قال" آفي يسسخروف" محلل الشؤون العربية بموقع "والا" العبرى بعنوان من يحاول أن يشعل انتفاضة في إسرائيل حول انعكاسات الإجراءات القمعية الأخيرة التي تتبعها سلطات الاحتلال كقطع الكهرباء عن الضفة الغربية. وأضاف "آفى" هل يمكن أن تكون الحكومة الإسرائيلية تحاول وقبل 3 أسابيع فقط من انتخابات الكنيست إشعال الأجواء في الضفة الغربية؟ يبدو هذا السؤال في الوقت الراهن مثل نظرية مؤامرة غريبة هكذا يتساءل الكثير من العناصر مؤخرا في المجتمع الدولي والسلطة الفلسطينية وحتى داخل منظومة الحكم في إسرائيل. وتابع أن قرارات شركة الكهرباء أمس الاثنين لفصل التيار الكهربي على مدى ساعة عن المدن الفلسطينية جنين ونابلس على خلفية الديون الثقيلة للسلطة الفلسطينية والتي لا تبدو كحدث عرضي هي فقط الحلقة الأخيرة في السلسلة. خطوة قطع التيار الكهربي سبقها قرار الحكومة الإسرائيلية تجميد نقل أموار الضرائب التي تجبيها إسرائيل من الفلسطينيين للسلطة الفلسطينية وقرار وزير الطاقة والمياه "سيلفان شالوم" بمنع ربط المدينة الفلسطينية الجديدة الروابي بشبكة المياه. "يسسخروف" اعتبر أن هذه القرارات الثلاثة التي اتخذت رغم التحذيرات الصارمة من قبل عناصر أمنية إسرائيلية قد أوجدت لدى مراقبين في الخارج انطباعا بأن هناك داخل إسرائيل من يتوسل لاندلاع انتفاضة. ورأى أن هناك عاملين رئيسيين منعا اندلاع انتفاضة شعبية عنيفة في أنحاء الضفة خلال السنوات الماضية الأول أن السلطة الفلسطينية التي أثبتت أكثر من مرة في هذه الفترة أن بإمكانها السيطرة على ما يحدث في الضفة. حتى خلال عمليات "عامود السحاب" و"الجرف الصامد" التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة كانت الضفة الغربية أحد أهدأ الأماكن بالشرق الأوسط إن لم تكن أهدأها على الإطلاق حيث نفذت أجهزة السلطة الفلسطينية موجة اعتقالات جماعية ضد عناصر حركة حماس والجهاد الإسلامي وأحبطت عمليات قوية كانت موجهة ضد إسرائيل وحافظت طوال الوقت على التنسيق الأمني مع تل أبيب رغم التوترات بين القيادة السياسية الإسرائيلية والفلسطينية. لكن قرار إسرائيل بتعليق نقل أموال الضرائب الذي يسمح فقط بدفع جزئي لرواتب موظفي السلطة وفي مقدمتهم أعضاء الأجهزة الأمنية يعصف بشكل كبير بقدرة السلطة على أداء عملها وبالطبع بمعنويات قوات الأمن الفلسطينية. وقال" يسسخروف" إن السلطة التي دائما ما أوضحت إنها ضد الانتفاضة يمكن أن تصبح غير ذات صلة حال استمرار تجميد نقل أموال الضرائب في الحالة الأقل ضررا سوف تدعو عناصر فتح للخروج للشوارع وفي السيناريو الأخطر سوف تنهار ببساطة مثلما حذر الأسبوع الماضي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هذا الفراغ يمكن أن تملأه عناصر عنيفة بداية من حماس وصولاً لحركات جهادية أكثر تطرفًا. أما السبب الثاني الذي حال دون اندلاع انتفاضة ثالثة حتى الآن من وجهة نظر الكاتب الإسرائيلي فهو مستوى المعيشة بالضفة الغربية فمنذ عام 2007 عندما سيطرت حركة حماس على قطاع غزة تحسن الوضع المعيشي لسكان الضفة بشكل كبير فكان الاقتصاد هو مورفين إسرائيل والحل السحري الذي دفع بالجماهير للبقاء في منازلها حتى في أكثر الأيام اضطرابا وعدم الخروج لانتفاضة ثالثة.