أكد الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن ما حدث بين مصر والجزائر مؤخرا من صراعات وتعصبات لا يشك إنسان أنه من صنع عصبية الجاهلية، ولولا هذه العصبية ما اندلعت تلك الأحداث المؤسفة". وأدان القرضاوي في حلقة برنامج الشريعة والحياة تحت عنوان "دعوى الجاهلية.. وإشكالاتها"، أجهزة الإعلام وحملها مسئولية تصعيد الموقف بهذه الطريقة وزيادة الفتنة بين أبناء الشعب الواحد. وأوضح أنه أرسل إلى بعض الصحف الجزائرية لينشروا له بعض المقالات التي كتبها من أجل تهدئة الموقف، غير أنهم رفضوا نشرها، وفسر القرضاوي هذا الأمر بأنه دليل على حرص الإعلام على التصعيد وتوسعة نطاق الاختلاف والفتنة والمشاحنات، وزيادة النيران التي لن تحرق أحد إلا نحن. وقال القرضاوي متعجبا: "وصل الحال إلى أن إسرائيل تنصحنا وتدعو كلا الفريقين لضبط النفس" مضيفا أننا أصبحنا أضحوكة في الغرب الذي تتحدث وسائل إعلامه الآن عن أن العرب يتفرقون ويتشاحنون من أجل كرة قدم!! وقال: "إن هذين البلدين كانا يساندان بعضهما بعضا في الأزمات، فقد شاركت مصر مع الجزائر في ثوراتها وحروبها وأزماتها، وأيضا الجزائر حاربت مع مصر ضد الصهاينة في عام 1973م، وهناك بين البلدين من المقربات ما يمنع مثل هذا الحدث أن يستمر". مفهوم الجاهلية وسياقاته واعتبر القرضاوي أن "تلك التطورات المؤسفة نوع من الجاهلية المجتمعية، والتي تفرز التعصب للأصل والحمية للباطل، وهي التي قال ربنا فيها في قرآنه: "إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية"، مشددًا أن الإسلام جاء وأزاح هذه الجاهلية عندما نبذ روح العنصرية والتعصب، وأعلى قيمة الأخوة وجعلها الأساس، ويكفي أن تعرف أنه بعد الإسلام لم يعد الناس ينادون بحسب أجناسهم، بل أصبح المسلم يفضل – أحيانًا - أخاه في الدين على أخاه في النسب. وقال القرضاوي:"لو ان الحكام والإعلاميون والجهات التربوية والمسؤولين عن ثقافة المجتمع قد استغلوا هذا المخزون من الحماس والتعصب لتنمية الأخلاق الإسلامية والدفاع عن هويتهم وحضارتهم الدينية وتوجيه هذا الحماس لبناء وتطور بلدانهم علميا واقتصاديا واستغلاله لتصدي أعدائهم وأعداء الأمة الإسلامية والدفاع عن مقدساته ، لما شاهدنا اليوم هذه المظاهر المخزية" .