قالت صحيفة الجارديان البريطانية عبر صفحاتها إن حركة "بيجدا" المعادية للإسلام في الغرب بمثابة مصاص دماء يجب ذبحه، محذرة من خطر دخول الغرب في دوامة فارغة، في ظل زيادة أعداد المسلمين هناك، ومشددة على ضرورة مواجهة كراهية الأجانب الآن، قبل فوات الأوان. وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل ثلاثة أيام من قتل شاب إريتري في مدينة درسدن الألمانية، رسم أعضاء حركة "بيجدا" -الاسم المختصر ل ''تحالف الأوروبيين الوطنيين ضد أسلمة الغرب''– صليب معكوف على باب شقته، وفي مساء اليوم الذي طُعن فيه هذا الشاب حتى الموت (الإثنين الماضي)، عقدت الحركة واحدة من أكبر المظاهرات التي نظمتها على الإطلاق بهذه المدينة الجميلة التي تطل على بحر الألبه. ولم يحدث الأمر في ألمانيا وحدها، فبعدما أحبطت بلجيكا مؤامرة إرهابية عقب الهجوم على مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الأسبوعية الساخرة، يتطلع السياسيون إلى التصويت على معاداة الأجانب ومناهضة الهجرة في جميع أنحاء أوروبا، وهناك خطر حقيقي وواقعي بالانزلاق في دوامة تجر فيها الأقليات المتطرفة – سواء الإسلامية أو المعادية للإسلام – الأغلبية القلقة – سواء الإسلامية أو المعادية للإسلام – إلى الاتجاه الخاطئ، ولن يُمنع ذلك إلا من خلال بذل كافة الأطراف جهود يومية للحيلولة دون وقوع ذلك. ولحسن الحظ، لا تمثل واقعة "درسدن" الحياة النموذجية في ألمانيا ككل، لكن المشكلة تكمن في فهم الحركة للأوروبيين غير الوطنيين التي تحاربهم الحركة. كتب توماس تالاكار، أحد منظمي حركة "بيجدا"، منشورًا على صفحة فيس بوك الخاصة به في عام 2013: "ماذا يجب علينا أن نفعل مع جحافل الجهلاء الذين ينعمون بالرفاهية هنا ويستنزفون خدماتنا الاجتماعية؟". وبعد الهجوم بسكين لاحقا على شاب، علق تالاكار، قائلا: "بالتأكيد إنه مسلم مختل عقليًّا ظمآن في شهر رمضان". ولفتت الصحيفة إلى حقيقة أن تحوُّل شاب مسلم في فرنسا من عامل توصيل بيتزا ودود ومهذب إلى قاتل إسلامي يرتبط بالقلق المتزايد بين المسلمين العاديين، فقد تلقت المساجد والمراكز الإسلامية في بريطانيا رسائل تهديدية، وأظهرت دراسة صادمة أجرتها مؤسسة برتلسمان الألمانية أن 57% من المواطنين المعاديين للإسلام يرون الإسلام تهديدًا، وهذا ينمي القلق في نفوس المسلمين الأوروبيين، ومن ثم يفاقم التطرف بينهم. واختتمت الصحيفة بالتأكيد على ضرورة احتفاظ الغرب بالمبادئ الأساسية لمجتمع مفتوح، والتي تشمل حرية التعبير، وتفاعل المسلمين بنشاط، والاختلاط مع معتنقي الديانات الأخرى، لكننا حينها سنواجه مصاص دماء يدعى "بيجدا"، ولهذا السبب ينبغي علينا ذبحه من أجل توحيد أطياف المجتمع.