بالرغم من تعليق غالبيتها العمل الدبلوماسي داخل طرابلس، إلا أنها تواجه عمليات تفجيرية متتالية، فمن مصر والإمارات، إلى الجزائر وصولاً إلى الأردن، السفارات العربية في ليبيا تواجه مصيرُ مجهول. رأى المراقبون أن التفجيرات التي ألحقت ببعض السفارات العربية، جاءت بسبب مواقف تلك الدول من الأحداث التي تشهدها بعض البلدان العربية، موضحين أن ليبيا خارج السيطرة، بسبب الحرب الدائرة فيها. وأعلن المتحدث باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة في طرابلس، عصام النعاس، أن مسلحين هاجموا مقر السفارة الأردنية في العاصمة الليبية. سفارة الأردن وأكد المسؤول الليبي أن المسلحين اقتادوا أحد رجال الأمن الدبلوماسي المكلفين بحراسة المقر إلى مكان مجهول. يذكر أن البعثة الدبلوماسية الأردنية غادرت الأراضي الليبية بعد اختطاف السفير الأردني فواز العيطان في إبريل الماضي قبل الإفراج عنه لاحقًا. وقام مسلحون مجهولون، بالسطو المسلح على مقر السفارة الأردنية في العاصمة الليبية طرابلس الخالية من الدبلوماسيين منذ وقوع المدينة في أيدي قوات فجر ليبيا في أغسطس الماضي، فيما اختطف هؤلاء المسلحون رجل أمن واستولوا على سيارة تابعة للأمن الدبلوماسي بحسب مصدر أمني. وغادرت البعثة الدبلوماسية الأردنية بكامل عناصرها الأراضي الليبية بعد اختطاف سفير الأردن فواز العيطان على أيدي مسلحين في طرابلس في أبريل الماضي، ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد إطلاق سراح أحد أفراد تنظيم القاعدة الليبيين الذي كان يقضي عقوبة السجن في السجون الأردنية. دول الجوار السفير رخا حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، قال إن الوضع السياسي والدبلوماسي في ليبيا سيئ للغاية، مضيفاً أن الجماعات المسلحة لا تريد لدول الجوار أن تتدخل في حل الأزمة الليبية. وأوضح عضو المجلس المصري للشؤون الخارجيةأن السفارت العربية لدول الجوار الموجودة في ليبيا مستهدفة، قائلاً: إن ما يحدث في ليبيا ليس في مصلحة الشعب الليبي، ولا يخدم قضيتهم. وتابع: أن دول جوار ليبيا مثل الجزائر ومصر، يبذلان جهوداً مضاعفة، من أجل إيقاف نزيف الدم بين الفرقاء الليبيين، ومع ذلك تتعرض سفاراتهم للتفجيرات الإرهابية، لافتاً أن المنطقة العربية تتعرض لمؤامرات من أجل تقسيمها، فما تشهده ليبيا وسوريا والعراق واليمن، يؤكد وجود أطراف تقف وراء تلك الأحداث. انحياز متعمد الخبير الحقوقي الدكتور مصطفي السعيد، قال: إن استهداف السفارات العربية آخرها الجزائروالأردن، تعبير رافض لمواقف تلك الدول مما يحدث في بعض البلدان العربية، وكذلك لإضعاف دبلوماسيات تلك الدول. وأوضح أن انحياز تلك الدول لفصيل علي حساب الآخر، من المتناحرين في ليبيا، ودعمه سواء باالتصريحات السياسة أو بالسلاح، جعل انتقام الجماعات المسلحة من دبلوماسيات تلك الدول أمر متوقع، لافتاً أن طرابلس أصبحت موطن للصراعات العسكرية. ومن جانب آخر، نفت وزارة الخارجية ما ورد من أنباء حول تعرض سفارة الأردن في العاصمة الليبية إلى هجوم مسلح أو سرقة محتويات السفارة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أشرف الخصاونة، إنه تم التحري من هذه المعلومات وحيث "تأكدنا أن أبواب السفارة في طرابلس مغلقة ولم تتعرض لأي اعتداء. وعن الأنباء التي تواردت حول الإعتداء على عناصر الأمن الدبلوماسي (وهم ليبيون) علق الخصاونة " تحصل مناوشات اعتيادية هناك، لكن ما هو داخل السفارة لم يتم العبث به". داعش ليبيا وفي ال "17" من يناير الجاري، تبني تنظيم "داعش" المسلح، التفجير الذي وقع بالقرب من مقر السفارة الجزائرية في العاصمة طرابلس. وكان شهود عيان أفادوا بوقوع انفجار ضخم، هز مُحيط السفارة الجزائريةبطرابلس بسبب سيارة مفخخة. وقال الشهود إن ثلاثة أشخاص من حراس السفارة أصيبوا جراء الانفجار فيما لم يلحق بالمبنى أي أضرار. وتعرض عدد من السفارات في طرابلس إلى حوادث مماثلة منها السفارة الإمارتية والمصرية ومحاولة حرق السفارة السعودية في شهر نوفمبر من العام الماضي. الجامعة العربية وعقب تفجيرات الجزائر الأخير، أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، التفجير الذي وقع بالقرب من مقر السفارة الجزائرية في العاصمة الليبية، طرابلس، وأدى إلى إصابة 3 أشخاص من أعضاء الأمن الدبلوماسي. واعتبر الأمين العام في بيان له، أن هذا العمل الإجرامي إنما يندرج في إطار العمليات الإرهابية التي تتعرض لها مقار البعثات الدبلوماسية في العاصمة طرابلس، وتشكل انتهاكاً لكل القوانين والأعراف الدولية وتعدياً على الحصانة التي تتمتع بها مقار البعثات الدبلوماسية. ومنذ قرابة الشهرين، وفي ال 13 من نوفمبرفي العام الماضي، أفاد شهود عيان بوقوع انفجار سيارة ملغومة قرب السفارة المصرية والإماراتية، في العاصمة الليبية طرابلس. وتشهد ليبيا اشتباكات مسلحة منذ مايو الماضي، بين قوات فجر ليبيا، وثوار 17 فبراير، ضد الجيش الليبي والجنرال العسكري خليفة حفتر، بالتحالف مع مقاتلين تابعين لنظام مُعمر القذافي، خلفت ورائها الآلاف القتلى والجرحي.