قالت صحيفة بريطانية إن الأسباب التي عجلت بالعدوان الصهيوني لقطاع غزة مطلع العام الماضي هي ذات الأسباب التي تتجلى الآن مع تفاقم التوتر البادي للعيان بين الكيان الصهيونى وحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأضافت صحيفة "ذي إندبندنت" أون صنداي في افتتاحيتها الأحد (4-4)، حول التصعيد العسكري في غزة بعد الضربات الجوية التي شنتها الدولة الصهيونية ردا على إطلاق الصواريخ على أراضيها، أن هناك من يتنبأ بأن عدوانا صهيونيا جديدا لغزة قد يكون أكثر دموية من سابقه. وقالت إنه في حين أن العدوان الأول في عام 2009 الذي اتسم بالبطش وقوبل بإدانة واسعة النطاق فشل في إحداث التأثير المطلوب على الوضع الأمني في جنوب الكيان، فإنه من العسير تصور أن أية محاولة ثانية للعدوان ستحظى بفرص نجاح أوفر. وتوقعت الصحيفة أن يكون "انتقام" الكيان الصهيونى، كما سمته، عن طريق الجو، واستبعدت أن يجازف بشن هجوم بري. غير أن مصدر القلق يكمن في أن الأفق السياسي المسدود لا يفرز سوى المزيد من مثل تلك المواجهات, ذلك أن قدرة حماس على السيطرة على مسلحيها تظل محل شك بحسب الصحيفة. على أن إطلاق الصواريخ من غزة بشكل جدي لم يكن من قبيل الصدفة بكل تأكيد, بل إنه يأتي عقب أن مُنيت آخر محاولات استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين بالفشل تماما مثل سابقاتها. ولم يدل لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في واشنطن الأسبوع الماضي على وجود توافق في وجهات النظر بينهما. وكما هو الحال في غالب الأحيان، فإن سوء التوقيت كان عاملا في تبديد بصيص الأمل الذي لاح في الأفق. وسواء كان ذلك عرضا أو عمدا، فقد صادقت حكومة الكيان على بناء مساكن جديدة لليهود في القدسالشرقية حال وصول نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن إلى هناك وبعيد حصول حركة فتح على دعم الجامعة العربية لها للعودة إلى المحادثات غير المباشرة مع الكيان. وترى الصحيفة أن ليس أمام أوباما والرباعية الدولية سوى التمسك بالفرص القليلة المتوفرة، لكن الشيء المهم هو ألا يستسلموا. وحتى لو كانت فرص تحقيق السلام ضئيلة إلى الحد الذي لم يحدث من قبل, فإن اليقظة والحذر أفضل من لا شيء, على حد تعبير الصحيفة.