رأى المراقبون السيناريوهات المتوقعة حال فشل مفاوضات السلام بين فرقاء اليمن والمعقودة حاليا في جنيف، إما “تصعيد للقصف الجوي.. أو تدخل بري وشيك" وأكد المراقبون ل "مصر العربية" أن محادثات جنيف لن تنجح في وأد الأزمة، في ظل مراوغة الوفد الحوثي للمفاوضات سياسيا وسعيهم إلى حصد مكاسب سياسية بعيدا عن إرادة حقيقية للحل. ورغم قرب انتهاء المفاوضات لم يشارك وفد الحوثي حتى الآن ولم يطرح رؤيته في ظل إصراره على عدم تقليص أعداد المشاركين من قبلهم، بالإضافة إلى رفضهم الجلوس مع وفد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وتتعرض مفاوضات السلام بين فرقاء اليمن في جنيف إلى عدة عراقيل أهما رفض الوفد الحوثي تقليص عدد الوفد ويصرون على معرفة ما سموها صفة الطرف الآخر. وأبلغ المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد وفد الحوثيين وحلفائهم ضرورة تقليص عدده إلى سبعة أعضاء وثلاثة مستشارين حتى يتكافأ الطرفان المشاركان في المشاورات، إلا أن الوفد اشترط حسم مسألة صفة الوفد الآخر قبل حسم مسألة عدد أعضائه. وأكد المبعوث الأممي أثناء الاجتماع على أن مشاورات جنيف هي الخطوة الأولى لإنهاء معاناة الشعب اليمني، وأنه يجب التوصل حتى ولو إلى هدنة قبل شهر رمضان. تدخل بري الدكتور مختار غباشي المحلل السياسي ونائب رئيس المركز العربي للداسات السياسية والاستراتيجية قال إن مشاورات السلام بين فرقاء اليمن والمنعقدة حاليا في جنيف قد تنجح في اقتناص هدنة إنسانية، مؤكدا أن هذا يعد نجاح ولو قليل في ظل كل التوقعات المتشائمة. وأضاف المحلل السياسي ل "مصر العربية" أن الحوثيين يسعون إلى حصد مكاسب سياسية من تلك المفاوضات في حين يسعى وفد الحكومة اليمنية الشرعي ومن خلفه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية إلى التوصل لحل لوقف التمدد الحوثي. وعن السيناريوهات المتوقعة حال فشل جنيف في وقف الصراع بين فرقاء اليمن قال غباشي إن فشل جنيف يضع النظام الشرعي اليمني في مأزق، وكذلك الأمر بالنسبة للسعودية ومصر وباقي دول التحالف العربي، ومن ثم سيضطر التحالف إلى التصعيد من ضرباته الجوية مع تدخل بري داخل اليمن. مراوغة سياسية ومن جانبه قال الدكتور محمد بدوي المحلل السياسي إن جماعة الحوثيين تراوغ الأممالمتحدة في جنيف، مؤكدا أن الحديث عن حلول للأزمة غير متوقع. وأضاف ل "مصر العربية" أن وفد الحوثي يرفض الجلوس على طاولة تفاوض مع وفد الحكومة اليمنية ولا يعترف بها شرعيا ومن ثم لن يكون هناك حلا سياسيا يرضى الأطراف التصارعة، مؤكدا أن الأممالمتحدة لن تستطع إقناع الوفد الحوثي إلى التراجع. وأكد المحلل السياسي أن المحادثات ستنتهي دون التوصل لأية اتفاقات للحل، مؤكدا أن الفشل بات المصير الحتمي لتلك المشاورات. وعن السيناريوهات المتوقعة بعد جنيف، قال إن الحوثيين سيستمرون في تمددهم المسلح باتجاه المدن اليمنية، خصوصا بعد أن حصدوا العديد من المكاسب السياسية وتم الاعتراف بهم باعتبارهم طرف في النزاع. وفيما يخص التحالف العربي بقيادة المملكة، تابع: أن التحالف العربي سيقع في مأزق حقيقي، وخصوصا المملكة والتي ستتعرض للمزيد من القصف الحوثي على مدنها القريبة من الحدود، وقد لا تجد أمامها سوى التدخل البري المباشر. رؤية الحوثيين وبدوره قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، إن مشاورات جنيف بشأن وقف إطلاق النار في اليمن لم تحقق أي تقدم. وألقى ياسين باللوم على وفد الحوثيين، مؤكدا أنهم لم يحضروا إلى مقر الأممالمتحدة في جنيف السويسرية حيث تعقد المحادثات، واكتفوا بالبقاء في مقر إقامتهم بالفندق. وأشار ياسين إلى أن وفد الحكومة اليمنية أمامه 48 ساعة قبل أن يغادر المشاورات، مضيفا أنه كان من المفترض أن يتم التوصل اليوم إلى شيء إيجابي، غير أن تغيب الحوثيين أحبط ذلك. وأكد ياسين أنه حتى الآن لم يعرض الحوثيون رؤيتهم في محادثات جنيف وأن الخلاف مستمر بينهم وبين صالح على نسب التمثيل، مؤكدا أنهم أعطوا الأممالمتحدة وقتا لإقناع الحوثيين بالمشاركة في المشاورات لإيجاد حل للأزمة اليمنية. وأضاف ياسين أن الحوثيين يحاولون كسب الوقت لفرض رؤيتهم والوصول فقط إلى وقف القصف الجوى، مشيرا إلى أن الحوثيين يصعدون عمليات القتل والدمار في نفس الوقت الذي يتحدثون فيه عن موافقتهم على الهدنة، وأنه لا يوجد حتى الآن أي اتفاق على هدنة لوقف إطلاق النار وإذا تم ذلك فيجب أن يكون ذلك متزامنا مع تطبيق قرار 2016. اتهامات حوثية وكان زعيم جماعة الحوثي في اليمن عبد الملك الحوثي قد قال في خطاب الثلاثاء إن هناك تدخلا في مؤتمر جنيف يراد منه ألا يفضي الحوار إلى شيء، مضيفا أن هناك "عملية شراء" لمبعوث الأممالمتحدة من قبل أعداء اليمن -بحسب قوله- مما يؤدي إلى عدم وجود حل سياسي حقيقي لأزمة اليمن. واتهم الحوثي الحكومة اليمنية بأنها تحاول "فرض أجندتها" على الأممالمتحدة والمحادثات في جنيف، واستخدام ما سماه "أسلوب الترغيب والترهيب" مع مبعوث الأممالمتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد "من أجل تطويعه كي يعمل لها ما تريد". وقال عضو وفد الحوثيين محمد الزبيري في تصريحات صحفية بعد وصولهم جنيف إنهم وحلفاءهم يرفضون أي حوار مع الحكومة اليمنية التي وصفها بأنها تفتقد الشرعية، وطالب بإجراء مباحثات مع السعودية التي تقود تحالفا عربيا يشن غارات على المسلحين منذ مارس الماضي. وقال علي العماد عضو وفد الحوثيين في جنيف على صفحته بالفيسبوك إن السعودية تحاول أن تنتزع من القوى السياسية اعتراف بشرعية هادي والقبول بفريقه كطرف مفاوض مقابل هدنة. وأشار إلى إن المملكة لا تسعى فعليا إلى هدنة بل المقصود أن تكسب بالسياسة ما لم تستطع تحقيقه بعملياتها العسكرية. وانطلقت أول أمس مشاورات جنيف التي ترعاها الأممالمتحدة بين أطراف النزاع اليمني.