كشفت مجموعة "سي آي تي" الأميركية أنها بصدد إعلان إفلاسها، وقدمت طلب حماية من الدائنين إلى إحدى المحاكم في نيويورك، في خامس أكبر عملية إفلاس في تاريخ المؤسسات المالية الأميركية. وقالت المجموعة في بيان بعد اجتماع مجلس إدارتها "إنه بتأييد ساحق من أصحاب الديون ومجلس الإدارة، تم التصويت على المضي قدما في خطة الإفلاس المعدة مسبقا من أجل إعادة تنظيم المجموعة وإعادة هيكلة ديونها وتبسيط هيكل رأس مالها". وأشار البيان إلى أن 85% من دائني المجموعة شاركوا في الاجتماع، وأعرب 90% منهم عن دعمهم لإعادة الهيكلة بهدف تقليص ديون المجموعة بمقدار عشرة مليارات دولار في السنوات الثلاث المقبلة. ولا يشمل قرار إشهار الإفلاس بنك "سي آي تي" التابع للمجموعة التي تقدر أصولها بحوالي 71 مليار دولار, وتبلغ ديونها 65 مليار دولار، ولا يطول إلا المركز الرئيس وليس وكلاء "المجموعة وفروعها, ما يتيح لها مواصلة نشاطاتها". وتأسست "سي آي تي" في العام 1908، وبرزت بوصفها أكبر مقرض لقطاع التجزئة في الولاياتالمتحدة، رغم أنها تعمل أيضا في الطيران والدفاع وقطاعات النقل بالسكك الحديدية، وكذلك مع عمالقة التكنولوجيا ديل ومايكروسوفت وتوشيبا. وكانت المجموعة التي تعمل في 50 بلدا قد تلقت قرضا طارئا قيمته 4.5 مليارات دولار فى أكتوبر/تشرين الأول الماضى. كما تلقت في ديسمبر/كانون الأول 2.3 مليار دولار من الخزانة الأميركية جزءا من حزمة إنقاذ طارئة. وقررت الإدارة الأميركية في يوليو/تموز عدم منح "سي آي تي" مساعدات أخرى، بعد أن أعلنت ضخ عشرات المليارات من الدولارات في النظام المصرفي، ووضعت الخطوط العريضة لسياسة مساعدة الشركات الكبيرة. ويلقي إفلاس "سي آي تي" الضوء على الحالة غير المستقرة لبعض عمالقة المال في الولاياتالمتحدة التي تنتعش من ركود عميق منذ عقود، وقال اقتصاديون إن إفلاس مجموعة سي آي تي سيكون ضربة قوية لاقتصاد يكافح من أجل الوقوف على قدميه.