تخلى والدها عنا فتركتُها عند جدتها لرعايتها لكن عمها رماها وسط الزبالة- - العيال مش لاقيين حبة اللبن يرضعوها.. وبعت عفشي كله.. ومفيش غير أني أبيع نفسي مازال الفقر المدقع وقلة الحاجة يسيطران على شرائح المجتمع ليقع الجميع ضحية لمثلث الفقر والجهل والمرض، ومع تزايد المطالب وقلة الحيلة تحدث الكوارث التي تمثل جرس إنذار وقنبلة تهدد بالانفجار في وجه الجميع فتحصد الأخضر واليابس الفقر دفع والدة الطفلة رودينا، التي تم العثور عليها بالقمامة بمنطقة شبرا الخيمة، إلى تركها بمنزل جدها؛ نتيجة عدم قدرتها على رعايتها أو التكفل بمصاريف دوائها هي وأخواتها الأخريات فكان مصيرها العيش وسط الحيوانات النافقة وسط أكياس الزبالة. قالت أم رودينا: إن بعد رحيل والدها منذ 20 سنة، لم تجد من يحنو عليها غير والدتها وشقيقتها، بعد أن تركها زوجها في وضع مادي صعبة، وانقطعت المعلومات عنه، ومعها طفلتان، إحداهما مولودة بمرض يتطلب علاجًا بشكل مستمر جعلها تعطي الطفلة "رودينا" إلى جدها ليتكفل بها. أضافت: "والله العظيم.. أقسم بالله أنا كانت تيجي علي أيام مش بلاقى أجبلهم أكل.. وكنت بذهب لأهل زوجي علشان يدوني فلوس أصرف عليهم دون جدوي، طيب أنا بنتي رودينا عندها تضخم بين القلب والرئة.. وهما عارفين كدا". وتابعت الأم - في تصريحات لليوم السابع إن أمها وشقيقتها من ينفقان عليها الآن، وتسكن في غرفة تحت "السلم" مساحتها متران في متر مع أمها وشقيقتها، لافتة إلى أنها نجحت ذات مرة في مكالمة زوجها تليفونيًّا وأبلغته بمشاكلها لكنه لم يبدِ أي اهتمام. وتكمل أم رودينا: "قلت ليه العيال مش لاقيين حبة اللبن يرضعوها.. وأنا بعت عفشي كله.. أعمل ايه مفيش غير أني أبيع نفسي.. فقال لى روحي أنا مش هحاسبك". ولفتت إلى أنها لو كانت تعلم أن عم الطفلة سيفعل فيها ذلك ما تركتها. وختمت: أنا لو هشحت عليها مكنتش سبتها".. مشيرة إلى أن عم الطفلة هو من فعل ذلك.