أكد مصدر مطلع في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إنَّ الوسيط الألماني في صفقة التبادل، يعمل بشكل حثيث على بلورة صفقة تبادل الاسرى. ويقول المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه: "كان من المتوقع إنجاز الصفقة قبل نهاية رمضان، غير أن التعقيدات التي تعترض الصفقة أَجَّلت تحقيقَ تقدُّم ملموس فيها إلى ما بعد رمضان".
وأكد أنَّ التقدم في ملف التبادل منوطٌ بالتعاطي الصهيوني مع متطلبات الصفقة التي قدمتها "حماس"، مرجِّحًا أن تُبرَم الصفقة في غضون أشهر، "على أن تكون قبيل عيد الأضحى القادم" كما قال.
وألمح المصدر إلى أن المرحلة الأعقد في ملف التبادل سيكون بعد شهر رمضان، نافيًا أنْ تكون هناك تنازلاتٌ قدمتها "حماس" للطرف الصهيوني.
وبيَّن في الوقت ذاته أن هناك إجراءاتٍ قد تقوم بها الحركة لحماية الأسرى المحررين الذين قد يتعرَّضون للاغتيال أو إعادة الاعتقال بعد إخراجهم من الأسر من قبل العدو الصهيوني ومعاونيه.
وكان أسامة المزيني القيادي البارز في حركة "حماس" قد أكد في وقت سابق أن هناك مراحلَ لهذه الصفقة.
وكشفت مجلة (دير شبيجل) الألمانية الأسبوع الماضي عن إمهال الوسيط الألماني في ملف التبادل حركةَ "حماس" بضعة أيام لتوضيح موقفها من الصفقة الآخذة في التبلور مع الكيان الصهيوني والبت في قبولها أو رفضها لهذه الصفقة، ولم ينفِ المزيني أن هناك حراكًا في ملف الصفقة، "لكنه ليس بالقدر الكافي"، كما قال.
ورفض المزيني تحديد الجهات الوسيطة في ملف صفقة التبادل، قائلاً: "لا نستطيع أن نحدد الجهة التي تدخلت، بالإضافة إلى أننا لا نستطيع التحدث عن تفاصيل، حتى لا نضرَّ بأسرانا".
وأضاف المزيني" "نسعى لإنجاح المسألة وإعطاء فرصة.. لكننا نؤكد أن الحديث عبر وسائل الإعلام حول هذا الموضوع؛ سيكون ضارًّا"، داعيًا وسائل الإعلام إلى عدم الإسهاب في مثل هذه القضايا.
وربط مراقبون بين زيارة القيادي في حركة "حماس" محمود الزهار للقاهرة قبل نحو عشرة أيام، والحراك الذي تجريه أطراف مختلفة في سبيل إخراج صفقة التبادل إلى النور.
وحسب ما أوردته ال(دير شبيجل)، فإنَّ الكيان الصهيوني قبل الصفقة المتبلورة، التي تقضي بأن يتم في المرحلة الأولى إخلاء سبيل 450 أسيرًا فلسطينيًّا مقابل الإفراج عن شاليط.
وكانت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة "حماس" قد أسرَت الجندي شاليط في أعقاب عملية "الوهم المتبدد" الذي نفَّذتها في الرابع والعشرين من يونيو 2006م في معبر كرم أبو سالم.