سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الهباش" المؤيد لحكم إرهاب حماس مطرود من غزة وملاحق قضائيا ومتهم بالخيانة العظمى أعضاء البرلمان: تصريحاته تصب الزيت على النار وتشعل الصراعات بين المقاومة ومصر
زعم قاضي القضاة محمود الهباش المقرب من "قلب" الرئيس عباس عقب حديث "يبرر" فيه حكم المحكمة المصرية بحق حركة حماس، أن "أخطاء حماس بحق مصر قادت إلى الحكم الأخير بعدّها إرهابية"، وذلك في أول تعليق من شخصية رسمية فلسطينية على الحكم المصري القاضي بتصنيف حماس "منظمة إرهابية". وفي المقابل شن النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حماس مروان أبو راس، هجومًا عنيفًا عليه، ووصف حديثه بأنه "ضار بالمصلحة الفلسطينية" وهو "كمن يصب الزيت على النار". وعلق أبو راس على رئيس رابطة علماء فلسطين، بأنه من "غير المستغرب أن يقول الهباش مثل هذا الكلام الخطير، الذي قال أخطر منه قبل ذلك، حينما صرح عبر إحدى الصحف الإسرائيلية بأن إنهاء حكومة حماس في غزة مطلب ديني ووطني وإنساني وأخلاقي". وأوضح أبو راس حسب ما نشرت عربي 21 أن مصالح المنظومة الثلاثية: السلطة برئاسة عباس، والنظام المصري "الخائن لقضايا الأمة ومصر والشعب الفلسطيني"، والاحتلال الإسرائيلي، "تلاقت وتركزت جميعها في مصلحة شخصية عند محمود الهباش". وقال إن الهباش "مطرود من قطاع غزة وملاحق قضائيا، وحال عودته لغزة سيقدم لمحكمة الجنايات بتهمة الخيانة العظمى". وتابع أبو راس: "الهباش الذي يقول هذا الكلام يعرف تماما أن حماس هي أطهر ظاهرة عرفتها الأمة العربية والإسلامية، هي لم تعتد أو تقترب من حقوق أحد، ولم تمارس أي تدخلات، لا في مصر أو غيرها". وحول موقف الرئيس محمود عباس من تصريح الهباش الذي وصفه أبو راس بأنه من "أفضل المقربين لقلب عباس وسلطته المنبطحة"، قال النائب الفلسطيني: "عباس الذي يبارك أي خطوة إجرامية من النظام المصري اتجاه غزة، كيف له أن يلجم الهباش؟". من جانبه، رأى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة الدكتور ناجي شراب، أن تصريح الهباش "غير موفق ويضر بالحالة الفلسطينية"؛ لأن تأزم العلاقات بين مصر وحماس "يمس" بالمصلحة الوطنية الفلسطينية العليا، مؤكدا أن الهباش عندما يحمل حماس المسؤولية كأنه "يبرر الحكم ضدها، وهذا خطأ". وقال شراب، إن هذا التصريح صدر عن شخص بصفته قاضي القضاة، وإنه مستشار للرئيس عباس، وبالتالي ينبغي أن "يعاقب عليه، لأنه يعبر عن منصبه، والمنصب يمثل السلطة، وبذلك هو يعبر عن الموقف الرسمي للسلطة، ما يعمق حالة الانقسام الفلسطيني". وأبدى شراب قلقه من عدم "مبادرة السلطة الفلسطينية والرئيس عباس بموقف إيجابي لمعالجة الملف واحتوائه، والحيلولة دون تصعيده، والعمل على إزالة الحكم المصري، وصولا لوضع أسس لحل جذري لعدم تكرار مثل هذه المواقف". وأكد أن "الكل يرفض أن تعدّ حماس منظمة إرهابية، لأنها مكون أساسي من مكونات النسيج السياسي والوطني والاجتماعي والسكاني الفلسطيني". وبيّن شراب أنه "ليس من المصلحة أن يتناول قاضى القضاة قضايا سياسية تثير مزيدا من التأزم في العلاقات الفلسطينية، وتزيد الأمور حدة بين حماس ومصر، وكان من الأفضل أن تصدر تصريحات فيها قدر كبير من التعقل والهدوء تعمل على لم الشمل وتسوية الخلافات". وفي ذات السياق، استهجن المحلل السياسي الدكتور هاني البسوس أن تأتي مثل هذه التصريحات من شخصية فلسطينية هي "جزء من السلطة الفلسطينية، وتقول بما قالت به المحكمة المصرية"، مؤكدًا أن هذا التصريح "ليس مفاجئا لمعظم الفلسطينيين؛ لأن الهباش له مواقف صعبة تجاه حركة حماس". وأكد البسوس ل"عربي21" أن الهباش يقوم "بصب الزيت على النار، ويحاول أن يلصق نفسه بالنظام المصري، ويكسب موقفا، حتى لو على حساب حماس، التي تعدّ جزءا من النسيج الوطني الفلسطيني"، ورأى في "صمت" محمود عباس على هذا التصريح بمثابة "الموافقة عليه". وقال: "كان من باب أولى أن يقوم الرئيس والسلطة الفلسطينية باتخاذ خطوات عملية من أجل إصلاح العلاقة بين حركة حماس ومصر.