وجهت 34 منظمة إسلامية بأستراليا انتقادات حادة لردود الفعل المبالغ فيها ضد تصريحات مفتي أستراليا، الشيخ تاج الدين الهلالي التي شبّه فيها النساء المتبرجات باللحم المكشوف. وأكد المنتقدون ومن بينهم رئيس وزراء أسبق أن موقف جون هاورد رئيس الوزراء الاسترالي ، من تصريحات المفتي يتناقض مع موقفه من تصريحات بابا الفاتيكان المسيئة للإسلام، متهمين إياه بالعمل على تهميش الأقلية المسلمة لتحقيق مآرب انتخابية. ورغم تكرار مفتي أستراليا الاعتذار عن تصريحاته المثيرة للجدل، فلا يزال يتعرض لضغوط شديدة لتنحيته عن منصبه. وقال رئيس وزراء أستراليا الأسبق، مالكوم فريسر، في حديث لهيئة الإذاعة الأسترالية: "إن رد فعل الحكومة على تصريحات بابا الفاتيكان (بنديكت السادس عشر) بشأن الدين الإسلامي يتناقض تمامًا مع ردها على تصريحات مفتي أستراليا". وفي بيان لها نشرته وكالة الأنباء الفرنسية أعربت 34 منظمة إسلامية كذلك عن استيائها من تناقض موقف الحكومة من قضيتي بابا الفاتيكان والشيخ الهلالي. وجاء في البيان: "قال رئيس الوزراء الأسترالي، جون هاورد، إن البابا عبّر عن أسفه، ويجب علينا أن نتجاوز الأمر.. لكنه لم يلتفت إلى تلك النصيحة في حالة الشيخ الهلالي". وعلاوة على اتهامه للحكومة بتناقض المواقف، شدد فريسر أنها أيضًا تتعمد تشويه صورة الأقلية المسلمة كتكتيك انتخابي. ومضى رئيس الوزراء الأسبق قائلاً: "أخشى أن الحكومة تحاول الفوز في الانتخابات المقبلة (أواخر عام 2007) باتباع بعض التكتيكات، ومحاولة دفع الأغلبية من الشعب الأسترالي إلى الاعتقاد بأن المسلمين مختلفين ولا يندمجون بشكل حقيقي". وأضاف فريسر الذي رأس حتى عام 1983 الحزب الليبرالي المنتمي إليه هاورد، أن الحكومة تتعمد تهميش صورة المسلمين، واستغلال الشعور المناهض للاجئين انتخابيًّا، وهو ما حدث في انتخابات عام 2001"، محذرًا من أن مثل تلك السياسية "خطيرة وخاطئة وتسبب الانقسام". المنظمات الإسلامية هي الأخرى قالت في بيانها: "إن ما شهدناه على مدار الأسبوع الماضي لا يعدو أكثر من كونه هستيريا ومحاولة للإثارة". وأضافت: "نعتقد أن التدقيق العام في هذا الأمر قد انتهى باعتذار الشيخ" تاج الدين الهلالي. وتابعت: "رغم ذلك، من الواضح أن قطاعات معينة من وسائل الإعلام والمؤسسات السياسية تستغل تلك الواقعة كفرصة لتشويه صورة الأقلية المسلمة". الشيخ الهلالي الذي منعه بعض زعماء الأقلية المسلمة من إلقاء خطب الجمعة بمسجد "لاكيمبا" تم نقله هذا الأسبوع إلى المستشفى إثر تعرضه لأزمة قلبية خفيفة.