بالرغم من الاعتراضات الكثيرة على العقود النفطية التي تم ابرامها مؤخرا مع الشركات الاجنبية فإن رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي ووزير النفط فيها حسين الشهرستاني واصلا إجراءاتهما غير القانونية في هذا المجال دون إعارة أي أهمية لتلك الاعتراضات. وبناء على القرارات التي اتخذتها الحكومة الحالية التي تشارف على نهاية أيامها ، بدأت الشركات النفطية العالمية بحصد حصصها من نفط العراق في اطار ما يسمى بجولة التراخيص الثانية التي اطلقتها الحكومة الحالية يوم الجمعة الماضي . فقد أعلن فوز ائتلاف يضم شركتي " بتروناس " الماليزية و " جابكس " اليابانية بعقد لتطوير حقل الغراف النفطي حيث عرض الائتلاف الذي تشارك فيه بتروناس بنسبة 85% وجابكس بنسبة 15% ، انتاج البرميل الواحد من النفط بسعر 1.49 دولار والارتفاع بمعدل الانتاج في هذا الحقل الذي يقدر الاحتياطي فيه بنحو ( 863 ) مليون برميل ، الى 230 الف برميل يومياً. كما فاز ائتلاف نفطي آخر مكون من شركتي " لوك اويل " الروسية و" ستات اويل هايدرو " النرويجية باستثمار حقل القرنة النفطي رقم 2 الضخم في محافظة البصرة بعد تقديمه عرضاً لانتاج البرميل الواحد بسعر 1.15 دولار والارتفاع بمعدل الانتاج الى مليون و 800 ألف برميل يومياً . وتشارك شركة ( لوك اويل ) الفرنسية في هذا الائتلاف بنسبة 85% فيما تبلغ حصة الشركة النرويجية 15% لتطوير حقل القرنة رقم 2 الذي يقدر مخزونه النفطي بنحو 12مليار و (876 ) مليون برميل ، حيث يعد هذا الحقل اضخم الحقول النفطية العشرة التي عرضت خلال جولة التراخيص الثانية. واضافة الى الائتلاف المذكور ، تنافست على هذا الحقل ثلاث شركات أخرى ، حيث طلبت شركة " بتروناس" الماليزية ( 1.25 ) دولار لانتاج البرميل الواحد وعرضت الارتفاع بسقف الانتاج الى 1200 مليون برميل يومياً ، فيما طلبت شركة "توتال" الفرنسية (1.72 ) دولار للبرميل وعرضت الارتفاع بسقف الانتاج الى 1.43 مليون برميل يومياً ، في حين طلبت "بريتش بتروليوم" البريطانية (1.6) دولار للبرميل وعرضت الوصول بالانتاج إلى 888 ألف برميل يومياً ، كما فازت شركة "سونانغول" الانغولية بثاني عقد نفطي لها في العراق بحصولها على عقد لتطوير حقل " نجمة " في محافظة نينوى بعد عرضها انتاج البرميل الواحد بسعر ستة دولارات وضمان سقف انتاج يصل الى 110 آلاف برميل يومياً". وكانت "سونانغول" التي تعد الشركة الوحيدة التي تقدمت بعرض لاستثمار حقل نجمة الذي يقدر احتياطه النفطي بنحو 858 مليون برميل قد حصلت على عقد آخر لاستثمار حقل "القيارة" النفطي في محافظة نينوى ايضاً ، والذي يقدر الاحتياطي النفطي فيه بنحو 807 ملايين برميل ، حيث اعلنت "سونانغول" أمس السبت موافقتها على تطوير هذا الحقل بسعر خمسة دولارات للبرميل بعد ان طلبت في عرضها الاول 12.5 دولارات للبرميل ، وهو ما رفضته وزارة النفط الحالية .. داعية الشركة الى تحسين عرضها. كما فاز ائتلاف آخر يضم شركات ( غازبروم ) الروسية و ( تي بي ايه او ) التركية و (كوغاز ) الكورية و ( بتروناس ) الماليزية بعقد لتطوير حقل بدرة النفطي في محافظة واسط حيث وافق هذا الائتلاف على انتاج النفط بسعر ( 5.50 9 دولار للبرميل والارتفاع بالانتاج في هذا الحقل الذي يقدر الاحتياطي النفطي فيه بنحو 109 ملايين برميل الى ( 170 ) الف برميل يوميا. وازاء ما تقدم يبدو ان حكومة المالكي التي فشلت خلال السنوات الاربع الماضية فشلا ذريعا وعلى كافة الصعد السياسية والامنية والاقتصادية تحاول ان تستغل ما تبقى لها من ايام لترهن ثروة العراق النفطية لدى الشركات الاجنبية ولعشرات السنين بدلا من ايجاد الحلول الناجعة التي من شأنها انتشال شعبه من الفقر المدقع والبطالة المتفاقمة، ليصبح هذا الشعب الصابر كالعيس في البيداء يقتلها الضمأ والماء فوق ظهورها محمول.