قاد جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب وأمين لجنة السياسات، اليوم الأحد، هجوما على أحزاب المعارضة، واصفا هجومها على سياسات الحزب بأنها محاولات لتشويه صورة الحزب في عيون المواطنين، وتعهد بأن يتصدى الحزب لهذا الهجوم، لكنه قال إنه مستعد للحوار مع المعارضة. ويتعرض الحزب الحاكم منذ سنوات لانتقادات حادة من صحف حزبية ومستقلة تتهمه بالتسامح مع الفساد وكسب الانتخابات بالتزوير وكذلك تعديل الدستور وقوانين بما يضمن له البقاء المستمر في السلطة وتوريث الحكم. وقال جمال في كلمة أمام الجلسة العامة بمؤتمر الحزب الوطني "نحن دائما على استعداد للدخول في حوار ونقاش حقيقي مع المعارضة. سنتحاور ونتواصل، لكن سنرد الهجوم". وأضاف "بعض الأصوات وبعض الآراء مصرة على أن تترك في ذهن المواطن المصري صورة مغالطة تماما عن الحزب الوطني الديمقراطي". ووصف ذلك بأنه "محاولة لخلق حالة ذهنية سالبة عن الحزب الوطني". وهاجم جمال مبارك المعارضة بقوة قائلا "سنرد الهجوم بالهجوم ولن نلتفت لمحاولات التشكيك ولدينا برامج محددة نسعى لتنفيذها"، مضيفا أن الحزب سيمضي في استكمال خطواته معترفا بأن ليس كل المواطنين يشعرون بالإصلاح و"المشوار لم يكتمل بعد". وأضاف "المعارضة تحاول تكبيلنا وتحاول تجييش الرأي العام تجاهنا، ونحن لن نسمح لها بذلك، وسنستمر في تدخلنا لحماية الأسرة المصرية وحماية المواطن البسيط". وأكد أمين السياسات أن المعارضة تكشف تناقض آرائها بذاتها، حينما قالت إن الحزب الوطني ليس لديه قيادات شبابية ثم تحدث عن صراع الحرس الجديد والقديم، وأوضح أن الحزب لا يعاني من انشقاقات داخلية، حسبما تدعي المعارضة، بل مجرد خلاف في الرأي الذي يصل في النهاية للاتفاق". وأشار إلى أن أمانة السياسات لا تهيمن على الحزب، لأن "الحزب تحكمه قواعد وضوابط ولكل فرد فيها صلاحيات محددة". واعتبر جمال مبارك ما يتعرض له الحزب الوطني الديمقراطي من انتقاد تطورا ديمقراطيا في البلاد يجب ألا يزعج أعضاء الحزب الحاكم. وقال "مصر تشهد مساحة غير مسبوقة من الحرية والاختلاف في الرأي والجدل السياسي. نختلف معه أو نتفق.. هذا واقع جديد". وتساند الحزب الوطني الديمقراطي العديد من الصحف والمجلات التي تصدرها عدة مؤسسات صحفية يملكها مجلس الشورى الذي يهيمن عليه الحزب وتديرها الدولة. كما تسانده العديد من قنوات التلفزيون التي تملكها الحكومة. لكن أعضاء في الحزب يشكون من انتقادات الصحف الحزبية والمستقلة. ويقول محللون إن الصحف الحزبية والمستقلة تبدو أكثر قدرة على إقناع قرائها بما تطرحه من وجهات نظر وان ذلك لا يتوافر كثيرا للصحف التي تساند الحزب الحاكم التي تركز على انجازات الحزب وتتجنب غالبا انتقاده. وتقول صحف حزبية ومستقلة تعارض الحزب الحاكم إن الرئيس حسني مبارك يعد جمال، وهو الابن الأصغر له من ابنين، لخلافته لكن مبارك وجمال ينفيان. ويقول أعضاء قياديون في الحزب ان جمال، 45 عاما، يمكنه أن يخوض انتخابات الرئاسة كمرشح للحزب في منافسة مع مرشحي أحزاب أخرى وان هذا لا يعتبر توريثا للحكم بل ممارسة لحق سياسي يجب أن يكون مكفولا للجميع. ويقول معارضون أيضا إن الحزب الوطني الديمقراطي هو حزب لرجال الأعمال الذين يعملون لمصالحهم وليس لمصالح ملايين الفقراء في مصر.