كنا نظن أن الإعلام الذي يرتمي في أحضان السلطة إعلام موجه فقط، أي يتم تلقينه بأوامر تحدد له اتجاهه ثم يأتي التعبير من خلال الإعلام كل حسب مقدرته الإبداعية في تملق السلطة، إلا أننا في هذه الأيام وبعد اكتشاف عملية الأذرع الإعلامية وجدنا أنه يتم إملاء الأذرع ما يكتبونه وغير مسموح بالخروج حتى عن النص مهما كان سخيفا وساذجا. وقد أكدت صحف الانقلاب الحكومية والخاصة التي كانت تفخر بوصف نفسها بالمستقلة على غير الحقيقة بالطبع هذا الاتجاه واعترفت بأنها أذرع من نوع خاص؛ حيث تمسك هذه الأذرع بالأقلام فقط دون تحكم عقلي فيها وعليها فقط أن تكتب ما تمليه عليها الجهات التي تقودها. ففي صدر الصفحات الأولى لجرائد الأهرام، والجمهورية، والتحرير، والشروق، وروزاليوسف جاء المانشيت الرئيسي حاملا للاعتراف الموحد للأذرع بنشرهم تعليقا موحدا لمغازلة المؤتمر الاقتصادي، طب يا أخي عبر من عندك فول فيه شعر حتى بس يكون من إنتاجك.. لأ وهما ينتجوا ليه ويوجعوا دماغهم ثم بعد ذلك يجدوا الاتصالات تنهال عليهم: إيه اللى هببته ده يا إبراهيم في الصفحة الأولى مثلا يعني. فجاءت المانشيتات كلها من جهة واحدة ونشروها كما هي في مانشيت الاستيقاظ التاريخي!! مصر تستيقظ الآن.. هكذا جاء مانشيت الأهرام. وتأكيدا على مانشيت الأهرام جاء مانشيت الجمهورية في نفس اليوم طبعا (مصر تستيقظ!!) الله؟ والآن راحت فين يا عم؟ والله ما وصلتني "الآن" يا باشا هي جت كده يمكن على ما راحت الأهرام ما لحقتشي تيجي عندي!! وقالت جمهورية عنبة: السيسي للعالم: مصر تستيقظ الآن. وبنفس الغش من الورقة الواحدة جاء مانشيت روزاليوسف: مصر تستيقظ الآن. وقالت الشروق: السيسي: مصر تستيقظ الآن. أما تحرير إبراهيم عيسى صاحب الفكر الاستقلالي الذي لا يمكن أن يدور في فلك أي حاكم كما يقول فقد حمل مانشيت التحرير نفس عنوان الإخوة الأعداء: مصر تستيقظ!! خيبكم الله من أذرع إعلامية.. وهي مصر كانت نايمة أوي كده؟!