واصلت "حكومة" فياض غير الدستورية في الضفة الغربيةالمحتلة عملية الإقصاء الوظيفي على خلفية الانتماء السياسي؛ حيث شهد الأسبوع الجاري أكبر عملية فصل تتمُّ دفعةً واحدةً لمدرسين يعملون في سلك التربية والتعليم في الضفة الغربية تحت مزاعم انتمائهم إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس". وقد اعتبر المعلمون يوم الخميس (10-9) يومًا أسودَ في تاريخ وزارة التربية والتعليم برام الله؛ بعد أن شهد أكبر عملية طرد جماعي للمعلمين من وظائفهم؛ حيث أقدمت الوزارة وبشكل مفاجئ على فصل كلِّ من تمَّ تعيينه في سلك التربية والتعليم للعام الجاري 2009م، ولم توافق عليه ميليشيا عباس؛ بحجة انتمائه لحركة "حماس"، وذلك في مختلف محافظات الضفة الغربية. ووصلت عشرات الكتب إلى مديريات التربية والتعليم في كلِّ محافظة، تحمل توقيع ما تسمَّى "وزيرة" تعليم رام الله لميس العلمي، ويحمل كل كتاب اسم معلم مفصول يتضمن تعليلاً بعدم موافقة الجهات المختصة، (ويقصد بذلك الأجهزة الأمنية)، علمًا بأن هذا الإجراء غير قانوني وفق القوانين المعمول بها. ولم يمضِ على تعيين جميع المفصولين في هذه الدفعة سوى عشرين يومًا فقط؛ بعد أن اجتازوا بكل جدارة وشفافية امتحانَ التوظيف والمقابلة الشخصية، وكانوا في المواقع المتقدمة التي أهَّلتهم. وأضافت مصادر من معلمين تمَّ فصلهم خلال الأيام الماضية بأن "وزارة" التربية والتعليم في رام الله طلبت منهم مراجعة الأجهزة الأمنية وحلَّ مشكلاتهم معها، وحين توجَّه عدد منهم إلى مقرَّات الأجهزة الأمنية تعدَّدت الإجابات التي تلقَّوها؛ حيث ساومت الأجهزة عددًا من المفصولين بين العمل لصالحها والبقاء في وظائفهم، في حين أجابت عددًا آخر بأنه لا علاقة بها بهذا الإجراء؛ وأنه تمَّ من قِبَل الوزارة في رام الله. وكان مصادر مطَّلعة قد كشفت فى حينها عن مؤامرة تُحاك بين ميليشيا عباس في الضفة و"وزارة" التربية والتعليم في رام الله غير الشرعية؛ من أجل فصل جميع المعلمين الذين ينتمون إلى حركة "حماس"، والذين سيتمُّ تعيينُهم هذا العام قبل أن يلتحقوا بعملهم، وبشكل يختلف عما كان معمولاً به في السابق؛ حيث كانت تتمُّ عملية الفصل بعد عام كامل من تعيين المدرس، وذلك حين يحين قرار التثبيت. وأشارت مصادر متعددة إلى أن كثيرًا من حالات الفصل التي تمَّت خلال الأيام الماضية تتعلَّق بأفراد لا تربطهم صلة ب"حماس"، وكل ذنبهم أن لهم أقاربَ في الحركة. وأشار إلى أن 248 حالة فصل لمعلمين تمَّت في الضفة الغربية خلال الشهور الثمانية الأولى من عام 2009م؛ بحجة انتمائهم لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" تمَّ توظيفهم في الأعوام 2006 و2007 و2008، ويضاف إليها اليوم مئاتٌ آخرون ممن عُيِّنوا للعام الدراسي الجاري 2009-2010.