حالة من الخوف تنتاب الباعة الجائلين بميدان رمسيس (منتظرين الدور عليهم) لإزالتهم في إطار حملات إزالة الباعة الجائلين من الشوارع. وأعرب عدد منهم في لقائهم ب "البديل" عن تخوفهم الشديد لحظة وصول المرافق إلى ميدان رمسيس وإزالتهم ونقلهم إلى سوق الترجمان الذي وصفوه ب "جبلاية القرود"، ووصفه آخرون ب "المنفى". يقول عبد الفتاح علي السيد بائع كشاكيل وأقلام ب "رمسيس": "كلنا خايفين من المرافق تزيح بضاعتنا"، معقبًا "ليس لدينا مانع من نقلنا لأماكن أخرى، لكن يجب أن يكون فيه روح وزبون مش صحرا". وتابع "معظم البائعين برمسيس عليهم ديون تمن البضاعة، هيسددا تمن البضاعة منين لو نقلونا صحراء الترجمان؟". وقال "طارق أ.": "إحنا خايفين وعارفين أنه في أي لحظة المرافق هتشيل حاجتنا، بس هنروح بيها فين؟"، مستنكرا النقل للترجمان واصفًا القرار بالقرار الظالم، فالمكان عبارة عن صحراء جرداء خالٍ من الزبون. وأكد معتز على معاناة زملائه الباعة من إحساسهم بالخوف الدائم من نقلهم من ميدان رمسيس، خاصة أن الرزق واسع باعتباره موقف ميكروباص ومترو ومحطة قطار، خاصة أن زملاءهم الذين تم نقلهم في المرحلة الأولى من الإزالة إلى سوق الترجمان يعانون الآن من انعدام الزبائن بالمكان. وتابع معتز "لو سمعنا كلام الحكومة ونقلنا وما فيش زباين إحنا أرزقية ودخل اليوم بيومه هنأكِّل أطفالنا منين؟"، مطالبًا بإيجاد حل بديل لسوق الترجمان والابتعاد عن الأماكن البعيدة عن حركة البيع والشراء، مرددًا "نقلنا للترجمان قرار إعدامنا". وأضاف صلاح عبد العزيز "إحنا بنحلم بكابوس نقلنا من رمسيس، ولو نقلنا هنأكل أسرنا منين؟ أنا عندي 5 بنات عايزين يتجوزوا، أشتغل حرامي ولا أبيع مخدرات؟ عاوزين نشتغل بالحلال والحكومة هتودينا الجبل، المكان م فيش فيه زبون واحد، بدليل ثورة بياعين الترجمان وغضبهم، المكان بعد الساعة 4 ما فيش فيه بني آدمين والمحلات اللي فتحت في الترجمان قفلت عشان ما فيش زباين". وأعربت عواطف وشهرتها "عزيزة" عن خوفها الشديد في إطار ما يحدث حولها، إذ تقول "نا اتولدت في رمسيس وأهلي كانوا بياعين وما اعرفش أروح مكان تاني والزباين عارفاني وبتجي لي مخصوص، لما الحكومة توفرلي مكان توفر لي مكان شبيه بجبلاية القرود؟!". ورددت أن أهالي منطقة الترجمان يهددونهم من الذهاب لهناك؛ لأن المنطقة منطقتهم، وقالت "إحنا مش بلطجية، ولو بلطجية كنا سرقنا، لكن إحنا بنصحى من 5 الصبح عشان الرزق الحلال، أنا ما ليش معاش وعندي 4 بنات، ولو الحكومة نقلتنا هنروح مكان مش هنشتغل فيه، وكده البطالة هتزيد، الحكومة بتزود المشاكل والحمل عليها مش بتقللها". وطالبت الحكومة بتوفير أماكن للبيع بجناين رمسيس، خاصة أن المساحة كبيرة ولم تستغل بعد، ولا قيمة لها، على حد تعبيرها.