أثار مشروع بناء جدارية تذكارية في مدينة البصرة الفيحاء تخليدا للجنود البريطانيين الغزاة الذين قتلوا منذ احتلال العراق في 2003 على ايدي ابناء البصرة ردود أفعال كثيرة في الأوساط السياسية والثقافية والشعبية العراقية. وقد صدرت بيانات تندد بالجدارية التي تخلد جنودا بريطانيين شاركوا في غزو العراق واحتلاله مع قوات الاحتلال الأميركية. وقال الأمين العام لجبهة تحرير الجنوب عوض العبدان إن الجدارية إهانة كبيرة لنا وعار كبير، وان الجنود البريطانيين الذين سقطوا في العراق هم قتلى الاحتلال وليسوا شهداء، هم محتلون، وليسوا محررين. وأضاف: نقول لهم إن أبناءكم قتلوا أبناءنا، واحتلوا بلادنا، وأهانوا كرامتنا، فمن غير المعقول أن نبقى مكتوفي الأيدي. وتعهد العبدان بألا يُسمح لأية جهة كانت بأن تقيم الجدارية في البصرة؛ لأنها عار علينا، ونحن أبناء قبائل، ولا نرضى بالعار. كما قال إن مكان الجدار قرب قطعة عسكرية قريبة من القنصلية البريطانية، وهم ينتظرون الفرصة لينصبوه في قلب المدينة. وقال صباح الساعدي النائب عن حزب الفضيلة إن القوات البريطانية قوات محتلة، ولا يمكن لأي بلد أن يفتخر بقوات تحتل أرضه، والأفضل للحكومة أن تضع نصبا تذكارية للمواطنين والضحايا الذين سقطوا بنيران القوات المحتلة، وان الأموال التي تصرف على بناء مثل هذه الجدارية أولى أن تصرف على المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر. وأكد أن هذا الأمر لن يمر عبر قبة مجلس النواب، وسنتصدى له بكل الوسائل، مشددا على وقوف جميع القوى الوطنية والمثقفين والعشائر في وجه مشروع يوجه الإهانة للعراقيين جميعا. وكان بيان لهيئة علماء المسلمين قد أدان بناء الجدار، وتحدث عن الاستهتار بمشاعر الشعب العراقي الذي كان ضحية للمخططات الأنكلو أمريكية. وجاء فيه ان من يستحق أن يخلد في التاريخ هم الذين يبذلون أنفسهم في سبيل دينهم ووطنهم. واعتبر البيان أن الحكومة الحالية أثبتت بصنيعها هذا وما سبقه -بما لا يقبل الشك- أنها لا تنتمي إلى الوطن الذي نصبت على سدة الحكم فيه. وتمنع قوات الاحتلال البريطانية المصورين الصحفيين من التقاط صور للمكان المخصص للجدارية.