فيما يأتي تأكيداً لما أعلنه مسؤول عسكري صهيوني بأن جيش الاحتلال يعيش أصعب أزمة واجهته من إنشائه؛ كشف مقرّبون من دان حالوتس رئيس أركان جيش الاحتلال الصهيوني، أن الأخير أبدى رغبة حقيقية في الاستقالة من منصبه، قبيل نهاية الشهر الحالي ونقل التلفزيون الصهيوني عبر قناته الثانية عن المصادر المقربة من حالوتس قولهم: "إن رغبة حالوتس تأتي في أعقاب الضغوط، التي تعرض لها خلال الحرب على لبنان ونتائجها، التي مني خلالها جيش الاحتلال بهزيمة ساحقة على يد المقاومة اللبنانية". ويعتبر حالوتس نفسه فريسة للجان التحقيق في مجريات حرب لبنان، لا سيما عقب الهزيمة التي مني بها الجيش أيضاً في قطاع غزة، حين أخفق في وقف أو حتى الحد من إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية، بالرغم من سلسلة عمليات حربية ارتكبت فيها مجازر متعمدة. ووصف التلفزيون الصهيوني الوضع النفسي لرئيس الأركان الجيش الصهيوني بأنه "يحتضر" ويتذمر كثيراً أمام مقربين منه، ويشتكي من أن لا أحد من القادة السياسيين يحمي ظهره. وبحسب المحلل السياسي الصهيوني أمنون إبراموفيتش؛ فإن حالوتس "لا يشعر بالثقة في النفس، حتى وهو على رأس عمله، وإنه يكثر من التذمر والولولة". وفي تقرير بثه التلفزيون؛ بدا حالوتس في حالة ذهول وشارد الذهن، فيما كانت عائلات صهيونية قتل أبناؤها في جنوب لبنان تطالب بإقالته فوراً، وتحمله دم أولادها. ويتعرض الجيش الصهيوني لحركة احتجاج غير مسبوقة، في أعقاب إقالة قائد فرقة الجليل (شمال فلسطينالمحتلة سنة 1948) بجيش الاحتلال، جال هيرش. ولا يستبعد المحللون أن تتدحرج كرة الثلج حتى تطيح بوزير الحرب عامير بيرتس نفسه، وربما رئيس الوزراء أيهود أولمرت، في ظل الإخفاقات المتواصلة في فلسطين. وكان حالوتس صاحب فضيحة كشف النقاب عنها مع بدء الحرب على لبنان، حيث توجه إلى البنك لبيع أسهم مالية له قبيل ساعات قليلة من اندلاع الحرب، أي عقب عملية حزب الله الحدودية، التي أسر فيها جنديين صهيونيين. نصف الصهاينة فقدوا الثقة بجيشهم وفي السياق ذاته؛ تظهر أحدث استطلاعات الرأي في المجتمع الصهيوني تراجع الثقة في رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال، وفي الجيش نفسه أيضاً، والذي مني بإخفاقات متكررة على أيدي المقاومة في لبنان وفلسطين. وبين استطلاع نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية اليوم أن 71 في المائة من المستطلعين يؤيدون مغادرة رئيس الأركان حالوتس لمنصبه، ولم يؤيد بقاءه سوى 25 في المائة. وطالب 58 في المائة من المستطلعين القيادة السياسية الصهيونية بإقالة حالوتس، إذا لم يستقل بنفسه، و25 في المائة فقط رأوا غير ذلك. كما أيدت الأغلبية أيضا إنهاء وزير الحرب الصهيوني لمهام منصبه بنسبة 72 في المائة، مقابل 28 في المائة فقط رأوا العكس. فيما أكد نصف الجمهور الصهيوني، 50 في المائة، تراجع ثقتهم في الجيش بعد الحرب. أصعب أزمة في تاريخ الجيش بفعل المقاومة وكان ضابط صهيوني رفيع المستوى قد وصف جيش الاحتلال، الذي يخدم فيه منذ أعوام طويلة، بأنه يعيش حالياً أكبر الأزمات منذ إنشائه. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية عن الضابط قوله: "إن الجيش (الصهيوني) يعيش حالياً إحدى أكبر الأزمات في تاريخه"، داعياً في الوقت ذاته رئيس هيئة الأركان دان حالوتس إلى الاستقالة في أسرع وقت ممكن. وقد تلقى جيش الاحتلال الصهيوني صفعة قوية في حربه الأخيرة ضد لبنان، إذ خرج منها بعد أربعة وثلاثين يوماً، دون أن يحقق أياً من الأهداف، التي وضعها مع بداية الحرب، إضافة إلى خسائره البشرية التي تجاوزت 200 قتيل وأكثر من ألف جريح. كما يواجه الجيش ذاته حالة من العجز تتصاعد منذ سنوات في مواجهة المقاومة الفلسطينية، رغم الحملات الحربية الضارية، التي شنها على قطاع غزة والضفة الغربية، والتي لم تفلح في وقف صواريخ المقاومة الفلسطينية، التي تنلق من القطاع، أو في وقف هجمات المقاومة في الضفة. ويضيف الضابط، الذي كان يعلق على استقالة قائد فرقة الجليل (شمال فلسطينالمحتلة سنة 1948) بجيش الاحتلال، جال هيرش، قوله "إذا لم تقع هزة أرضية حقيقية، ويأخذ رئيس الأركان مسؤولية شخصية عما آل إليه وضع الجيش ويستقيل؛ فإنّ الوضع سيحتدم"، على حد تعبيره، متسائلاً "لماذا يصر رئيس الأركان على البقاء في منصبه وهو غير قادر على ترميم الجيش" الصهيوني. من جهة أخرى؛ قالت الصحيفة إن ثمة أزمة ثقة حادة بين القيادة العليا وبين القيادات الميدانية والقيادات المختلفة، وهذا دليل على وجود أزمة لم يشهد الجيش الصهيوني لها مثيلا من قبل. ونقلت عن أحد الجنرالات قوله "لم يسبق أن كانت هناك أزمة قيادة بهذه الخطورة في الجيش (الصهيوني) حتى في الفترات الأكثر شدة بعد الحروب.. لم يكن هناك انعدام تقدير وانعدام ثقة في قيادة الجيش وعلى رأسها رئيس الأركان".