يبدو - في الظاهر - أن هناك خلافات أميركية - إسرائيلية بخصوص الاستيطان وهذا ما يسوغ الدعوة الاميركية الموجهة الى الدول العربية للإسراع في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بهدف (مساعدة) الإدارة الاميركية على بذل المزيد من الجهود لتسوية القضية الفلسطينية عن طريق الضغط على الطرفين للقبول بحل الدولتين وفقا للقرارات الدولية المعروفة . الإدارة الاميركية تعلن معارضتها إنشاء مستوطنات جديدة في القدسالشرقية وتنتقد التحركات الإسرائيلية في هذا الخصوص والحكومة الإسرائيلية ترفض هذا الانتقاد وتتمسك بحقها (كذا) في الاستيطان في القدس كلها بدعوى أنها ستبقى موحدة وعاصمة أبدية لإسرائيل وليذهب المجتمع الدولي بقراراته الى الجحيم ، مثل هذا الكلام هو ذر للرماد في العيون ! حتى لا نقول إن هناك مخططا أو مؤامرة جديدة تحاك ضد العرب والقضية القومية وما إلى ذلك من اتهامات اعتدنا عليها لتسويغ الهرب من المسؤولية ، وليظهر الوضع وكأنه (ما في اليد حيلة!) . المعلومات المتداولة تتحدث عن خطة أميركية يجري اعدادها واقناع جميع الأطراف بها خصوصا الدول العربية وتتضمن تقديم التطبيع العربي العاجل على أية خطوة إسرائيلية مقابلة على أن تعلن إسرائيل بعد ذلك بوقت غير بعيد عن تجميد (كذا) الاستيطان لمدة ستة اشهر فقط بينما توافق واشنطن على استمرار توسيع بعض المستوطنات القائمة بحجة توفير احتياجات مستجدة للمستوطنين ! ولا تتوافر حتى الان تفاصيل أكثر من المصادر ذات الصلة في هذا الشأن غير أن معلومات أخرى غير مؤكدة تقول إن الخطوة التالية هي تجاوز المبادرة العربية ، وخارطة الطريق نحو المزيد من تجزئة المواقف العربية أو العمل على تحييدها إلى درجة عدم الربط بين خطوات الحل والتطبيع التدريجي المطلوب بل إن هناك من يقول إن الخطة الأميركية تعمل على إقناع العرب وخاصة الدول المضيفة للاجئين بقبول توطين هؤلاء فيها ، مقابل مساعدات مالية ضخمة ينتظر تغطيتها من أرباح استثمارات اميركية وإسرائيلية في المنطقة بالتعاون مع الدول العربية النفطية !! لا يغيب عن البال أن مثل هذا المخطط ليس جديدا ولكنه سيكون أكثر قبولا عندما تتبناه إدارة اوباما التي قدمت (خطاب نوايا) في جامعة القاهرة يمهد لهذه الخطوات التي تؤمن لإسرائيل الاعتراف والامن والعلاقات الطبيعية دون ان تخسر شيئا لأنها إنما تعطي ما لا تملكه عندما تنسحب من الأراضي العربية المحتلة حتى خطوط 4 يونيو 1967 حتى لو كان هذا الانسحاب كاملا فما بالك لو أنها قضمت جزءا من هذه الأراضي بدعوى ضمان أمنها أو جعلت بعضها منزوعة السلاح بدعوى أنها ستكون (حدائق للسلام) سلام الشجعان بدأه الراحل السادات واستكمله الراحل عرفات ولم يتوقف عند محطة وادي عربة بل واصل رحلته الى واي ريفر وانطلق الى شرم الشيخ وهو سيتواصل فصلا بعد آخر إلى أن تحقق اسرائيل حلمها التوراتي الموعود ( من الفرات الى النيل) ولو كان عن طريق مؤتمر دولي للسلام تتبناه موسكو ! وبعض المتضررين من هذا السلام المتدفق (حيوية ونشاطا) يحكون الان رؤوسهم بل يفركون عيونهم فلعلهم يستيقظون على حقائق مريرة لم يكونوا يتوقعونها أو لم يظنوا أنها ستداهمهم بهذه السرعة ! الإملاءات الأميركية لن تتوقف لأن الأطماع الإسرائيلية في ازدياد وشهية المستوطنين الصهاينة لا تشبع! وتعظيم سلام لجهود السلام!