«يأتي حاملًا البهجة والأمل».. انتصار السيسي تهنئ الشعب المصري ب«شم النسيم»    جامعة أسيوط تنظيم أول مسابقة للتحكيم الصوري باللغة الإنجليزية على مستوى جامعات الصعيد (AUMT) 2024    تراجع جديد في سعر كرتونة البيض اليوم الاثنين    «الرقابة المالية» تنشر الثقافة المالية في جامعات مصر بندوات توعوية    توريد 58 ألفا و99 طن قمح إلى صوامع وشون القليوبية    الطن يسجل هذا الرقم.. سعر الحديد اليوم الاثنين 6-5-2024 في المصانع المحلية    محافظ المنوفية: 56 مليون جنيه حجم استثمارات مشروعات الخطة الاستثمارية بمركزي شبين الكوم وتلا    استعدادا لحرب محتملة.. روسيا تبدأ في إجراء مناورة بتشكيلات صاروخية    «أونروا»: سنحافظ على وجودنا في رفح الفلسطينية لأطول فترة ممكنة    بمناسبة عيد ميلاده.. كوريا الشمالية تدعم الزعيم كيم جونج أون بقسم الولاء    موعد مباراة باريس سان جيرمان وبوروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا.. المعلق والقنوات الناقلة    على معلول طرف.. أزمة في الأهلي قبل مواجهة الترجي    منتخب شابات اليد يستعد لبطولة العالم من بورسعيد    «الأرصاد»: أجواء ربعية معتدلة نهارا في معظم الأنحاء (فيديو)    إيرادات السرب تقترب من حاجز ال15 مليون جنيه بعد 5 أيام في دور العرض    4 أفلام تحقق أكثر من 7.5 مليون جنيه في دور العرض خلال 24 ساعة    وسيم السيسي: قصة انشقاق البحر الأحمر المنسوبة لسيدنا موسى غير صحيحة    استشاري تغذية توجّه نصائح لتفادي خطر الأسماك المملحة    في شم النسيم.. هيئة الدواء توجه 7 نصائح ضرورية عند تناول الفسيخ والرنجة    قبل أولمبياد باريس.. زياد السيسي يتوج بذهبية الجائزة الكبرى ل السلاح    طلاب مدرسة «ابدأ» للذكاء الاصطناعي يرون تجاربهم الناجحة    التعليم تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية    محافظ المنوفية يعلن جاهزية المراكز التكنولوجية لبدء تلقى طلبات التصالح غدا الثلاثاء    الاتحاد الأوروبي يعتزم إنهاء إجراءاته ضد بولندا منذ عام 2017    ماجدة الصباحي.. نالت التحية العسكرية بسبب دور «جميلة»    بالفيديو.. مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية: شم النسيم عيد مصري بعادات وتقاليد متوارثة منذ آلاف السنين    وفاة شقيق الفنان الراحل محمود ياسين.. ورانيا ياسين تنعيه: مع السلامة عمي الغالي    التعليم العالي: تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    كشف ملابسات مقتل عامل بأحد المطاعم في مدينة نصر    «المستشفيات التعليمية» تناقش أحدث أساليب زراعة الكلى بالمؤتمر السنوى لمعهد الكلى    استشاري تغذية ينصح بتناول الفسيخ والرنجة لهذه الأسباب    مفاجأة عاجلة.. الأهلي يتفق مع النجم التونسي على الرحيل بنهاية الموسم الجاري    إزالة 9 حالات تعد على الأراضي الزراعية بمركز سمسطا في بني سويف    فشل في حمايتنا.. متظاهر يطالب باستقالة نتنياهو خلال مراسم إكليل المحرقة| فيديو    مقتل 6 أشخاص في هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على منطقة بيلجورود الروسية    فنان العرب في أزمة.. قصة إصابة محمد عبده بمرض السرطان وتلقيه العلاج بفرنسا    موعد عيد الأضحى لعام 2024: تحديدات الفلك والأهمية الدينية    إصابة أب ونجله في مشاجرة بالشرقية    اتحاد القبائل العربية يحذر من خطورة اجتياح رفح ويطالب مجلس الأمن بالتدخل لوضع حد لهذا العدوان    لاعب نهضة بركان: حظوظنا متساوية مع الزمالك.. ولا يجب الاستهانة به    تعرف على أسعار البيض اليوم الاثنين بشم النسيم (موقع رسمي)    ولو بكلمة أو نظرة.. الإفتاء: السخرية من الغير والإيذاء محرّم شرعًا    إصابة 7 أشخاص في تصادم سيارتين بأسيوط    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    قصر في الجنة لمن واظب على النوافل.. اعرف شروط الحصول على هذا الجزاء العظيم    هل يجوز قراءة القرآن وترديد الأذكار وأنا نائم أو متكئ    طقس إيداع الخميرة المقدسة للميرون الجديد بدير الأنبا بيشوي |صور    أول تعليق من الأزهر على تشكيل مؤسسة تكوين الفكر العربي    مفاضلة بين زيزو وعاشور وعبد المنعم.. من ينضم في القائمة النهائية للأولمبياد من الثلاثي؟    الدخول ب5 جنيه.. استعدادات حديقة الأسماك لاستقبال المواطنين في يوم شم النسيم    محمد هاني يعود إلى تشكيلة الأهلي أمام الاتحاد السكندري    وزيرة الهجرة: نستعد لإطلاق صندوق الطوارئ للمصريين بالخارج    دقة 50 ميجابيكسل.. فيفو تطلق هاتفها الذكي iQOO Z9 Turbo الجديد    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    استشهاد طفلان وسيدتان جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في حي الجنينة شرق رفح    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملف خاص| "الإلحاد" يغزو المنازل فى رمضان تحت سمع وبصر الدولة العسكرية
نشر في الشعب يوم 07 - 06 - 2015

فى ظل حكم العسكر نجد المزيد من إهدار الهوية ومحاربتها كما نرى فى كل مكان فبالتزامن مع حلول شهر رمضان المعظم، أعلن عدد من الملحدين المصريين والعرب التجهيز لإطلاق قناة تليفزيونية تمثلهم، باسم "العقل الحر"، قالوا إنها: "من أجل نشر الفكر العلماني"، وقد اعترف أحد مسؤولي القناة (أحمد حرقان)، وهو شاب مصري كان سلفيًا وتحول لاحقًا للإلحاد، أنه يعتنق "الفكر الإلحادي" علنًا في لقائه مع برامج فضائية مصرية.
حيث قال في لقاء مع برنامج “مصر الجديدة" على قناة "الحياة" المصرية، حلقة الأحد 16 نوفمبر 2014: "أنا أعتنق فكر الإلحاد لعدم وجود إله لهذا الكون".
ومع تليفزيون “صوت أمريكا” بعنوان (قناة إلحادية شرق أوسطية تتحدى المحرمات) Middle East Atheist Channel Defies Taboo قال “أحمد حرقان”: “إن العديد من أبناء بلده يعتبرون الإلحاد هو إساءة إلى الدين، مما يجعل من غير الآمن له التصريح بذلك علنيًا في الوقت الحاضر”، فيما قالت “ندى مندور” مصورة ومخرجة برامج في قناة العقل الحر إنها “تركت الدين قبل سنتين، ومعظم أفراد عائلتها ناقمون عليها“.
وقال “أيمن رمزي” والذي يظهر على القناة: “إنها ليست بالضبط جريمة أن تكون ملحدًا في مصر“، ولكنه قال: “كنت قد اتهمت بالمساس بقيم مجتمعنا والطعن في الأديان بشكل عام، والأدلة كانت نسخًا من برامج تليفزيونية كنت قد ظهرت عليها وكذلك مقابلة صحفية لي”.
وقناة العقل الحر بدأت البث في الخريف الماضي حين استطاع المنتج العراقي “خلدون الغانمي” الانتقال إلى الولايات المتحدة والتي يعتبرها مكانًا آمنًا للتحدث عن “الأخطار التي يواجهها الملحدون في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى السجن؛ فالملحدون تتم معاقبتهم حول العالم العربي، وفي بعض البلدان مثل السعودية يعتبرونها جريمة تستحق عقوبة الإعدام” بحسب قوله ل “صوت أمريكا”.
ويقول القائمون على القناة إن إطلاق القناة بدأ عبر موقع «يوتيوب» في أكتوبر 2014، من الولايات المتحدة لحين بثها على الأقمار الصناعية، بعد الحصول على التراخيص اللازمة من الولايات المتحدة، مؤكدين: “بثنا الفضائي لن يطول انتظاره.. نحن نبحث عن الشريك الأفضل حتى نستثمر معه”.
وأعلن أصحاب القناة على موقعهم على فيس بوك أنهم سوف يستضيفون عددًا من المفكرين العلمانيين الذين اشتهروا بنقد أحكام الإسلام والفكر الإسلامي؛ مثل نوال السعداوي، وسيد القمني، والدكتور جورج بول الذي يقدم برنامجًا باسم (بين العلم والخرافة)، وأحمد حرقان، وكتبوا يقولون: “قريبًا.. المفكرة والكاتبة الدكتورة نوال السعداوي ضيفة برنامج كاميرا العقل الحر“، و”قريبًا.. المفكر المصري الكبير الدكتور سيد القمني ضيف برنامج كاميرا العقل الحر“.
وتبث القناة برامجها يوميًا على «يوتيوب» لمدة 8 ساعات باللغة العربية، و8 ساعات بالإنجليزية، وأكد القائمون عليها أن القناة التليفزيونية التي سيجرى إطلاقها ستعبر عن فكرهم بعيدًا عن ضغوط الدولة، والدين، ولا تحمل أي أبعاد أو أهداف سياسية، مشيرين لبرامج رمضانية، رغم إلحادهم، منها البرنامج الرمضاني ‫”‏لحظة سكون“.
حيث تقول الصفحة: “في كل بيت ملحد.. إحنا قلة ضخمة.. الإلحاد مش عار.. ملناش عالم سري زي المؤمنين.. نطالب بحرية الرأي والاعتقاد.. جميعا نمر بلحظات نتساءل خلالها أسئلة وجودية مثل من هو الله وما هو شكله وكيف خلقنا، ومنا من يعجز عن الإجابة ويفضل اللجوء للعلم وينفي وجود خالق وراء الكون“.
وقد أبلغ (أحمد حرقان) موقع “مصر العربية” الإخباري حينئذ أنه قرر ترك الديانة الإسلامية منذ ما يقرب من 4 سنوات،وقال: “حاولت تطبيق الدين على مدى سنوات عمري الماضية وفشلت؛ لأن الدين مبني على نصوص قديمة متناقضة، مع وجود فروق عدة مختلفة مع بعضها البعض، فكل صاحب ديانة أو عقيدة يكون متعصبًا لها بالوراثة ويختلفون على أشياء تافهة حتى توصلت إلى أن الأديان نتيجة لضعف البشر عن تفسير الظواهر المحيطة بهم، والأرض الصلبة الوحيدة هي أرض العلم التي قررت اتباعها والاقتناع بأنه لا يوجد خالق وراء هذا الكون“.
استمالة غير المتدينين
وأوضح مؤسس القناة أن “الجمهور المستهدف من قبَل القناة ليس الأصوليين من المتدينين؛ لأنهم وصلوا إلى مرحلة اللاعودة” بحسب زعمه، قائلًا إن: “القناة تخاطب من يرى نفسه صاحب فكر وسطي يمكن استمالته وإقناعه“.
وزعم «خلدون»: “ننظر إلى القرآن على أساس أنه كتاب مثل باقي الكتب، وليس منزلًا من السماء، وهناك برنامج (قصة وفكرة) يناقش كل ما جاء في عهدي نوح وموسى، وما يسمى ب (العهد العتيق)، وما يحمله من خرافات، وهناك برامج مسجلة تناقش أفكار الأديان الإسلامية والمسيحية واليهودية، وما حوته من تناقضات”، بحسب زعمه.
وتابع مؤسس القناة: “نسعى لإطلاق القناة على أحد الأقمار الصناعية، من أمريكا، ونبحث عن ممولين لها من رجال الأعمال والمؤسسات الكبرى التي تؤمن بفكرنا؛ لأنها تعتمد الآن على جهود ذاتية، ونأمل في أن تبث برامجها من مصر، لكننا ننتظر الوقت المناسب، الذي يتقبل فيه المجتمع الفكرة، لأن هناك تخوفًا من ردود الفعل، بعد ما حدث لإسلام بحيري، والهجوم الإعلامي على الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى”.
وأشار «خلدون» إلى أن هناك العديد من المؤسسات العلمانية في بريطانيا وأمريكا تدعم القناة، ويذكرونها في إعلامهم، ويمدونها بمواد وثائقية، وذكر أن: “المجلس البريطاني للمسلمين السابقين تبرع بكل برامجه للقناة، لبثها على (العقل الحر) دون مقابل، لجذب أكبر عدد من الجمهور المشاهدين”.
ويتولى (أحمد حرقان) حملة ترويجية للقناة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى تصل إلى أكبر عدد من الجمهور والمتابعين والداعمين، ويعمل على جمع تمويل لها من المؤيدين، لإطلاقها على الأقمار الصناعية.
حيث يقول إنه يدافع في برنامجه «أليس كذلك» على القناة، عن قضايا الملحدين التي تتجاهلها وسائل الإعلام الأخرى التي تناقش الإلحاد من وجهة نظر الأديان، وتنتصر لوجهة نظر واحدة، مضيفًا: “ندعم فكرة أن الإنسان عقيدتنا، لا الأديان، ونسعى لتحرير العقل من كل القيود التي تسيطر عليه، والقناة تسمح بهامش أكبر من الحرية في مجال الفكر والفلسفة والأديان، ونشر الثقافة والحداثة في الشرق الأوسط، وتدافع عن حرية الاعتقاد والرأي والتعبير، وكل القيم العلمانية التي يفتقدها المجتمع الشرقي“.
وزعم «حرقان» -على عكس ما قاله “خلدون” مؤسس القناة من تلقي دعم بريطاني وأمريكي- أنهم حتى الآن ينفقون على القناة من أموالهم الخاصة، ومعظم العاملين فيها لا يتقاضون رواتب مقابل عملهم، لكنهم يتطلعون لمساعدة الأصدقاء في التبرع لدعم القناة والإنفاق عليها وإطلاقها بشكل دائم على الأقمار الصناعية.
وقال إن اختيار اسم القناة «free mind tv» أو تليفزيون العقل الحر، جاء لتشجيع المواطنين على التفكير والمناداة بإطلاق العقل في التفكير بحرية تامة، بعيدًا عن الأديان أو التقيد والالتزام بقواعد معينة وضعتها الأديان؛ فالقناة تدعو للتحرر في الفكر والثقافة والحداثة بمنطقة الشرق الأوسط.
ننتظر للبث من القاهرة
وأشار «حرقان» إلى عدم البث من القاهرة خشية الملاحقة، قائلًا: “لم نبث القناة من القاهرة، حتى الآن، خوفًا من الملاحقات الأمنية، وبعد إطلاق شباب الدعوة السلفية ما يسمى بجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتتبعنا في أماكن تجمعاتنا بالقاهرة والإسكندرية، في محاولة لردعنا وتهديدنا“.
وزعم أن: “رجال الدعوة السلفية والأزهر والأوقاف يحمّلون بعضهم البعض سبب إلحادنا وتزايد أعدادنا، ولم يكن لديهم الشجاعة لمواجهتنا والنقاش معنا؛ لأنهم يخافون منا، ويعتبروننا شياطين نشككهم في دينهم، كما أن ما حدث لإسلام البحيري واتهامه بازدراء الأديان والحكم بسجنه 5 سنوات جعلنا ننتظر قليلًا حتى تهدأ الأوضاع بشكل يسمح لنا ببث القناة من القاهرة“.
ملحدون في برامج مصرية
وسبق أن تسببت حلقة من برنامج “أسرار مِن تحت الكوبري” الذي يقدمه الإعلامي طوني خليفة، خصصها لمناقشة قضية الإلحاد في مصر، في أكتوبر 2014 في سلسلة من الاعتداءات على ضيف الحلقة أحمد حرقان، حيث كان خليفة قد استضاف “حرقان” كمثال لشاب “لا ديني” ترك الإسلام برغم خلفيته العائلية المتشددة دينيًا، ودراسته لأصول الفقه.
ولم يكن برنامج “أسرار من تحت الكوبري” هو الظهور الإعلامي الأول ل “حرقان”، فقد اشترك في إعداد حلقات البرنامج الديني “لحظة سكون” الذي قدمه الإعلامي خيري رمضان بالاشتراك مع الداعية الإسلامي الحبيب علي الجفري في شهر رمضان الماضي، كما ظهر “حرقان” في إحدى حلقات البرنامج لمناقشة أسباب انتشار الإلحاد بين الشباب، وتحدث في تلك الحلقة عن المراحل التي أوصلته إلى ترك الإسلام بعد 27 عامًا بالإضافة إلى نشأته الدينية وخلفيته العائلية المتشددة؛ إذ إن جده قارئ مشهور للقرآن ووالده شيخ سلفي.
وأصدر النائب العام، المستشار هشام بركات، أمرًا بالتحقيق في بلاغ قدمه المحامي هشام إبراهيم مصطفى والمحامية إيناس البيطار والعميد السابق لكلية الحقوق بجامعة عين شمس خالد حمدي، ضد أحمد حرقان، بعد إذاعة الحلقة، بتهمة ازدراء الأديان، وطالب المدعون بإحالة “حرقان” للمحاكمة؛ “لتحدثه بأقوال تشعل الفتن بين جموع الشعب وتروج للإلحاد”، ولكن انتهى التحقيق بدون أي إدانة.
ولم تكن الملاحقة القضائية هي آخر الصعوبات التي واجهها حرقان وعائلته، فقد صرح حرقان لموقع «مدى مصر» أنه يتعرض لتهديدات عديدة عبر الهاتف وشبكة الإنترنت، كما ادعى أنه تعرض لمحاولة قتل هو وثلاثة من أصدقائه أثناء تواجده في القاهرة مؤخرًا، كما اعتدى عليه وزوجته مجموعة من المواطنين المحتشدين بمدينة الإسكندرية، وعندما ذهب إلى مركز الشرطة المجاور ليتقدم ببلاغ ضد من هاجموه هو وزوجته: “أوسعوني وزوجتي بالأيدي والأقدام“، حسب زعمه، قائلين لهم: “أنتم مرتدون، ومن تطاول على الرسول يجب ألا يعيش“.
3% ملحدون (2.5 مليون مصري)
وانتشرت في الآونة الأخيرة، وتحديدًا عقب انقلاب مصر في 3 يوليو 2013 والحملة على التيارات الإسلامية، صفحات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي ل “المصريين الملحدين”، كما تم الإعلان عن مجلة وإذاعة للملحدين تنتقد الإسلام، وزادت نسبة الملحدين، وبات البعض يتعاطف معهم بدعوى “حرية العقيدة” و”حرية الإبداع” اللتين نص عليهما دستور 2013.
وسعت فضائيات مصرية للتعامل مع الأمر من زاوية أنها تستضيف الملحدين للتعرف على آرائهم، وطردت المذيعة ريهام السعيد ملحدة من الأستوديو لأنها أهانتها وقالت لها “أنت جاهلة”، وهاجمت الإسلام.
ومع أنه لا توجد إحصاءات واضحة عن تعداد الملحدين رسميًا، فقد كشفت مؤسسة “بورسن مارستلير” بنيويورك أن عدد الملحدين في مصر وصل إلى 3%، أي نحو أكثر من مليوني ملحد، وفقًا لاستطلاع أجرته جامعة إيسترن ميتشيجان”الأمريكية، بعد ثورة 25 يناير 2011.
ولكن، في استطلاع آخر لنفس المعهد في 2012 وصلت نسبة التدين في مصر إلى 77% فقط، وتبين أن هؤلاء الملحدين كانوا موجودين سرًا، ولكن أصواتهم بدأت تظهر ضمن المطالبين بمطالب معينة في الدستور، منها أن ينص مثلًا على حق إيجاد قانون مدني للأحوال الشخصية للملحدين، وأن يتم تفعيل الزواج المدني للملحدين المصريين، وساعدهم أعضاء في لجنة تعديل الدستور.
وقد نشر موقع “الحوار المتمدن” الذي يعتبر المنبر الأكبر للملحدين واللادينيين العرب أرقامًا مشابهة نقلًا عن دراسة مبنية على استطلاع رأي بين شرائح مختلفة من المصريين، أظهرت أن نسبة الذين لا يؤمنون بإله في مصر تصل إلى 3 بالمئة، وهو ما يعني أنهم لا يقلون عن مليونين ونصف المليون شخص، هذا بخلاف اللادينيين، وقال الموقع إن الدراسة مشتركة بين اثنين من الأساتذة الإيرانيين، الأول هو منصور معادل أستاذ الاجتماع بجامعة ميتشجن، والثاني هو تقي أزدار مكي، أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة طهران.
مجلة وإذاعة للملحدين
وأصدر بعض الملحدين في مصر مجلة إلكترونية تحمل اسم “أنا أفكر”، ولكن يصدر منها نسخة ورقية غير مجانية يتم إرسالها لمن يرغب باشتراك، وصدر منها اثنا عشر عددًا حتى الآن.
وتزعم المجلة التي يرأس تحريرها شخص يحمل اسمًا مستعارًا، هو “أيمن جوجل” ويعتقد أنه هو (أحمد حرقان)، في مقالها الرئيس: (لمَ نعادي التدين؟) أن سبب إلحاد أعضائها هو أن أكثر مناطق العالم تخلفًا ودموية وحروب والأكبر في مستويات الجهل، هي المناطق التي ينتشر فيها التدين.
وأثار إعلان وزير الأوقاف محمد مختار جمعة ووزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز عن إطلاق حملة قومية لمكافحة ظاهرة انتشار الإلحاد بين الشباب والاستعانة بعدد من علماء النفس والاجتماع والسياسة والأطباء النفسيين، التساؤلات حول خطورة تلك الظاهرة على المجتمع ومدى انتشارها، خاصة أنها حملة جديدة من نوعها لم يتطرق إليها مسؤول حكومي من قبل.
وأكد وزير الأوقاف د.محمد مختار جمعة في بيان له 27 أغسطس 2014، أن هناك عدة أخطار تواجه الأمة العربية؛ منها الإلحاد المسيس الموجه الذي تديره أيدٍ خفية عبر مواقع التواصل الإلكتروني، وتديره حركات ومنظمات مشبوهة تهدف إلى ضرب أمن واستقرار المجتمعات العربية الآمنة المستقرة، بحسب تعبيره.
ويكفر الملحدون بثورات الربيع العربي ويعارضونها؛ لأنها جاءت بالإسلاميين إلى الحكم في انتخابات حرة نزيهة، ويسخرون من “شعوب انتخبت أنظمة شمولية إسلامية كأول خياراتها بعد ما سمته ثورات“، ويعتبرون ثورات الربيع العربي ” شاذة تمامًا” عن شعوب البلاد العربية؛ لأن طريقة تفكير تلك الشعوب تميل إلى العبودية وتحب العيش تحت القيود، بحسب زعمهم.
كما تم إطلاق إذاعة تحمل اسم “إذاعة الملحدين العرب” تنشر حلقاتها كل أسبوعين يوم الجمعة الساعة التاسعة مساء بتوقيت القاهرة على عدد من المواقع، ويتم تحميل برامجها على موقع “يوتيوب”.
وسبق أن كشفت حادثة القبض على (ألبير صابر) المنسق الجماهيري لحملة المرشح الرئاسي السابق الدكتور محمد البرادعي بعض الملحدين بتهمة نشر الفيلم المسيء للرسول على صفحته ب “الفيس بوك” أنه مدير صفحة “الملحدين المصريين” إحدى أكبر صفحات نشر الإلحاد على الفيس بوك، ورسخ مدونته للهجوم على الدين واعترف بالإلحاد.
كما تبين أنه أنشأ صفحات إلكترونية إلحادية أخرى، من بينها صفحات (ناكح الآلهة)، و(الديكتاتور المجنون) ووضع عليها كتابات وصورًا ومقاطع صوتية ومرئية، تدعو إلى الإلحاد، وتتضمن سب الذات الإلهية، والتهكم على الأنبياء والشعائر الدينية الإسلامية والمسيحية، ووصف المولى عز وجل ب (الضعيف الذي لا يستطيع حماية المقدسات)، وأنكر وجود الذات الإلهية، وقال في التحقيقات: “إن بعض الآيات في القرآن والإنجيل غير صحيحة، وإن الرسول كان يكتب القرآن بنفسه”.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.