أصدرت حركة طالبان صاحبة اليد العليا فى أفغانستان بيانا على موقعها على شبكة الإنترنت، فصلت فيه العملية النوعية التى قام بها مجاهدوها فى العاصمة الأفغانية "كابول" ضد حكومة كرزاى العميلة، والتى جاءت بعد أيام من تصريحات قائد قوات الاحتلال الأمريكية فى أفغانستان الجنرال ماكريستال بأن الساحة الأفغانية شهدت "هدوءً ملحوظا" بعد إرسال ثلاثين ألفا من الجنود الأمريكيين لمساندة بنى جلدتهم فى "السيطرة" على الأمور فى أفغانستان. وكذلك جاءت العملية الجريئة لمجاهدى طالبان بعد أسابيع قليلة من عملية نوعية أخرى نفذتها الحركة ضد "ال (سى. آى. إيه) أكبر جهاز استخبارات فى العالم"، عندما نجح المجاهد الطبيب الأردنى همام البلوى فى قتل عشرين ضابطا فى الاستخبارات الأمريكية، حسب طالبان، فى القاعدة المريكية بولاية "خوست"، وسبعة فقط حسب الولاياتالأمريكية التى تسعى جاهدة للتقليل من خسائرها فى أفغانستان ولو إعلاميا فقط.
وتعد هذه العمليات دليل صدق على سيطرة مجاهدى الحركة على الأمور فى أفغانستان، حيث تمكن مجاهدو الحركة من اختراق جميع الحواجز الأمنية فى كل من القاعدة الأمريكية فى "خوست"، وكذلك العاصمة "كابول".
بيان الحركة "شرعت ثلاث مجموعات استشهادية تابعة ل "إمارة أفغانستان الإسلامية" في تنفيذ هجمات فدائية في الساعة 9:45 من صباح الإثنين (18-1-2010)، في قلب "كابول" العاصمة وذلك على الأهداف التالية: مجموعة هاجمت قصر رئاسة الجمهورية مسلحة بقذائف ال(آر. بى. جى). والمناطق المجاورة له، ومباني وزارات المعادن والعدل والمالية، ورئاسة إدارة الشئون، وبنك أفغانستان المركزى وفندق سيرينا "مقر قيادة قوات الاحتلال"، مدججة بقذائف ال (آر بي جي)، ورشاشات ال "كلاشنيكوف"، والمدافع الخفيفة، والقنابل اليدوية".
هجوم تمهيدى وأضاف البيان: أنه ابتداءً نفذ "الحافظ" همايون هجوماً استشهادياً في البوابة الجنوبية للقصر الرئاسي مقابل تقاطع "بشتونستان وات"، وقد أسفر الهجوم عن مقتل وإصابة عدد من حراس القصر الجمهوري.
المجموعة الأولى وبعد ذلك هاجمت المجموعة الأولى المكونة من خمسة مجاهدين، بقيادة "الملا" محمد على، مبنى تابع لوزارة الاتصالات والكائن بجانب فندق (كابول سيرينا)، وبعد مقتل حراس المبنى سيطر المجاهدون على المبنى ومن هناك شرعت هذه المجموعة فى تكثيف هجماتها على القصر الرئاسي، ووزارات (المعادن) و(العدل)، و(المالية)، و(رئاسة إدارة الشئون)، و(بنك أفغانستان المركزى)، و(فندق سيرينا).
المجموعة الثانية ثم اتخذت المجموعة الثانية المكونة من أربعة مجاهدين، تحت قيادة (الملا) موسى، مواقع في ساحة لصالة العرض "آريانا" وباشرت هجماتها على مقر وزارتي (المالية) و(المعادن) و(رئاسة إدارة الشئون) أيضاً.
المجموعة الثالثة وبعد ذلك قامت المجموعة الثالثة، بقيادة (الملا) سيف الله)، بالهجوم على عمارة قريبة من "سينما آريانا" وسيطرت عليها وأفراد هذه المجموعة أيضا شرعوا في شن هجماتهم من هذا المكان على مباني وزارات المعادن والعدل، والمالية، ورئاسة إدارة الشئون.
بعد بدأْ العمليات بساعة والنصف الساعة نفذ المجاهد البطل حاجي مسعود هجوما استشهاديا بواسطة سيارة الإسعاف المفخخة في تقاطع "ملك أصغر" بجانب "كالبهار سنتر" التجاري على القوة العسكرية التي كانت في طريقها إلى ساحات العمليات، مما أسفر عن مصرع كبار قيادات القوة العسكرية في هذا الهجوم.
ثم نفذ هجوم بالقنابل في الطريق العام عند "سينما بامير"على قافلة أمنية كانت تتقدم نحو ساحة الهجمات.
وقد قتل وأصيب (31) عنصرا من عناصر الأمن الوطني، والجيش والشرطة الحكوميين في ساحة مبنى القصر الرئاسي بأيدي المجاهدين الاستشهاديين، كما قتل وجرح (22) عنصرا من عناصر الأمن الوطني نتيجة عملية استشهادية بسيارة الإسعاف المفخخة في تقاطع "ملك اصغر"، كما لحقت خسائر كبيرة بمباني الوزارات المشار إليها آنفا، وأيضا تعطب عدد من السيارات الحكومية الواقفة في الساحة في الهجوم بسيارة الإسعاف.
خوف وهلع وجدير بالذكر بأن جنود العدو كانوا من شدة الخوف والهلع يطلقون النار عشوائيا نحو المحلات التجارية والمباني المرتفعة، مما أدى اندلاع حريق في مجمعي " خيرخوا، وقاري أمان " التجاريين ونتيجة إطلاق النيران الكثيفة من قبل هؤلاء الجنود لحقت خسائر كبيرة بالمركزين التجاريين المشار إليهما.
سبعة شهداء وقد التحق سبعة أبطال بركب الشهداء من أولئك الاستشهاديين العشرين الذين كانوا قد دخلوا إلى العاصمة "كابل" لتنفيذ العمليات يوم الإثنين (18-1)، وهم:
(الحافظ) همايون، (الملا) محمد، (الحافظ) علي، (الملا) موسى، (الحافظ) سيف الله، ونجات. أما البقية فقد عادوا سالمين إلى مراكزهم وفقَ الخطة والتكتيك المعدين مسبقاً، ولديهم إرادة عمليات مشابهة في الفرصة المناسبة إن شاء الله.
وقد اعتبرت عمليات الإثنين ناجحة وموفقة من وجهة نظر عدد كبير من أصحاب الرأي والمحللين العسكريين والسياسيين.
و قد اعترفت ما تسمى بوزارة الدفاع بإدارة (كابول) هي أيضا بدورها بمقتل واصابة (27) من جنودها.
وما يجب ذكره بأن العدو دائماً يخفي الحقائق في مثل هذه الظروف ، ويعلن أرقاماً زهيدة للخسائر البشرية في صفوفه". أ.ه.
الهند وأفغانستان من ناحية أخرى وعد وزير الحرب الأمريكي روبرت جيتس المسئولين في الهند بعدم "تخلي بلاده عن أفغانستان"، رغم التزامها بجدول زمني لسحب قواتها من هناك بداية النصف الثاني من 2011.
وقال مسئول أمريكي إن جيتس أبدى للمسئولين الهنود تفهم بلاده ل "مخاوف نيودلهي" من انسحاب أمريكي مبكر من أفغانستان، وأبلغهم أن واشنطن ستواصل دعمها الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري لحكومة كرزاى العميلة.
ومن جانبهم أكد المسئولون الهنود التزام بلادهم بمواصلة دعم جهود "إعمار" أفغانستان. وجاءت هذه التصريحات خلال محادثات أجراها جيتس في نيودلهي مع عدد من المسئولين الهنود بمقدمتهم رئيس الوزراء مانموهان سينج بشأن عدة قضايا أمنية بالمنطقة، وعلى رأسها الملف الأفغاني.
وقبل وصوله نيودلهي، وصف الوزير الأمريكي الهند بأنها "حليف إستراتيجي" في مواجهة "التهديد" التي يمثله المجاهدون بأفغانستانوباكستان.
وتعليقا على زيارة جيتس للهند، قال المحلل السياسي أبو بكر الصديق، إن باكستان تنظر لتلك الزيارة بنوع من الريبة والشك.
وأضاف الصديق أن باكستان باتت تتخوف من النفوذ المتنامي للهند بأفغانستان، ومن حاجة واشنطن المتزايدة للهند في تعاطيها مع "الأزمة الأفغانية".
وتتناول مباحثات جيتس مع المسئولين الهنود العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيز علاقاتهما العسكرية والتجارية.
وتوصف علاقات نيودلهي وواشنطن بأنها في أفضل حالاتها منذ عشرات السنين، وقد وصف مسئولون بوزارة الحرب الأمريكية الهند مرارا بأنها "شريك عالمي مهم" بالعديد من المسائل الدولية المشتركة وبمقدمتها القضايا الإقليمية مثل أفغانستان.