كشف باحث وأكاديمي أمريكي، خلال ندوة أقامها معهد أبحاث أمريكي مرموق؛ النقاب عن السياسات المصرية في فترة ما بعد حكم النظام الحالي، من خلال عرضه لكتاب صدر له مؤخرًا، حاول فيه التنبؤ بما ستكون عليه الحياة السياسية المصرية، بعد انتهاء فترة حكم مبارك الممتدة منذ 28 عامًا تقريبًا. واستضاف معهد الشرق الأوسط الأمريكي الباحث بروس رذرفورد، أستاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة كولجيت لتقديم عرض لكتابه الأخير "مصر بعد مبارك: الليبرالية، والإسلام، والديمقراطية في العالم العربي"، الصادر في نوفمبر من العام 2008م، عن دار نشر جامعة برينستون الأمريكية. ويحاول رذرفورد في كتابه تقديم تحليل للسياسات المصرية من خلال التركيز على أبرز القوى السياسية؛ مثل جماعة الإخوان المسلمين والقضاة وطبقة رجال الأعمال، ويتوقع الكاتب أنْ يكون النموذج القادم للحكم في مصر ربما يكون صيغةً إسلاميةً فريدةً من الليبرالية والديمقراطية. ويشير إلى أن المعارضة المصرية، الإسلامية والعلمانية؛ تبحث عن إيجاد طريق وسط بين تحول مصر إلى ديمقراطيةٍ ليبراليةٍ على النمط الغربي، وبين تحولها دولة إسلامية ثيوقراطية على غرار إيران، على حد تعبيره. ويتناول الكتاب الجديد مآلات الوضع السياسي في مصر بعد الرئيس المصري الحالي حسني مبارك؛ حيث يشير رذرفورد إلى أنَّ النظام المصري الحالي، في ظل حكومة الحزب الوطني المصري الحاكم؛ تمَّ إضعافه بسبب الأزمات الاقتصادية التي أثرت على مصر، وتنامي المعارضة السياسية، إضافة إلى ضغوط العولمة. وقال معهد الشرق الأوسط الذي يتخذ من العاصمة واشنطن مقرًّا له؛ إنَّ "مصر كانت دائمًا لاعبًا محوريًّا في سياسات الشرق الأوسط، بفضل حجمها وموقعها وأهميتها الثقافية في العالمَيْن العربي والإسلامي". غير أنَّ المعهد لفت إلى أنَّ "هذا الحليف المحوري (مصر) يواجه عدة عقبات هائلة في المستقبل القريب، تتكشف أثناء فترة انتقال سياسي".