بعد دعمهم لقائد الانقلاب العسكري عبد السيسي واكتشاف الخدعه العسكرية التي قامت بها سلطات الانقلاب علي البسطاء من الشعب المصري. لم تُوقف شدة البرودة وهطول الأمطار المتقطعة، الباعة الجائلين من النزول إلى الشوارع لكسب لقمة العيش، لإطعام ذويهم الذين ينتظرونهم آخر كل ليلة، بمبلغ يسير من المال لقضاء حاجاتهم اليومية، ورغم تحديهم انخفاض درجات الحرارة، إلا أنهم لم يرحموا من مطاردة شرطة البلدية لهم في شوارع القاهرة الضيقة من الحين إلى الآخر.
يروي "عم أحمد" بائع الولاعات، خلال حوار أجراه موقع "مصر العربية"، أنه لم يتردد في النزول إلى الشارع في ظل الأمطار والبرودة الشديدة حتى يستطيع إطعام أولاده، إلا أنه اشتكى من مطاردة الحكومة (شرطة البلدية) له، متسائلًا: "إحنا وحشين أوي كده.. دي حتة ولاعة ببيعها.. وعمالين يطاردونا في كل حتة".
وأضاف: "إحنا اللي انتخبنا السيسي علشان نعيش مش علشان نموت.. وفرلنا مكان نأكل فيه عيش بالحل.. (بنبرة انفعالية) سيبونا ناكل عيش ونأكل عيالنا.. هو أنا عملت غلط في البلد".
وأكد كامل عبد التواب، بائع الكرافتات، أنه مضطر إلى الوقوف في الشارع في ظل انخفاض درجات الحرارة، مضيفًا: "لو نزلت تلج، هنزل أنا معايا 7 عيال جوزت منهم 3 بنات وفاضل بنتين وكمان ولدين.. لو منزلتش هأكل عيالي منين؟ كفاية اللي الحكومة بتعمله معانا.. نقلونا الترجمان وملقناش ناكل.. ونسوان كتير اطلقت علشان الراجل بيروح كل يوم مش معاه فلوس".
وتابع: "المشكلة مش في البرد لو نزلت تلج هننزل، المشكلة في الحكومة اللي أخدت مني 50 جاكيت يوم الخميس وتعبانة معاها".
ولفت محسن عبد الحميد، بائع الأحزمة الجلدية، إلى أنه نزل للبيع بالرغم من سوء الأحوال الجوية لتوفير مصروفات الأسرة، واصفًا مجمع الترجمان ب"كذبة إبريل"، لانعدام عمليات البيع والشراء به.
بينما اختلف رأي خليل ذكي، بائع أقلام جافة، الذي قال إنه فضل النوم في البيت بدلاً من النزول في هذا الجو السيئ، إلا أنه اتفق مع الآراء السابقة بأن الحكومة لا تترك له فرصة للعمل وتطارده في كل مكان.
وأوضح أنه لا يجد فرصة لكسب الرزق غير الشارع، مشيرًا إلى أن الحكومة خدعت الباعة الجائعين بمجمع الترجمان، واصفًا إياها ب"عشة الكلاب".