توقعت دراسة اسرائيلية أن تستمر الحرب بين ايران واسرائيل في حال اندلاعها لعدة سنوات مهما كان الثمن فادحا للجانب الايراني، وذلك بناء علي استعداد النظام الايراني للتضحية بالايرانيين في أي صراع ينشب مع اسرائيل بما سيجعل من الصعب انهاء الحرب. وقال الباحث الاسرائيلي موشيه فيريد في دراسة صادرة عن مركز بيجن السادات للدراسات الاستراتيجية منذ أيام، ان الحرب اذا اندلعت بين طهران وتل أبيب فانها ستكون طويلة الأمد، مضيفا ان العقيدة الشيعية التي تقوم علي القتال والتضحية من أجل العدل واصلاح الأخطاء التي ارتكبت في حق الاسلام والمسلمين وهو ما يعني أن هدف القضاء علي اسرائيل سيندرج تحت هذه المعتقدات مهما كان الثمن فادحا. وأضاف مضيفا ان هذه النظرية تجلت في الحرب العراقية الإيرانية التي امتدت 8 أعوام. وأشار إلي أن هذه العقيدة هي التي ستجعل الحرب طويلة وممتدة الا في حالة شعور النظام الايراني بأنه مهدد بالزوال. وذكر ان الحرب المستقبلية المتوقعة بين البلدين ستشمل إطلاق طهران لصواريخ أرض أرض والتي ستشبه حرب المدن التي اندلعت بين العراق وإيران التي استمرت شهرين خاصة وأن صواريخ إيران الأرض أرض متطورة، ثم يتبعه هجوم ايراني بالطائرات علي أهداف إسرائيلية والتي سيكون تأثيرها ضعيف في إطار عدم قدرة الطائرات الايرانية علي التحليق لفترات طويلة وبسبب قوة سلاح الطيران الإسرائيلي، موضحا أن عدم وجود حدود مشتركة بين ايران واسرائيل لا يعني أن طهران ستكتفي باطلاق صواريخها في الحرب وانما ستعتمد إيران أيضا في حربها علي أطراف تقاتل بالنيابة عنها مثل سوريا وحزب الله وحماس وكذلك عبر قوات ايرانية تكون متواجدة علي الأراضي السورية. الخوف من الدخول في حرب طويلة جعل فيريد يأمل في ألا تنشب حرب بين إيران وإسرائيل في السنوات المقبلة علي الرغم من الحديث المتكرر حول ذلك من الجانبين، قائلا ان تعارض المصالح بين الدولتين لا يبرر نشوب حرب بينهما. واستبعد فيريد من خلال تحليل مبدئي لأشكال الحرب المحتملة والتحركات الإسرائيلية لتقصير مدة الحرب والتدخل المحتمل من القوي العظمي، أن توجد آلية مؤكدة لتقصير أمد الحرب. لكن هذا الخوف لا يقتصر علي فيريد وحده فقد وضع ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء لاسرائيل نظرية لأمن اسرائيل تقوم علي الدخول في حروب قصيرة وخاطفة قدر الامكان حيث أن الحروب الطويلة قد تجعل إسرائيل تواجة تحديات صعبة وخصوصا التحديات الإجتماعية والإقتصادية والعسكرية. كما أن هذا الخوف من الحرب الطويلة يستوجب إستعدادات مسبقة يبدأ بالوعي بخطورة الموقف وقبوله وفهمه ثم تخطيط وتجهيز رد مناسب وخصوصا الرد الذي يؤدي إلي تقصير مدة الحرب مع الحفاظ علي المصالح الإسرائيلية .