من المتوقع أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الخميس على مشروع القرار الذي قدمته المجموعة العربية بشان إحالة تقرير القاضي الدولي ريتشارد جولدستون بشأن ارتكاب كيان العدو الصهيوني لجرائم حرب خلال عدوانه الأخير في قطاع غزة إلى مجلس الأمن الدولي. واستبعدت مصادر دبلوماسية في نيويورك أن يتخذ مجلس الأمن أي إجراء بشان تقرير جولدستون، مشيرة إلى أن روسيا والصين غير معنيتين بأن يقوم المجلس بتحري مسائل تخص حقوق الإنسان كما أن الولاياتالمتحدة تعتقد أن التقرير هو من اختصاص مجلس حقوق الإنسان في جنيف. يشار أن الجمعية العامة بدأت الأربعاء جلستها لمناقشة تقرير جولدستون تحت عنوان "حقوق الإنسان"، بحضور عدد كبير من الدول الأعضاء تجاوز الثلثين، وذلك وسط ضغوط غربية وإسرائيلية كبيرة لمنع تبنّي قرار في الجمعية العامة يكرّس التقرير ويجعله وجهة نظر المجتمع الدولي الرسمية. وبحثت الجمعية العامة في جلستها أمس مشروع قرار عربي يدعو لتبني توصيات التقرير، ويتوقع أن يمر التقرير اليوم الخميس في التصويت رغم تحفظ عدد من الدول العربية على بعض بنوده، ومعارضة شديدة من قبل كيان العدو الصهيوني والولاياتالمتحدة وعدد من الدول الأوروبية. ويطالب مشروع القرار بإحالة التقرير إلى مجلس الأمن، بعد منح "الطرفين" مهلة ثلاثة شهور لإجراء تحقيقات مستقلة وذات صدقية ومتوافقة مع المعايير الدولية في "الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان التي أوردتها بعثة تقصّي الحقائق في تقريرها، بهدف ضمان المساءلة والعدالة" وحسبما ذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، يدعو مشروع القرار، الذي ما زال التفاوض جاريا حوله مع بعض الدول الأوروبية للتخفيف من لهجته، حكومة سويسرا عقد مؤتمر في أسرع ما يمكن بشأن تدابير تنفيذ الاتفاقية الرابعة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدسالشرقية. كما يطالب الجمعية العامة للأمم المتحدة بالعودة لمناقشة الملف خلال ثلاثة شهور والنظر في إحالة التقرير إلى مجلس الأمن في حالة عدم قيام كيان العدو الصهيوني والفلسطينيين بالتحقيقات. في هذه الأثناء، قالت مندوبة كيان العدو الصهيوني الدائمة لدى المنظمة الدولية جابريئلا شاليف في سياق كلمتها :"ان تقرير جولدستون هو وليد الكراهية والخطيئة وقد طرح على الجمعية العامة من خلال مناورات سياسية غير موضوعية" . وأضافت أن :"من حق الدول الديمقراطية ملاحقة "الإرهابيين"، وان مجلس حقوق الإنسان تجاهل على مدى ثماني سنوات وضع المدنيين الإسرائيليين في جنوب البلاد الذين كانوا عرضة لإطلاق الصواريخ"، على حد زعمها . في نفس السياق، نقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" الصهيونية عن نائب وزير خارجية كيان العدو الصهيوني داني ايالون قوله أن :"تفاهماً صامتاً تم التوصل إليه مع الإدارة الأمريكية يقضي بأن تستخدم حقاً لنقض "الفيتو" ضد أي قرار لرفع تقرير جولدستون إلى مجلس الأمن. وأضافت أن :"وزارة الخارجية الاسرائيلية استدعت السفراء الأجانب أول من أمس لمطالبة دولهم بالتصويت ضد أي مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة من المقرر أن يصوت عليه اليوم". وأثناء اجتماع مع السفراء الأجانب في القدسالمحتلة، اعتبر يعالون أن تقرير جولدستون :"يسيء ليس إلى إسرائيل وحسب، وإنما أيضا إلى كل دولة ديمقراطية وسلمية عليها أن تواجه الإرهاب"، على حد زعمه هو الأخر.