منذ الحادث الذي وقع في شهر نوفمبر من عام 2014، وأحدث حينها صدمة، لكون ضحاياه من الأطفال، وقعت 12 حادثة كبرى، خلفت 74 ضحية، ليصل إجمالي ضحايا حوادث الطرق منذ تاريخ وقوع حادث البحيرة وحتى الآن إلى 93 قتيلا، بالإضافة إلى 12 ضحية في الحادث الذي وقع أمس إثر سقوط أتوبيس تقل موظفين في مسطح مائي بالمريوطية (غرب القاهرة)، ولم يتوقف نزيف الدماء. ووقع حادث محافظة البحيرة إثر اصطدام حافلتهم المدرسية بسيارة محملة بالبنزين، في محافظة البحيرة، وأسفر الحادث عن مصرع 19 شخصا بينهم 16 طالبا "تفحموا"، بخلاف 18 مصابا، بحسب مسؤول بوزارة الصحة المصرية. وعقب الحادث أجريت تعديلات على قانون المرور بغية السيطرة على نزيف الدماء بسبب حوادث الطرق، واستهدفت تلك التعديلات تغليظ العقوبات على المخالفات التي يرتكبها السائقون، غير أن هذه التعديلات لم تقض على الظاهرة. وكان اللافت وقوع حادثي سير في محافظة المنيا (وسط) في 30 نوفمبرالماضي بعد سبعة أيام من صدور القانون، ليسفر الحادثان عن مقتل 18 شخصا وإصابة 15. وتنص تعديلات القانون على أنه "يعاقب كل من قاد مركبة وهو تحت تأثير مخدر أو مسكر أو السير عكس الاتجاه فى الطريق العام داخل المدن أو خارجها بالحبس مدة لا تقل عن سنة، فإذا ترتب على القيادة تحت تأثير مخدر أو مسكر أو السير عكس الاتجاه إصابة أو أكثر يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين وغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه (حوالي 1300 دولار)". وأضاف التعديل أنه "إذا ترتب على ذلك وفاة شخص أو أكثر أو إصابته بعجز كلى يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد على سبع سنوات وغرامة لا تقل عن عشرين ألف جنيه (حوالي 2600 دولار)، وفى جميع الأحوال يقضى بإلغاء رخصة القيادة ولا يجوز منح رخصة جديدة إلا بعد مرور مدة مساوية لمدة الحبس المقضى بها عليه". ولم يتوقف نزيف الدماء بعد حادث المنيا، ففي 26 ديسمبر الماضي، لقي 8 أشخاص حتفهم، وأصيب 22، في حادث سير بمحافظة الإسماعيلية (شمال شرق)، وبعده بيومين وقعت ثلاثة حوادث في محافظاتالبحيرة والشرقية (بدلتا النيل، شمال) وسوهاج (جنوبالقاهرة) أسفرت عن مصرع 12 شخصا. وفي أول أيام عام 2015 لقى 12 شخصا مصرعهم في ثلاث محافظات مصرية إثر حوادث طرق، حيث لقي أربعة أشخاص مصرعهم في محافظة القليوبية (بدلتا النيل، شمال)، و5 في محافظة دمياط (بدلتا النيل، شمال)، و3 في بني سويف (جنوبالقاهرة). وبعد 20 يوما، وتحديدا في 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، لقي 11 شخصا مصرعهم، وأصيب 14 آخرون، في حادث سير على طريق سوهاج - البحر الأحمر. وعادت حوادث حافلات المدارس لتتكرر مره أخرى، ولقي 7 أطفال مصرعهم، وأصيب 24 آخرون، جراء حادث تصادم بين قطار وحافلة مدرسية على طريق الإسماعلية الصحراوي (طريق سريع يربط العاصمة بمحافظة الإسماعيلية) يوم 6 مارس/ آذار الجاري، وهو الحادث الأكبر الذي تتعرض له حافلات المدارس منذ حادث البحيرة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وبعد أربعة أيام، لقي 6 شرطيين مصرعهم وأصيب 7 آخرون، خلال حادث تصادم بين سيارة شرطة وسيارة نقل مواد بناء بطريق القاهرةالإسكندرية (شمال). وأمس تسببت السرعة الزائدة في سقوط حافلة ركابكان يستقلها نحو 56 فردا في ترعة بالهرم القاهرة،. وتضاربت الأنباء بشأن أعداد الضحايا؛ إذ تحدثت وسائل إعلام مصرية عن حصيلة قتلى تتراوح بين 26 و35 شخصا جراء سقوط الحافلة، بينما قالت وزارة الصحة المصرية إن حصيلة القتلى بلغت حتى الساعة 2:00 بالتوقيت المحلي (12:00 ت.غ) 12 فقط. واعتمدت وسائل الإعلام في إحصاءاتها على أن الرقم الرسمي وهو 12 قتيلا و15 مصابا، يعني أن الحافلة كان يقلها 27 شخصا. ووفق مراسل الأناضول، تواجه فرق الإنقاذ في موقع الحادث مشكلة تتمثل في عدم وجود إحصاء دقيق بعدد من كانوا داخل الحافلة وقت انقلابها، لتقدير ما إذا كانت هناك حاجة لاستمرار عمليات الإنقاذ من عدمه. ووفقا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء بمصر (حكومي)، فقد بلغ عدد حوادث الطرق نحو 15 ألف حادث عام 2013 أسفرت عن 6716 قتيلا و2241 مصابا. وفي تصريحات سابقة للأناضول، قال علي سليم، مستشار وزير النقل لقطاع الطرق والكبارى بمصر، إن خسائر حوادث الطرق في بلاده ارتفعت خلال 2014 إلى 20 مليار جنيه (2.8 مليار دولار) مقابل 17 مليار جنيه (2.4 مليار دولار) خلال عام 2013 بنسبة زيادة 17.6%. وأضاف سليم أن العام الماضي (2014) شهد تصاعدا في عدد الحوداث والضحايا، ما دفع الحكومة إلى التحرك عبر كافة أجهزتها لوقف "نزيف الدماء على الأسفلت" (حوادث الطرق)، حيث بلغ عدد حوداث الطرق عام 2014، نحو 60 ألف حادث بمختلف أنحاء البلاد، أسفرت عن 13 ألف قتيل ومصاب. وترتفع معدلات حوادث الطرق في مصر لأسباب عدة بينها سوء حالة الطرق وتهالكها، فضلا عن رعونة القيادة في حالات أخرى.