صراع بين “أجنحة” داخل الدولة بالطبع بعد العرض التاريخي للصراع بين الجيش والشرطة، سيكون التساؤل لماذا كان تحالف الشرطة والجيش معًا ضد الرئيس مرسى إذًا؟ للإجابة على هذا السؤال، لا يبدو أنَّ هناك أية مصالح قد تجمع بين “الإخوان” وأيٍ من المؤسستين، ليس هناك مصالح بينهما، إذ أن الرئيس السابق جاء من خارج “دولاب الدولة”. قام التحالف الحالي بين الجيش والشرطة لإعادة صياغة نظام الحُكم. فمن ناحية سيكون الرئيس عسكريًا، وستأخذ الشرطة لنفسها امتيازات، كالتي ذكرها الوزير المُقال محمد إبراهيم في التسريب سابق الذكر. يبقى الحديث أيضًا عن صراع حالٍ بين “أجنحة” داخل الدولة المصرية، سابقًا بعض الوقت لأوانه؛ لكنَّ المؤكد أنَّ تيارات بالفعل تتنافس – وربما تتصارع – داخل الدولة لكنَّ هذا الصراع ليس له أية مظاهر خارجية. قد تكون إقالة اللواء إبراهيم أول الدلائل على هذا الصراع خصوصًا قبل الانتخابات وقبيل مؤتمر مارس الاقتصادي الذي تجهز له الحكومة، إذ يبدو أن الرئيس يريد أن يبدأ مرحلة أخرى من مراحل حكمه بعيدًا عن الدمّ والعُنف، ولكن هل سيحدث هذا فعلًا بعد أن جاء برئيس جهاز الأمن الوطني وزيرًا للداخلية؟ هذا سؤال هام لا يستطيع أحد أن يجيب عليه، ولكن سؤالًا آخر هامًا حول دور مستشار الرئيس الأمني، ووزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين في الإطاحة باللواء إبراهيم يظلّ معقودًا. فهل هناك صراع داخل جهاز الشرطة نفسه؟ يؤيد ذلك الأمر تواتر الأنباء حول كون اللواء محمد إبراهيم لا يتمتع برضا كامل من قبل القيادات المتنفذة في جهاز الشرطة، وهو أحد أسباب اختياره من قبل الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي أراد وزيرًا من خارج الأجنحة المتنفذة في الشرطة المصرية. وزير الداخلية الأسبق أحمد جمال الدين بين مرسي والسيسي معلومات أولية: تم تعيين اللواء أحمد جمال الدين كوزير داخلية في عهد الرئيس محمد مرسي لمدة خمسة أشهر فقط: من أغسطس 2012 وحتَّى يناير 2013. ورد اسم اللواء أحمد جمال الدين في لجنة تقصِّي الحقائق كأحد المتورطين في أحداث محمد محمود 2011. السيسي، عندما كان وزيرًا للدفاع، كان قد التقى باللواء جمال الدين في نادي الشرطة في ديسمبر 2012 دون علم الرئيس. عُزل أحمد جمال الدين على إثر ذلك في يناير 2013. في نوفمبر 2014 عين السيسي جمال الدين كمستشاره لمكافحة الإرهاب والشؤون الأمنية. حين بدأت أحداث 30 يونيو 2013 كان اللواء جمال الدين محمولًا على الأعناق في أول مظاهرة منددة بحكم الإخوان تدخل ميدان التحرير. المفاجأة أنَّ الوزير الجديد مجدي عبد الغفار كان مديرًا لجهاز الأمن الوطني أثناء وزارة جمال الدين وتمت الإطاحة باللواء مجدي لأسباب غير معلومة، المعلومات التي تتناثر هنا وهناك – بلا تأكيد – أن الوزير الجديد يُحسب على تيَّار اللواء جمال الدين داخل وزارة الداخلية. الكاتب الصحفي وائل قنديل في تحليله يقول أن جمال الدين كمستشار للسيسي كان سببًا في إقالة اللواء محمد إبراهيم.