رأت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنه لا بديل عن تدخل بري مصري- سعودي في اليمن للقضاء على جماعة الحوثي، لأن الضربات الجوية لن تحقق الحسم، ويمكن أن تقود إلى حرب استنزاف طويلة. لكن "تسفي برئيل" محلل الشئون العربية بالصحيفة ذهب إلى أنه رغم استعداد الرياض والقاهرة للبدء في حرب برية، فإن هذه الحرب غير مضمونة النتائج، خاصة أنها ستكون ضد جماعات غير نظامية مسلحة جيدا بكل أنواع الأسلحة، مشيرا إلى أن مصر تدرك هذه الحقيقة جيدا انطلاقا من تجربتها ضد التنظيمات المسلحة بسيناء. وقال "برئيل": "كما هو الحال على الجبهة السورية أو العراقية، بدون تدخل بري مباشر يمكن للحوثيين، بالتعاون مع قوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح والقبائل الموالية له أن يديروا حرب استنزاف طويلة بلا حسم". ومضى يقول: "صحيح أن السعودية خصصت نحو 150 ألف جندي للحرب، وأعلنت مصر استعدادها إرسال قوات برية، لكن في اليمن، الذي يملك مواطنوه أسلحة من مختلف الأنواع ولدى القبائل هناك جيوش خاصة، لن تحقق القوات النظامية التي ستعمل هناك تفوقا دائما، مثلما تعلمت مصر في الحرب ضد التنظيمات بسيناء". "برئيل" اعتبر أن الهجوم المشترك على الحوثيين في اليمن يمكن أن يقود لعواقب وخيمة، إذا قررت إيران إرسال قواتها إلى هناك، أو إذا لجأت طهران لتنفيذ عمليات تخريبية عنيفة يقودها الشيعة في البحرين والسعودية لإثارة الاضطرابات في البلاد، الأمر الذي يجعل التحالف العربي عالقا على عدة جبهات. وتابع: "الجبهة اليمنية نفسها معقدة ومتشعبة، لذلك فإن هجمات جوية مكثفة لا تضمن إبعاد الحوثيين عن المدن التي احتلوها، أو الإتيان بهم إلى مائدة التفاوض، التي قلبوها مرة تلو الأخرى". وقال المحلل الإسرائيلي إن القوة العسكرية التي تقودها السعودية ومصر ضد المتمردين الحوثيين هي جزء من استراتيجية جرى التخطيط والتنسيق لها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ لتحجيم التأثير الإيراني في الشرق الأوسط، لذلك لا عجب في أن تشارك واشنطن في الجانب الاستخباري والتكنولوجي للعملية. لكن الحرب ضد الحوثيين لا تهدف فقط لتحقيق انتصارات عسكرية على الأرض. فعلى الساحة السياسية مثلا استطاعت السعودية دفع السوادن لقطع علاقاته التقليدية مع إيران. كذلك انضمت قطر للتحالف رغم علاقاتها الوطيدة بطهران. وعلاوة على ذلك فإن السعودية وحلفاءها أعطوا لأنفسهم تصريحا بالعمل بشكل حر في أي دولة عربية أخرى تقرر الانضمام للدائرة الإيرانية. وختم "برئيل" تحليله قائلا: "في هذه المرحلة من المعركة، من الصعب تحديد كيف ستجري المفاوضات على إنهائها. صحيح أن انتصار الحوثيين مؤثر وشامل، لكن بدون القدرة على تحقيق مكاسبهم، وإنتاج النفط وبيعه والحصول على اعتراف، فمن المتوقع أن يفقدوا شركاءهم، أبناء القبائل الكبرى، الذين ينتظرون الحصول على مقابل لتقديمهم المساعدة. يتوقع خلال الأيام القادمة أن يعترف الحوثيون بأنهم بلعوا قطعة كبيرة يتعذر عليهم هضمها ويوافقوا على المفاوضات التي ربما تغضب إيران، لكنها ستمنح الحوثيين موقفا وحصة مناسبة في الحكم". مصر العربية