- ارتفاع الجدار 8 أمتارومزود بأسلاك شائكة، ومجسات إلكترونية، وأجهزة إنذار والعبور منه بتصريح - الجيش الصهيوني دمر المحال وأزال البيوت وجرف 800 فدان بحجة وقوعها على خط البناء مازال الجدار الاسرائيلي يمثل حجرة عثرة أمام الفلسطينيين فشتت أسرهم ودمرت حياتهم لدرجة أنه يمكن أن يزور الفلسطيني شقيقه سيرا على الأقدام لمدة 40 كيلوا مع أن يستقر على بعد أمتار منه لكن الجدار شتتهما وفصل بينهما “أمتار قليلة تفصلنا عن باقة الغربية حيث تسكن شقيقاتي وبناتي، لكن الوصول إليهم يحتاج مني نحو 40 كيلومترا سيراً”.. هكذا تكلم عبد الكريم عثمان عن ما خلفه الجدار الإسرائيلي الفاصل من أثر في حياته. الفلسطيني عثمان، أحد سكان بلدة “نزلة عيسى”، قرب طولكرم، شمالي الضفة الغربية، يقول للأناضول إنه لم يعد بإمكانه زيارة شقيقاته وبناته المتزوجات في بلدة “باقة الغربية” التي تقع داخل إسرائيل، إلا في أوقات محددة وبتصاريح إسرائيلية، على الرغم أن منازلهن لا تبعد سوى بضع أمتار، وذلك بسبب الجدار الفاصل الذي شيدته إسرائيل عام 2002. كانت البلدتان “نزلة عيسى” و”باقة الغربية” قبل بناء الجدار توأمان متلاصقان. وباقة الغربية، هي إحدى بلدات محافظة حيفا حالياً (شمالي إسرائيل)، ومحافظة طولكرم سابقاً، قبل قيام إسرائيل في العام 1948، وتعتبر إحدى البلدات المركزية في منطقة المثلث (شمال). وقد شكل الجدار عائقًا اجتماعيًا واقتصاديًا على “باقة الغربية” والقرى الفلسطينية المجاورة. وبينما كان يقف بالقرب من جدار إسمنتي يبلغ ارتفاعه نحو 8 أمتار، مزود بأسلاك شائكة، ومجسات إلكترونية، وأجهزة إنذار مبكر، تحدث عثمان لوكالة الأناضول، قائلاً: “كنا نعيش قبل بناء الجدار كبلدة واحدة، نتشارك في المناسبات، وبيننا علاقات اجتماعية وتزاوج، لكن الجدار فصل البلدتين”. “تسمح لنا إسرائيل بالدخول في الأعياد فقط، عبر بوابة من الجدار، ودون ذلك نحتاج إلى تصاريح للدخول عبر معابر إسرائيلية، ما يعني السير نحو 40 كم”، يشرح عثمان كيف يحرمه الجدار من الوصول إلى عائلته في الضفة الأخرى التي يمكن لسكانها الحديث من على أسطح منازلهم مع جيرانهم في “نزلة عيسى” التي يقطنها نحو 3500 ألف نسمة. وبينما كانت الأناضول تتحدث مع عثمان، شوهدت نقاط عسكرية إسرائيلية على أطراف الجدار الفاصل تراقب كل ما يجري في المنطقة، وآليات عسكرية تجوب في مهمة بحث وتفتيش بين الفينة والأخرى. وعند بنائه، اقتطع الجدار ستة منازل من الجهة الغربية ل”نزلة عيسى”، وقطعها عن امتدادها الطبيعي، وباتت تتبع “باقة الغربية”. معين الأسعد، أحد أصحاب هذه البيوت، يقول : “الجدار حول حياتنا إلى غربة، فصل بيوتنا عن البلدة، لا يسمح لأحد بالوصول إلينا، ونخضع لأعمال تفتيش ومضايقات يومية عند الدخول والخروج لبيوتنا عبر البوابة العسكرية”. ويضيف الأسعد الذي تحدثت بالقرب من إحدى بوابات الجدار في الطرف الفلسطيني “بات الجدار والبوابة الإسرائيلية واقعاً نعيش معه يومياً، لقد تحولت حياتنا إلى جحيم”. ومنذ العام 2008، والمواطن أحمد عبد العزيز، محروم من الوصول إلى أرضه التي اقتطعها الجدار. ويقول عبد العزيز : “لقد اقتطع الجدار نحو 18 دونماً (الدونم يساوي 1000 متر مربع) مزروعة بأشجار الزيتون المعمرة، كان يسمح لنا بالدخول لها مرات محدودة في كل عام ومنذ عام 2008 تم بحجج أمنية واهية”. وقبل بناء الجدار كانت بلدة “نزلة عيسى” مركزا تجارياً هاماً، يمر عبرها فلسطينيي شمال الضفة الغربية للوصول إلى أعمالهم داخل إسرائيل، بحسب رئيس مجلس قروي البلدة، عيسى عبد الرحيم جانم. يقول جانم : “هدم الجيش الإسرائيلي عشرات المحال التجارية في البلدة بحجة وقوعها على خط بناء الجدار الإسمنتي، ما تسبب بخسارة كبيرة للسكان”. وصادر الجدار بحسب رئيس المجلس القروي، نحو 800 دونماً زراعياً، وفصل ستة منازل عن القرية، يقطنها نحو 70 شخصاً. وبدأت إسرائيل بناء جدار فاصل بين الضفة الغربية وإسرائيل في العام 2002، بارتفاع بلغ 8 أمتار، بحجج أمنية مفادها منع تنفيذ هجمات فلسطينية في إسرائيل، خلال انتفاضة الأقصى التي اندلعت في العام 2000. ووفق تقديرات فلسطينية، فإن مساحة الأراضي الفلسطينية المعزولة والمحاصرة بين الجدار وحدود 1948 (إسرائيل) بلغت حوالي 680 كلم2 عام 2012، أي نحو 12% من مساحة الضفة، منها حوالي 454 كلم2 أراضٍ زراعية ومراعٍ ومناطق مفتوحة، و117 كلم2 مستغلة كمستوطنات وقواعد عسكرية، و89 كلم2 غابات، إضافة إلى 20 كلم2 أراضٍ فلسطينية مبنية.