مرة ثانية تعود وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس الى المنطقة، فقد طلب منها الرئيس جورج بوش ان تؤجل عودتها الى واشنطن، وتنتقل فورا الى تل ابيب ومن هناك تبدأ جولتها الجديدة. وكشفت مصادر فلسطينية ان السبب الرئيس وراء عودة رايس الى المنطقة، هو الوضع الصعب الذي يمر به رئيس وزراء الكيان ايهود اولمرت، الذي اجرى اتصالا هاتفيا مطولا مع الرئيس الامريكي فجر الخميس الماضي، واطلعه على صعوبة المضي في حربه على لبنان، والخسائر الفادحة التي يتكبدها جيشه، ولم يخف اولمرت امكانية انهيار حكومته، وتضاؤل قدرة الصهاينة خاصة في الشمال على تحمل البقاء في الملاجىء لمدة اطول، واتفق بوش واولمرت على ارسال رايس ثانية الى المنطقة لعلها تتمكن من تمرير خطة سياسية تحفظ ماء وجه الدولة العبرية. وقالت المصادر ان الرئيس الامريكي جورج بوش كان تلقى ايضا مكالمة هاتفية من رئيس وزراء بريطانيا اخبره فيها اهتزاز حكمه، بفعل الانتقادات الحادة الموجهة اليه داخليا واتهامه بانه ينساق دون نقاش وراء الادارة الامريكية، واضطر للسفر الى واشنطن لبحث خطورة الموقف، وبالفعل توجه الى البيت الابيض والتقى الرئيس الامريكي واختلفت التصريحات في تراجع واضح، فرضته صلابة حزب الله وثباته في الحرب في مواجهة رابع اقوى دولة في العالم. والسبب الثالث الذي دفع رايس للعودة الى المنطقة، فهو الوضع الصعب الذي يعيشه بعض القادة العرب الذين تلقوا تقارير امريكية وصهيونية واخرى من اجهزتهم الاستخبارية تفيد بان حزب الله لن يستمر في مواجهة تل أبيب اكثر من اسبوع واحد،ولكن، قدرة هذا الحزب اسقط رهانات هؤلاء جميعهم واثبت الفقر الاستخباري لدى الاطراف المشاركة في الحرب بهذا الشكل او ذاك. اما السبب الرابع فيمثل في قلق قادة الاحزاب اللبنانية الحليفة لتل ابيب وواشنطن، فهم يخشون من انتصار حزب الله وبالتالي، هم معنيون بتحركات امريكية وافكار وحلول امريكية تضعف من حجم انتصار حزب الله وتزايد شعبيته في داخل لبنان وخارجه.وأكدت المصادر ان الادارة الامريكية غاضبة على حلفائها الحكام في المنطقة وعجزهم الكامل في مواجهة التطورات والاحداث وفشلهم في تقديم خدمات حقيقية الى الجيش الصهيوني، ولم تستبعد المصادر ان تلجأ امريكا حتى نهاية العام الجاري الى خلع هؤلاء الحكام واستبدالهم. وقالت المصادر ان ما تتعرض له اسرائيل وامريكا هذه الايام هو هزيمة حقيقية واضحة على ايدي مقاتلي حزب الله، خاصة ان واشنطن مشاركة في التخطيط والتنفيذ لهذه الحرب. ونقلت المصادر عن مسئول امريكي كبير رفض الكشف عن اسمه ان الولاياتالمتحدة، اعتقدت ان حربها على حزب الله ستؤدي الى ما وصفه بكسر مخالب ايران في المنطقة، لكن، هذا لم يحدث، وبالتالي قد تجد نفسها مضطرة للتعامل مع ايران وسوريا والتوجه نحوهما لحل مشاكلها في العراق.