استخدمت قوات الاحتلال الأمريكية الخاصة سلاحًا جديدًا وعجيبًا في آن، في محاربة حركة طالبان أفغانستان في معركة مرجة بولاية هلمند، وهو مكبرات الصوت والموسيقى الصاخبة وكلمات الأغاني النابية. فعندما فتح مجاهدو طالبان النار في مرجة بادرت عربة أمريكية مدرعة يعلوها مكبرا صوت ببث موسيقى صاخبة وبصوت عال جدًا تردد صداه على بعد كيلومترين من البلدة، واختار الجنود أغاني تضمنت عبارات نابية بحق طالبان كما ذكر أحد أفراد القوات الأمريكية. وأوضح أحد الجنود، وهو برتبة رقيب، لوكالة الأنباء الفرنسية أن أفراد طالبان يكرهون هذا النوع من الموسيقى، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات كانت في إطار الحرب النفسية الموازية للعمليات القتالية. وعلى الرغم من أن السكان المحليين ضاقوا ذرعًا بهذا الضجيج فإنه لم يكن أمامهم خيار آخر لاسيما وأن الموسيقى كانت تعطي حافزًا للجنود في القتال. وفق تعبيره. وأضاف المتحدث أن هذه الترتيبات لم تقتصر على الأغاني والموسيقى الصاخبة بل تعدت ذلك إلى بث رسائل موجهة من الحكومة الأفغانية بالإضافة إلى عبارات تتوعد مقاتلي الحركة بالموت.
أغانى هابطة من جانبه نفى قائد القوات الأمريكية في القطاع الشمالي من بلدة مرجة العميد برايان كريسماس علمه بالحرب الموسيقية، ووصفها بأنها "لا تتناسب مع الوضع العام لاسيما وأن القوات الأمريكية تسعى إلى اجتذاب المواطنين لا إلى تنفيرهم منها". من جانب آخر ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن مطاعم الوجبات السريعة التي يتناول فيها الجنود الأمريكان البرجر والبيتزا ستتحول قريبًا إلى شيء من الماضي في القواعد العسكرية في أفغانستان، لان الجيش الامريكي يذكر الجنود انهم في حالة حرب وليسوا في "حديقة الملاهي". وفي القاعدة العسكرية المترامية الاطراف في قندهار تواجه مطاعم الوجبات السريعة هذه العملية بما في ذلك برجر كينج وبيتزا هت وسلسلة المطاعم الامريكية تي جي اي فرايدايز التي تقدم المرجريتا الخالية من الكحول وغيرها من المشروبات وكلها على امتداد "الممر" الصاخب للقاعدة. وفي أي يوم يشهد الممر العملاق المربع الشكل منظر الجنود وهم يحتسون القهوة ويأكلون حلوى الشوكولاته والأسلحة معلقة على أكتافهم بينما يلعب الكنديون هوكي الجليد في ساحة قريبة ويسمع صوت الطائرات المقاتلة من فوق. ويقول الجيش الأمريكي إن شكواه من مطاعم البرجر أنها تستهلك موارد ثمينة مثل المياه والطاقة وان تقليص الأشياء غير الضرورية هو مفتاح إدارة عملية عسكرية فعالة. وكتب الميجور مايكل هول في مدونة في وقت سابق هذا العام "هذه هي منطقة حرب وليست حديقة الملاهي.. توريد الكماليات غير الضرورية إلى قواعد كبيرة مثل باجرام وقندهار يجعل من الصعب الحصول على المواد الضرورية للمواقع القتالية وقواعد العمليات الأمامية حيث تحتاج القوات التي تخوض الحرب يوميًا إلى إعادة الإمداد بالذخيرة والطعام والماء".