الأنبياء والرسل اختارهم الله لهداية الناس إلى عبادته وتعليمهم أصول الدين الصحيح ودعوتهم إلى الأخلاق والفضيلة، وعلى مر التاريخ ظهر مجموعة من ضعاف النفوس ادعوا النبوة وأمروا الناس باتباعهم بل ذهب البعض لأبعد من ذلك فادعوا الألوهية ك(المقنع الخرسانى)، الذى عاش فى صدر الدولة العباسية وأمر الناس بالسجود إليه إلى أن تمكنت الدولة من القضاء عليه. وفى الفترة الأخيرة ظهر فى مصر مجموعة من مدعى النبوة أنكروا صحيح الدين وأسقطوا عن الناس التكاليف وعملوا على استقطاب الأتباع، البعض منهم دفعه مرضه النفسى إلى ذلك وآخرون لتحقيق أهداف دنيوية. مدعو النبوة وقول الرسول فيهم.. شهد التاريخ بعد وفاة "الرسول"- صلى الله عليه وسلم، بل وفى حياته، عددا من مدعى النبوة، كان أبرزهم (طليحة بن خويلد الأسدى)، الذى قاد حرب الردة بعد وفاة الرسول وادعى النبوة وانضمت لدعوته بعد القبائل وهزمه خالد بن الوليد، فدخل الإسلام بعد ذلك واستشهد فى معركة نهاوند، وهناك (الأسود العنسى)، الذى كان مشعوذا يستعمل السحر لإقناع أتباعه بفكره ويغطى وجهه بخمار فلا يرى منه شيئا وكان له "شيطان" يأتيه بالأخبار يسمى بالملك وفقاً لبعض الروايات، وهناك أيضاً لقيط بن مالك الأسدى، ومسيلمة الكذاب الذى أراد مشاركة "الرسول"- صلى الله عليه وسلم- فى النبوة. قال الرسول صلى الله عليه وسلم فى ذلك الامر:" إنه سيكون فى أمتى كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبى، وأنا خاتم النبيين لا نبى بعدي"، رواه أبو داود والترمذى وغيرهما. وترصد "اليوم السابع" عدد من الأشخاص الذين اثاروا حالة من الجدل خلال السنوات الاخيرة بعدما أدعوا النبوة. الشيخ أحمد.. المنشق الإخوانى مدعى النبوة.. (الشيخ أحمد) واحد من هؤلاء الذين دفعتهم نفوسهم الضعيفة لادعاء النبوة، فبعد تخرجه من جامعة الأزهر، تزوج من إحدى بنات قريته بمحافظة كفر الشيخ ورزقه الله ب5 أبناء، عمل الشيخ أحمد كإمام لأحد المساجد، وخلال تلك الفترة شهدت حياته العديد من التحولات الفكرية المتطرفة إلى حد جعله ينكر السنة النبوية ويهاجم علماء الأزهر، مما دفع مديرية الأوقاف بكفر الشيخ بإيقافه عن العمل، انضم بعدها لفترة إلى جماعة الإخوان ثم تركها، وتفرغ لفكرة جديدة تطرقت إلى ذهنه وهى أن يدعى النبوة وبدء يعقد اجتماعاته فى منزل أحد أتباعه بحى ميت علوان بمدينة كفر الشيخ، وأقنع أتباعه أنه مبشر به فى القرآن معترفاً بنبوة "الرسول" محمد- صلى الله عليه وسلم- إلا أنه أنكر اعترافه بأنه آخر المرسلين، وأنكر اعترافه بالسنة واستنكر مناسك وشعائر الحج. كانت بداية سقوط الشيخ أحمد، حينما تقدمت والدة أحد أتباعه ببلاغ لمباحث أمن الدولة ومباحث قسم أول كفر الشيخ، أكدت فيه أنها لاحظت تغييرا فى فكر ابنها، وانحرافه عن صحيح الدين وترديده كلمات غير مفهومة عن وجود رسول جديد، وعدم اعترافه بالسنة وهجومه على قيادات الأزهر، مدعيًا أن الشيخ أحمد، إمام المسجد الذى يتردد عليه هو الرسول الجديد فحرر محضر قيد برقم 6581 سنة2014، تم القبض على الشيخ "أحمد" وعدد من اتباعه ووجهت له تهمة إزدراء الأديان وإدعاء الرسالة. "محمد".. ادعى الألوهية وتوعد النيابة بالموت لعدم طاعته فى عام 2007 وفى واقعة غريبة على المجتمع المصرى فى ذلك الوقت، كان "محمد.ح"، يسير بشارع الدقى بعد أن أصيب بمرض نفسى جعله لا يسيطر على تصرفاته، ولسوء الحظ وقع تحت يديه فتاتان أثناء سيرهما بالشارع، تحرش بهما وكشف عن عضوه الذكرى أمامهما مما أصابهما بالصدمة، فتدخل أحد المارة والذى شاهد الواقعة عن قرب فنهره على فعلته، فتعدى عليه المتهم بالضرب وأحدث به إصابات، وتمكنت قوات الأمن من القبض عليه، وتم عرضه على النيابة، هنا بدأت الحبكة الدرامية للقصة حينما ادعى "محمد" فى تحقيقات النيابة أنه "الله" وأنه كل الأنبياء والرسل، وتوعد أعضاء النيابة بالموت والتكفير لأنهم لا يطيعوه حق قدره، وأضاف أنه تجلى من السماء فى هيئة بشر، وذلك بصفة مؤقتة، مؤكدا أنه سيعود مرة أخرى إلى هيئته ويحرق كل من يخالفه بناره وعقابه، فقررت النيابة وقتها حبس المتهم على ذمة التحقيق، وإحالة القضية إلى محكمة الجنح برقم 1850 لسنة 2007، التى قررت وقتها إيداع المتهم مستشفى الأمراض النفسية بالعباسية، حتى شفائه. (بهاء الدين السودانى): أنتظر وحياً بكتاب بديل عن القرآن (بهاء الدين.م) مهندس زراعى سودانى الجنسية، ادعى كغيره النبوة وأنه مرسل من عند الله وانه سيكون الرسول رقم 26، زاعما أن هناك كتاباً سينزله الوحى عليه بديلاً للقرآن الكريم حسب زعمه، وفى سبيل دعوته وزع منشورات على المواطنين بمطار القاهرة تروج لفكره وتؤكد صدق نبوته، وتحثهم على الانضمام لدعوته، وأكدت مصادر مقربة للمتهم فى ذلك الوقت أنه لا يبدو عليه آثار جنون إطلاقا بل فى حالة عقلية سليمة، ألقت سلطات الأمن بمطار القاهرة القبض عليه وأحيل للنيابة التى باشرت التحقيق معه. (المزارع الأسوانى).. المهدى المنتظر فى محافظة أسوان تلك المحافظة السياحية الهادئة كان (أحمد.م) ينسج خيط اخر من خيوط مدعى النبوة ولأجل إضفاء شىء من الخصوصية على دعوته أضاف لنفسه صفة جديدة وادعى أنه المهدى المنتظر، وبدأ "أحمد" فى نشر تلك الأفكار الغريبة بقريته فى الطوناب التابعة لمركز إدفو بشمال أسوان، وأسقط عن أتباعه أداء الفروض الواجبة للصلاة والصوم والزكاة متبعاً نفس المنهج الذى أتبعه المقنع الخرسانى. سقط المزارع الأسوانى فى قبضة رجال الداخلية بعدما وردت معلومات من الأهالى بنشره لأفكار غريبة تتنافى مع صحيح الدين، وأحيلت قضيته إلى نيابة أمن الدولة العليا للاختصاص