حذرت دراسة صهيونية من أن حربا بين الكيان الصهيونى وإيران ستكون مدمرة وطويلة الأمد حال نشوبها، ورجحت اتساع تلك الحرب لتشمل عدة جبهات. وأشار الباحث موشيه فيرد في دراسته "الحرب بين إيران وإسرائيل" الصادرة عن مركز الأبحاث "بيغين سادات" أن العلاقات بين إيران والكيان متوترة جدا على خلفية الكراهية الدينية والسياسية ولاعتبار الثانية السلاح النووي بيد الأولى خطرا عليها. واعتبر الباحث الصهيوني أن الكيان يشكل عائقا مركزيا أمام هيمنة إيرانية في الشرق الأوسط وأنه إذا نشبت حرب بين الطرفين على هذه الخلفيات فإنها ستطول سنوات، على غرار الحرب الإيرانية العراقية التي امتدت من عام 1980 وحتى عام 1988، حسب زعمه. واستندت الدراسة إلى نماذج تبحث بطول الحروب وشروط إنهائها وخلصت إلى أن استهداف المنشآت النووية الإيرانية سيفضي لحرب تكون طويلة وأن الدولة الصهيونية عاجزة عن تقصير أمدها. ورجح فيرد أن تشمل الحرب تبادل إطلاق صواريخ إيرانية بكثافة "لكن الخيار الأكثر نجاعة يكمن بالقتال بواسطة رسل سوريا وحزب الله وحماس بما يشبه وسائل المقاومة في حرب لبنان الثانية عام 2006 والحرب على غزة 2008 اللتين برهنتا على عجز إسرائيل عن حماية نفسها بغارات جوية فحسب وعن كسر إرادة العدو بسرعة".
حرب عصابات وقال الباحث إن تل أبيب ستتورط بحرب عصابات طويلة كما حدث في حرب لبنان الأولى عام 1982 في حال قامت باجتياح بري لإحباط صواريخ المقاومة. وأشار إلى إمكانية أخرى بمتناول إيران لتعزيز ميزان القوى لصالحها ترتبط بتفعيل إرساليات عسكرية إيرانية بأعداد هائلة يتم دفعها لسوريا ولبنان للمشاركة بالقتال، مستغلة انسحاب الولاياتالمتحدة من المنطقة نهاية العام القادم. ولم يستبعد نجاح إيران في استغلال المتغيرات الإقليمية لإرسال عتاد وسلاح ومتطوعين إلى سوريا مباشرة عن طريق العراق أو تركيا، منبها إلى أن ذلك سيصعب جدا على الكيان الصهيونى حسم معركة برية ويورطه في حرب طويلة. وتعرض الباحث في دراسته لاحتمال قيام إيران باستهداف السفن الإسرائيلية في باب المندب وشن حملات "إرهابية" مكثفة تستهدف الخطوط الجوية والمصالح الصهيونية في العالم.
توقعات وضمن تصوره للحرب المحتملة أشار فيرد إلى أنه بعد استهداف المنشآت النووية الإيرانية لن تسارع للرد العسكري قبل استنفاد النشاط الدبلوماسي لعزل الكيان، فيما سيقوم بنفس الوقت بتركيز القوات والأسلحة لدى حلفائها في لبنان وفلسطين وبدعم غير مباشر من سوريا. وتوقع أن يشن الفلسطينيون عمليات استشهادية مكثفة من الضفة الغربية بموازاة استهداف مراكز سكنية بصواريخ إيرانية وذلك بهدف إدارة حرب متعددة الجبهات. وقال فيرد إن الدولة الصهيونية باتت مختلفة بعيون الإيرانيين الذين يرون فيها اليوم دولة ضعيفة وغير مستقرة يمكن أن تكون فريسة سائغة لحملة إسلامية موحدة. وأكد أن الحرب الطويلة تتناقض والإستراتيجية الأمنية المعتمدة من قبل الكيان منذ تأسيسه على يد ديفيد بن جوريون الذي حذر من عدم قدرتها على الصمود فيها. واستنادا للتجربة الإيرانية شكك الباحث بجدوى لجوء الكيان الصهيونى لحسم الحرب باغتيال قيادات إيران وباستهداف بناها التحتية وبدور تدخل الدول العظمى لأن إيران ربما ستطلب تنازلات مفرطة لوقف القتال. ورأى أن استخدام السلاح النووي سيوقف الحرب المحتملة مع إيران لكن الطريق لاستخدامه من قبل إسرائيل طويلة، وخلص إلى أن الحرب ستكون مدمرة وطويلة وأن تل أبيب تفتقد لوسائل واضحة ومجدية لتقصير أمدها في حال نشوبها.