منذ عدة أيام كشفت صحيفة سكوتلاند هيرالد أن الولاياتالمتحدة نقلت نحو387 قنبلة ذكية خارقة للتحصينات إلي قاعدة أمريكية في جزيرة دييجو جارسيا في المحيط الهندي في إطار الاستعدادات لأي هجوم يستهدف المنشآت النووية الإيرانية. وتتزامن هذه الأنباء مع استعدادات إسرائيلية داخلية. فهل ستقوم الولاياتالمتحدة منفردة بتوجيه هذه الضربة للمنشآت الإيرانية أم أن إسرائيل ستشارك في هذه العملية العسكرية؟, خاصة أن سلاح الطيران الإسرائيلي قام في شهر مايو الماضي بمناورات للتدريب علي تنفيذ مهام هجومية بعيدة المدي صاحبها تصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قال فيه إنه لا يستبعد احتمال مهاجمة المشروع النووي الإيراني, وفي الرابع من مارس الحالي عقد رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو اجتماعا خاصا لمناقشة استعدادات الجبهة الداخلية في حالات الطوارئ, ومنهاعدة سيناريوهات محتملة بداية من انفجار الوضع في غزة وانتهاء باندلاع حرب شاملة. وناقش الاجتماع خطة توزيع الأقنعة الواقية من الغازات وخطط إجلاء السكان. والمشكلة التي تواجه إسرائيل كما يقول قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية هناك هي عدم وجود العدد الكافي من الملاجئ أو المخابئ لاستيعاب كافة المواطنين, والحل الذي يتم بحثه هو استخدام جراجات السيارات تحت الأرض. وفي مكتب وزير الدفاع إيهود باراك تم توزيع المهام علي نائب باراك ماتان فيلنائي بحيث يتولي مسئولية الجبهة الداخلية إضافة إلي رئيس هيئة الأركان جابي إشكنازي وقائد الجبهة الداخلية يائير جولان ورئيس هيئة الطوارئ. واندلاع مواجهة مع إيران ليس بالأمر الهين كما يؤكد الدكتور موشيه فيريد المتخصص في الفيزياء في بحث بعنوان أمد الحرب وشروط إنهاء حرب مستقبلية بين إيران وإسرائيل. في هذا البحث الذي حظي باهتمام قادة الجيش الإسرائيلي يصف موشيه ماذا يحدث في حالة مهاجمة إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية ويحذر من أن هذه الحرب إذا اندلعت سوف تكون طويلة وباهظة. والسيناريو كما يرسمه موشيه يبدأ بتدمير إسرائيل المنشآت الإيرانية يعقبه إطلاق إيران صواريخ أرض أرض في اتجاه إسرائيل, ونظرا لكثرة عدد هذه الصواريخ فإن الحرب قد تنتهي خلال فترة قصيرة فالصواريخ قد تنفد كما يقول البحث لكن الحرب حينئذ ستبدأ, فالحرب الناجعة من وجهة نظر إيران هي الحرب عن طريق حلفائها مثل سوريا وحزب الله وحماس وفي هذه الحالة سوف يستمر إطلاق القذائف علي إسرائيل وفي حالة سوريا سيقوم الجانب السوري بإطلاق صواريخ سكود القادرة علي الوصول إلي المدن الإسرائيلية. وتزداد خطورة الأمر في حالة إطلاق أسلحة كيميائية أو بيولوجية, وبسبب القذائف بعيدة المدي الموجودة لدي حزب الله فإن إسرائيل ستلجأ إلي احتلال معظم الأراضي اللبنانية ودخولها في حرب عصابات يصعب التنبؤ بنهايتها, وهذا ليس كل شيء كما يقول موشيه فهناك احتمال آخر بنقل قوات إيرانية إلي الأراضي السورية في إطار اتفاق دفاعي بين الدولتين للمشاركة في الحرب إلي جانب حزب الله, وإذا ازداد التوتر الحالي في العلاقات بين تركيا وإسرائيل فمن المحتمل أن تسمح تركيا أو تتجاهل نقل شحنات أسلحة إيرانية أو متطوعين إيرانيين إلي سوريا عبر أراضيها والمجال الجوي لها, كما يتوقع موشيه في بحثه قيام إيران في حالة اندلاع مواجهة عسكرية باستهداف المصالح الإسرئيلية في الخارج مثل السفارات وطائرات شركة العال وغيرها. ويعتمد دكتور موشيه في تقديراته علي الأيديولوجيا التي يتبعها النظام الإيراني وعلي دروس الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت ثماني سنوات.