المدينة، مساء أمس، بالذكرى السنوية ال34 ليوم الأرض، فى مهرجان حاشد أقيم بمركز الإسكندرية للإبداع. وحضر الاحتفال الذى أقامته القنصلية العامة لفلسطين فى الإسكندرية نخبة من السياسيين والمهتمين بالقضية الفلسطينية ووفد من سفارة فلسطين بالقاهرة، وعدد كبير من أبناء الجالية الفلسطينية فى كل من الإسكندرية والقاهرة. وتحدث السفير الفرا مطولا عن المخاطر المحدقة بالقدسالمحتلة، وفرص السلام التى تضيعها الدولة الصهيونية، مشددا على أن عامل الوقت ليس لصالح العرب فى الصراع بالقدس، وأنه مطلوب العمل دون تأخر للحفاظ على ما تبقى من المدينة.
أهمية توحيد الصف فيما شدد نائب محافظ الإسكندرية اللواء صفاء الدين كامل، على أهمية توحيد الصف الفلسطينى، وإنهاء حالة الانقسام، مضيفا "الأمر بات أكثر إلحاحا لتوحيد الصف الفلسطينى حتى لا تكون الفرقة مبررا لاستمرار العدوان والاحتلال، ومبررا لاستمرار دعم العدو"، واعتبر أن القضية الفلسطينية فى ضمير كل العرب، مؤكدا أن هذه القضية تشكل أولوية بالنسبة لمصر وقيادتها. وعقب الكلمات شاهد الحضور فيلم وثائقى عن يوم الأرض، كما استمعوا إلى فقرة شعرية للشاعر محمد رطيل، وإلى أغانى كورال من فرقة شباب المستقبل التابعة للشباب والرياضة بقيادة المايسترو شريف عزت، وفرقة شعرية للشاعر رضا عفيفى. كما تخلل الحفل اسكتش مسرحى لفرقة شباب جمعية فنار الإسكندرية، وكذلك قصائد شعرية وطنية مؤثرة لشاعر الثورة الفلسطينية صلاح الدين الحسينى "أبو الصادق"، بالإضافة إلى أغانى شعبية فلسطينية للفنانين أحمد الدرهلى وطارق حسين. وانتهى الحفل بعرض لفنون الدبكة الشعبية من فرقة الفالوجة للفلكلور الفلسطينى، وبجولة للحضور فى معرض التراث الفلسطينى المقام داخل مركز الإسكندرية للإبداع والمستمر لمدة ثلاثة أيام.