أكدت مصادر إعلامية عمانية أن 10 أشخاص على الأقل راحوا ضحايا الأمطار الغزيرة، كما فقد 32 آخرون، مشيرين إلى احتمالية وجود أعداد أخرى من القتلى، مما يذكر بسيول جدة العاتية أواخر الشهر الماضي، والأمطار التي هطلت على الإمارات. في الوقت الذي يتواصل فيه هطول أمطار "الخير" لليوم الرابع على التوالي على سلطنة عمان ، وتسبب منخفض جوي في هطول أمطار غزيرة ومتوسطة وخفيفة مصحوبة ببرق ورعد وتساقط لحبات البرد على محافظات مسقط ومسندم والبريمي وولايات الباطنة والداخلية والشرقية والظاهرة، بحسب الوطن العمانية . وقد سالت على إثر هذه الأمطار معظم الأودية والشعاب، وعادت مناسيب المياه في الشقوق إلى الارتفاع كما امتلأت السدود ومجاري الأودية، واستبشر بها المواطنون خيرا. وقالت الشرطة إن: "من بين الذين فُقدوا أشخاص كانوا يحاولون عبور وادي الغزلان بولاية العامرات بمركباتهم، والآخرون يحاولون إنقاذ أشخاص تعرضوا للانجراف". وتجمهر الأهالي حول الأودية وفي الطرق القريبة من الجبال لمشاهدة ما تبقى من سيارات جرفتها المياه وحطمتها وسط الصخور، ومساعدة أي شخص محتجز أو تتعرض حياته للخطر. وذكر مصدر بالشرطة أن "السلطات تبذل مجهودات كبيرة للبحث عن المفقودين وتأمين الطرق وقطعها قبل هطول الأمطار مرة أخرى، وذلك بغية تقليل الخسائر إلى الحد الأدنى". وبدأت الأمطار التي يطلق عليها في السلطنة "أمطار الخير" مساء الجمعة 11-12-2009 وازدادت بشدة يوم السبت، وهو ما دفع السلطات لأن تعلن يوم الأحد إجازة رسمية حفاظا على حياة المواطنين، وذلك بعدما عطل هطول الأمطار الطرق، ولم يلتزم البعض بتعليمات الحكومة؛ مما زاد من مشكلة الوفيات والمفقودين. وذكرت تقارير إعلامية أن الأمطار التي هطلت في سلطنة عمان قد تسببت في وفاة 10 أشخاص الأقل واختفاء 32 آخرين، مشيرة وفقا لما ذكره شهود عيان إلى وجود احتمالات بأعداد كبيرة في القتلى، بينما قدر آخر تقرير منشور للشرطة العمانية الأحد 13-12-2009 عدد الوفيات ب6 أشخاص. وأفادت صحيفة "الوطن" العمانية أمس الثلاثاء 15-12-2009 أنه "لليوم الرابع على التوالي يتواصل هطول أمطار الخير والبركة على ولاية الرستاق على ساحل خليج عمان والقرى التابعة لها، والتي تراوحت بين الخفيفة والغزيرة". وذكرت أن الأجواء بدأت تعود للاستقرار التدريجي في معظم المناطق؛ حيث قال بيان صادر من المديرية العامة للأرصاد والملاحة الجوية (شئون الطيران المدني) أن آخر خرائط الطقس وصور الأقمار الاصطناعية تشير إلى استقرار تدريجي في الغلاف الجوي على المناطق الشمالية من السلطنة. وتوقعت المديرية أن تنحصر فرصة سقوط الأمطار اليوم على المنطقة الشرقية وجبال الحجر والمناطق المجاورة لها. ويقول خبراء في شئون البيئة إن ظاهرة الاحتباس الحراري أثرت سلبا على منظومة مياه الأنهار في بعض مناطق العالم، كما أثرت على أنماط هطول الأمطار. وتعيد أمطار سلطنة عمان إلى الأذهان كارثة سيول جدة يوم 25-11-2009 والتي أودت بحياة نحو 120 شخصا، إضافة إلى تشريد نحو 22 ألف آخرين. وتشكلت على إثر هذه الكارثة لجنة عليا يوم 5-12- 2009 لتقصي الحقائق في الحادث، وذلك بأمر ملكي من العاهل السعودي، وسط اتهامات بأن إهمال السلطات وراء ارتفاع عدد القتلى. وفي دولة الإمارات العربية أفادت صحيفة الخليج الإماراتية الاثنين 14-12-2009 أن 11 شخصا قتلوا وأصيب العشرات في حوادث متفرقة بسبب الأمطار الغزيرة التي ضربت البلاد. وأشارت إلى أن "الأحوال الجوية المتغيرة أسفرت عن وقوع 676 حادثا مروريا من دون إصابات منها، 503 حوادث في أبو ظبي، و159 حادثا في العين و14 حادثا في المنطقة الغربية". وقبل عامين، ضرب إعصار "جونو" الشهير، العاصمة العمانية مسقط وبعض مناطق السلطنة، وتسبب في خسائر مادية وبشرية كبيرة.