من العلوم لجموع المسلمين أن موت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قطع رسالة السماء، فكان عليه الصلاة والسلام آخر الأنبياء والمرسلين؛ حيث أخبر الرسول أن عدد الأنبياء والمرسلين 124 ألف نبي منهم 313 رسولاً، وأنه هو آخر الأنبياء والمرسلين، وقد آمن به ما يقرب من مليار والنصف من المسلمين حول العالم، ولكنه صلى الله عليه وسلم، أخبر أيضًا بأن هناك الكثير ممن سيدعون النبوة من بعده. طليحة بن خويلد الأسدي وسجاح التميمية، ومسيلمة الكذاب، أسماء سارعت إلى الادعاء بأنها مرسلة من عند الله، بعد وفاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وعلى الرغم من أن المسلمين الأوائل قد انتهوا منهم وأثبتوا للجميع ادعاءهم الكاذب، إلا أن الواقع حاليًا أعاد أمثال هؤلاء إلى صدارة المشهد في الدول الإسلامية ومنها مصر، مستغلين بذلك "الفراغ الديني" وانشغال المسلمين بالأوضاع الداخلية والسياسية، فظهرت دعوات لخلع الحجاب، وأخرى لممارسة الجنس دون زواج وثالثة للتشيع ورابعة لاعتناق دين جديد يُبشر به رسول جديد. وفي الآونة الأخيرة، ازداد عدد مدعي النبوة بشكل لافت للنظر، فبحسب تقارير فإن عدد مدعي النبوة في ال10 سنوات الأخيرة وصل إلى 25 مدعيًا، كان آخرهم مدعي النبوة بالشرقية، الذي يتبعه المئات، واللافت للنظر في الأمر أن الكثير من أتباعه ذو مناصب اجتماعية مرتفعة. "أحمد عبدالمنعم عقل" 46 سنة إمام وخطيب سابق بالأوقاف، ادعى أنه رسول جديد، وأنه الرسول المبشر به، ولم يكتف بذلك، بل جعل من آيات القرآن "برهان زور وضلال" لادعائه حينما استشهد بآية في صورة الصف للتدليس على صحة ادعاءاته الكاذبة، "ومبشرُا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد". واعترف "أحمد" بادعائه للنبوة أمام النيابة قائلًا: "أؤمن برسالة النبي محمد، ولكنني لا أعترف بأنه آخر المرسلين، ولا أعترف بالسنة المتداولة في الكتب وأرى أن مناسك ومشاعر الحج الموجودة حاليًا ليست صحيحة". تسببت ادعاءاته تلك في التفاف عدد من مريديه حوله، مما دفع بوالدة أحد الملتفين حوله والمضللين بكذب ادعاءاته، أن تتقدم ببلاغ ضد أحمد إلى جهاز الأمن الوطني بكفر الشيخ، بعد أن لاحظت تغيرات وانحرافات في فكر نجلها وعدوله عن صحيح الدين بعدم اعترافه بالسنة النبوية وهجومه على الأئمة والدعاة. فقامت مباحث الأمن الوطني بعمل التحريات عن مكان عقد اجتماعات ولقاءات الشيخ مدعي النبوة وتوصلت التحريات إلى أنهم يتلقون دروسهم ويعقدون اجتماعاتهم بمنزل أحد مريديه بحي ميت علوان، فتمت مداهمة المنزل المذكور وإلقاء القبض على 8 أشخاص كانوا بالمنزل، ليكون مصير أحمد السجن 3 سنوات بتهمة ازدراء الأديان وادعاء الرسالة. وظهر مدعي نبوة آخر في أسوان، لتقرر النيابة العامة بمركز إدفو بأسوان، حبسه بعد نشره أفكارًا غريبة، وهو أحمد محمود أبو حجاج الطايفي، المزارع البسيط، الذي ادعى أنه المهدي المنتظر. ويعتبر شيخ الطرق الخليلية الصوفية بمحافظة الشرقية، الشيخ صالح أبو خليل، هو آخر من ادعي النبوة، وذلك بعد تداول فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في مولد الشيخ صالح، يدعي فيها صفات الأنبياء، وإغاثة الملهوف. وكان هذا الفيديو أكثر من أحدث ضجة في الوسط الإعلامي، وأروقة الأزهر الشريف، هاجمه الأزهري خالد الجندي، قائلا "إن الكلمات التي يحملها الفيديو تُظهر كثيرًا من الهرتلة والعبط، وأتمنى لمن يدعي النبوة بالشفاء". لم يكن الجندي وحده، مَن هاجم صالح بل تقدم المحامي سمير صبري ببلاغ لنيابة أمن الدولة العليا ضد صالح أبو خليل، وقال في البلاغ الذي قدمه، "مهزلة لم يكن أحد يتخيلها أن تحدث في مصر دولة الإسلام والأزهر، ظهور مدعي نبوة". ولكن الشيخ صالح، من الفيديو أكد أنه لم يجرِ على لسانه هذه الكلمات التي يحملها، ولكنها كلمات لفظ بها أحد محبيه، كما قامت الطريقة الخليلية بالزقازيق، بإصدار بيان إعلامي تنفي عن الشيخ ادعاءه النبوة. وتم القبض على مدعي نبوة آخر بالدقي ويدعى محمد، وهو يتحرش بفتاتين بالطريق العام، فتم القبض عليه من جانب قوات الأمن، ليدعي أمام النيابة أنه "الله" وأنه آخر الأنبياء والرسل، وتوعد أعضاء النيابة بالموت والتكفير لأنهم لا يطيعونه حق قدره، وأضاف أنه تجلى من السماء في هيئة بشر، بصفة مؤقتة، مؤكدًا أنه "سيعود مرة أخرى إلى هيئته ويحرق كل مَن يخالفه بناره وعقابه، فقررت النيابة وقتها حبس المتهم على ذمة التحقيق، فكان مصيره مرتبطًا بعظم جرم ما تخيله عقله المريض، ليكون مصيره مستشفى الأمراض النفسية بالعباسية". يقول أحد الملحدين، ويدعي أحمد الحرقان، إنه لا علاقة تربط السياسة بما آل إليه وضع الشباب الآن، مؤكدًا أن ظاهرة مثل الإلحاد سببها الأساسي هو اقتناع الشباب والمواطنين بعدم وجود إله في هذا الكون، قائلًا" "حنفية ربنا اتقفلت من 1400 سنة". وقال: "على مر التاريخ وظهر العديد من الشخصيات، من قاموا بادعاء النبوة، ففي كل زمن كان يوجد شخص يقول إنه "رسول وأنه نبي منزل من عند الله"، مؤكدًا أن هؤلاء يعانون من شيزوفرانيا وانفصام في شخصيتهم. وأوضح أن مدعى النبوة يُعانون أمراضًا نفسية صعبة، ويمكن التحقق من ذلك عند الذهاب إلى مستشفى الأمراض العقلية، فتجد أن كل شخص هناك يدعي أنه نبي وأنه منزل من عند الله، مضيفًا "ولكن الناس يعتقدون أن من يأتي برسالة جديدة من السماء كاذب، وبالتالي يضعونهم في مستشفى الأمراض العقلية". وتابع: الملحدون يزدادون لأن الواقع يفرض عليهم ذلك، فهم لا يجدون حاليًا "نبيًا" يرونه بأنفسهم ليحكموا على مدى صدقه، وبالتالي فإن لديهم يقينًا جازمًا بأنه لا يوجد رسول مُنزّل من عند الله وأنه لا يوجد إله من الأساس.