نشر موقع إلكتروني إيطالي محافظ عن الأسقف الكاثوليكى البولندي تاديوش بيرونيك قوله إن اليهود استغلوا المحرقة سلاح دعاية. وتسببت تصريحات لأسقف كاثوليكي بولندي حول المحرقة اليهودية المزعومة "الهولوكوست" في أحداث ضجة بكل من بولندا وإيطاليا.
ونقل الموقع عن الأسقف بيرونيك قوله "لا يمكن إنكار أن أكبر عدد من القتلى في معسكرات الاعتقال كان من اليهود ولكن كان هناك أيضا غجر بولنديون وإيطاليون وكاثوليك".
وأضاف الرئيس السابق لمؤتمر الأساقفة البولنديين أن لليهود دعاية جيدة بفضل الدعم المالي القوي والدعم غير المشروط من الولاياتالمتحدة.
وفي تصريح للتلفزيون البولندي نفى بيرونيك أن يكون قد قال "إن المحرقة اختلاق يهودي".
وقد أثارت تعليقات بيرونيك قلقا لدى اليهود في كل من بولندا وإيطاليا, إذ قال ليون باسرمان الرئيس السابق للجالية اليهودية بروما إنه "يشعر بالصدمة" إزاء هذه التصريحات التي تأتي من عضو في هيئة كهنوت الكنيسة.
استغلال وابتزاز وتتزامن هذه التصريحات مع صدور التقرير السنوي للوكالة اليهودية حول "العداء للسامية" الذي قال إن 42% من سكان أوروبا الغربية يعتقدون أن اليهود يستغلون المحرقة لابتزاز المال من أوروبا.
وذكرت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية على موقعها الإلكتروني أن الوكالة اليهودية حصلت على هذه المعطيات من استطلاع للرأي أجرته جامعة "بيليفيلد" الألمانية.
وأضافت "هاآرتس" أن نتائج الاستطلاع تؤكد أن أعلى نسبة لمؤيدي هذا الاعتقاد سجلت بكل من بولندا وإسبانيا.
يذكر أن بعض الدول ستحيي غدا الأربعاء اليوم الدولي لذكرى ما يسمى بالمحرقة في الذكرى السنوية الخامسة والستين ل "تحرير" معسكر "أوشفيتز" ببولندا.
العدوان على غزة وفى سياق متصل، أظهرت دراسة قامت بها وكالة "سوخنوت" اليهودية أن العام الماضي شهد أكبر عدد للاعتداءات على المنشآت اليهودية في العالم بعد الحرب العالمية الثانية.
ويعزو رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو انتشار ظاهرة العداء للسامية حول العالم على وجه التحديد، إلى عملية "الرصاص المصبوب" التي شنها الكيان الصهيونى على قطاع غزة في نهاية العام 2008 وبداية العام 2009.
وأكد وزير الإعلام الصهيوني يولي إديلشتاين على تزايد المظاهرات المناوئة للسياسة التي ينتهجها الكيان الصهيونى بعدما شن عدوانه على غزة المعروف بعملية "الرصاص المصبوب".
وأشارت الدراسة إلى أن 42% من سكان أوروبا الغربية يظنون أن اليهود يستغلون المآسي التي عاشوها على مر التاريخ للحصول على المال. ووضعت الدراسة فنزويلا وإيران في طليعة مَن لهم مشاعر عدائية تجاه اليهود.
ونبهت دينا بورات، أستاذة جامعة تل أبيب، في حفل خطابي أقيم بمناسبة صدور الدراسة، إلى "نمو مخيف" للمشاعر والتحرشات العدائية تجاه اليهود في أوكرانيا حينما جرت الاستعدادات لانتخابات الرئاسة في العام 2009.
وقال دبلوماسي صهيوني طلب عدم ذكر اسمه إن سياسة الرئيس فيكتور يوشينكو مهدت التربة لنمو المشاعر العدائية تجاه اليهود في أوكرانيا، مشيرا إلى أن سعي يوشينكو إلى تبرئة ساحة القوميين أدى إلى "خروج العفريت من القمقم".