شهدت ولاية نيويوركالأمريكية مسيرةً سلميةً تضامنيةً في الذكرى الخامسة لاعتقال السلطات الأمريكية مسلمَيْن اثنَيْن من المدينة بتهم تحت زعم الإرهاب، والحكم عليهما بالسجن 15 عامًا؛ وهي التهم التي شكَّك مسلمو المدينة في صحتها، فيما طالبت منظمات حقوقية أمريكية ودولية الأممالمتحدة بالتحقيق في اختفاء مفكر إسلامي إسباني، كانت باكستان قد سلمته للسلطات الأمريكية منذ أربع سنوات. وقالت لجنة التضامن الإسلامي؛ وهي منظمة صغيرة تأسست خصيصًا للدفاع عن المتهمين، إنها نظَّمت مسيرتها السنوية؛ احتجاجًا على الحكم ضد ياسين عارف (37 عامًا)، ومحمد حسين (51 عامًا)، من مدينة ألباني، عاصمة ولاية نيويورك، بالسجن 15 عامًا، وذلك منذ تلقيهما العقوبة في 4 أغسطس 2004م، في اتهاماتٍ بالإرهاب، واتهاماتٍ أخرى تتعلق به، تعتبرها الجالية الإسلامية في المدينة غير منصفةٍ، وبتدبير من مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف. بي. آي).
وشارك أكثر من 100 محتجٍّ يحملون لافتات ويهتفون، شاركوا في المسيرة التي بدأت من مستودع أسلحة واشنطن، وانتهت أمام مسجد السلام بسنترال أفينيو بمدينة ألباني، تحت أبصار العديد من رجال شرطة مدينة ألباني بحسب تقرير صحيفة (ذي ريكورد) التي تصدر يوميًّا في مدينة تروي بولاية نيويورك.
وجاءت المسيرة استجابة لدعوة من لجنة التضامن الإسلامي، التي تأسست خصيصًا للدفاع عن عارف وحسين، وتتخذ من ألباني بنيويورك مقرًّا لها، ودعت في بيانٍ لها سكان مدينة ألباني إلى المشاركة في المسيرة في الذكرى الخامسة لاعتقال هذين الرجلين بعد "عملية احتيالٍ واسعةٍ، باهظةٍ وغير منصفةٍ"، شنَّها المكتب الميداني ل"إف. بي. آي" في ألباني.
وفي شأن إسلاميٍّ آخر في الولاياتالمتحدة، طالبت منظمات حقوقية أمريكية ودولية الأممالمتحدة بالتحقيق في اختفاء من وصفوه بأنه "مفكرٌ إسلاميٌّ إسبانيٌّ" كانت باكستان قد سلمته إلى السلطات الأمريكية منذ أربع سنوات، وترفض السلطات الأمريكية الإفصاح عن أية معلوماتٍ بشأنه.
ودعت هذه المنظمات المبعوث الخاص للأمم المتحدة ومجموعة العمل المعنية بالاختفاء القسري التابعة للأمم المتحدة، إلى التحقيق في قضية اختفاء مصطفى ستمريم ناصر، الذي يحمل الجنسية الإسبانية.
وقال الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية؛ وهو أكبر منظمة حقوقية تعمل داخل الولاياتالمتحدة، إن ناصر قد تعرَّض للاختفاء القسري في الولاياتالمتحدة منذ أربع سنوات.
وقال الاتحاد الذي مقره العاصمة واشنطن في بيانٍ له إن ناصر تعرَّض للتوقيف من قِبل السلطات الباكستانية، وتمَّ تسليمه إلى مسئولين أمريكيين في أكتوبر 2005م، ولم يظهر منذ ذلك الحين.
وقال الاتحاد إنه قدَّم طلبًا للحصول على معلومات عن ناصر في يونيو 2009م، لكن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي. آي. إيه" ردت بأنَّها "لا تستطيع أنْ تؤكد أو تنكر وجود أو عدم وجود سجلات" خاصة بناصر.
ووفق البيان، فقد وجهت المنظمات الحقوقية خطابًا للسيد سانتياجو كوركويرا، رئيس مجموعة العمل المعنية بالاختفاء القسري التابعة للأمم المتحدة، تطالبه بالتدخل في قضية الاختفاء القسري لناصر.
ووقَّع على الخطاب الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، ومنظمة ريبريف الحقوقية البريطانية، ومنظمة الكرامة، وهي منظمة حقوقية، مقرها بالعاصمة السويسرية جنيف، وتركز على أوضاع حقوق الإنسان في العالم العربي.
ومن جانبه قال ستيفن وات، المحامي ببرنامج حقوق الإنسان بالاتحاد، في بيان: "زوجة السيد ناصر وأطفاله يريدون أن يعرفوا ما إذا كان على قيد الحياة أم لا، وأين هو؟!".
وانتقد وات ما وصفه ب"تجاهل الحكومة الأمريكية لطلبات الحصول على معلومات بشأن اختفاء (ناصر) القسري، منذ حوالي أربع سنوات"، مضيفًا أن أسرة ناصر لم يعد أمامها خيار آخر سوى "التوجه للمجتمع الدولي طلبًا للمساعدة".