جدّد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، خالد مشعل، دعوته لحركة "فتح" وجميع الفصائل ورئاسة السلطة، إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، باعتبارها "ضرورة وطنية فلسطينية"، وقال "تعالوا إلى حكومة وحدة وطنية بالمقاييس الفلسطينية، لا نبالي بالشروط الأمريكية لا من حيث التشكيل ولا من حيث البرنامج السياسي، حكومة وحدة وطنية تشارك فيها جميع الفصائل والكتل البرلمانية والأخوة المستقلين، على قاعدة وثيقة الوفاق الوطني، ولنواجه الحصار معاً". وشدّد مشعل على أهمية الحوار الفلسطيني الداخلي، معتبراً أنّ "الحوار حق طبيعي بيننا كفلسطينيين"، مضيفاً "إننا نريد الحوار من أجل أن نتوحد، من أجل أن نتفاهم من أجل أن نعالج خلافاتنا"، مستطرداً أنه "بالحوار وحده تعالج قضايا الوطن". جاء هذا خلال المهرجان الخطابي الذي نظمته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في المركز الثقافي بمخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق، مساء الجمعة (8/12)، بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لانطلاقتها، وذلك بحضور قادة الفصائل الفلسطينية والأحزاب العربية وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في دمشق. وأكد مشعل تمسك الشعب الفلسطيني بمقاومته حتى تحقيق أهدافه في الحرية والتحرير، وقال إنّ "المقاومة عزنا ورفعتنا وخيارنا الاستراتيجي وهي القوة التي نضرب بها عدونا، التي نستنزف بها هذا المحتل لنجبره على الرحيل". وانتقد القائد الفلسطيني البارز المطالبين بوقف المقاومة والداعين إلى تبني خيار "الواقعية"، وقال "ماذا فعلت الواقعية التي سِرتم وسار فرقاء في الساحة الفلسطينية خلفها سنواتٍ طويلة منذ مدريد إلى اليوم، خمسة عشر عاماً ماذا فعلتم؟ بماذا أتت المفاوضات والمشاريع وبماذا أتى لنا منهج المساومة؟"، ورفض مشعل إلحاق نعت التشدد بمن يتمسك بالحقوق والثوابت موضحاً أنّ "الذي يتمسك بحقوقه ليس متشدداً، ليس معيار التشدد أن نتمسك بالأرض والوطن". وشدّد مشعل على القول واهمةٌ حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية "إن ظنتا أنّ الزمن يعمل لصالحهما، وأنّ شعبنا سينسى، وأنّ صفوفه السياسية سوف تتضاءل وتتقدم، أبداًً إنّ شعبنا اليوم في صعود ولله الحمد"، وأضاف "إن أرادوا وقف شلال الدم في المنطقة فعليهم أن يخضعوا للإرادة الفلسطينية ومن خلفها الإرادة العربية والإسلامية التي تقف معنا في هذا الموقف"، محذراً من أنه في حال عدم الاستجابة للمطالب والحقوق الوطنية "فإننا ذاهبون وإياكم إلى صراعٍ مفتوح نحن أقدر عليه والنصر سيكون حليفنا في نهاية الطريق". ووجّه مشعل التحية للشعب الفلسطيني الصامد في الضفة الغربية وقطاع غزة ومقاومته الباسلة وللشهداء والجرحى والأسرى والمجاهدين والمقاتلين على أرض فلسطين، ووجه التحية أيضاً إلى المقاومة في لبنان والعراق وأفغانستان، كما وجّه التحية إلى جميع أحرار العالم الواقفين في وجه التغول الأمريكي على العالم.