قال نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إن مصالح إسرائيل تقررها إسرائيل وإن واشنطن لن تعارض أي تحرك إسرائيلي ضد إيران، الأمر الذي اعتبره مراقبون "ضوءا أخضر" لتل أبيب ضد طهران. وقال بايدن في مقابلة تلفزيونية مع شبكة "اي بي سي" الأحد 5-7-2009 إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته هم الذين يقررون مصالح إسرائيل سواء اتفقت مع تطلعات واشنطن أو تعارضت معها. معتبرا أن ذلك "حق لحكومة نتنياهو في التصرف وفقا لمصالحهم".
واعتبر مراقبون أن بايدن ألمح إلى ضوء أمريكي اخضر لأي عمل عسكري صهيوني يهدف إلى القضاء على التهديد النووي الإيراني.
إلا أن د.عمرو حمزاوي، كبير الباحثين في معهد كارنيجي للسلام ببيروت، شكك خلال لقاء مع وسائل الإعلام أن يكون هذا التلميح بمثابة منح الضوء الأخطر لنتنياهو.
وقال إن "نائب الرئيس الأمريكي يعرف عنه ولعه بالتصريحات الصحفية التي تعبر عن رأيه أكثر مما تعبر عن رأي الإدارة الأمريكية.
ورفض حمزاوي أن تكون هذه التصريحات تغيير في سياسة اليد الممدودة التي تنتهجها إدارة الرئيس باراك أوباما فيما يتعلق بإيران.
وقلل مسؤول دفاعي صهيوني من شأن تكهنات بأن الميناء المطل على البحر الأحمر قد يصبح قاعدة أمامية لهجمات بحرية على إيران، قائلا إن إسرائيل "لا تعتزم وضع غواصات في ايلات".
وذكرت مصادر دفاعية أن غواصة تابعة للكيان الصهيوني من طراز دولفين شاركت في تدريب قبالة ساحل ايلات الاسبوع الماضي بعد أن أبحرت من البحر المتوسط عبر قناة السويس في أول رحلة من نوعها للغواصة وفي اشارة الى تزايد المدى الاستراتيجي للصهاينة .
وفي وقت سابق اليوم، اعلن الاميرال مايكل مولن قائد هيئة اركان الجيوش الامريكية المشتركة الاحد ان شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الايرانية قد يكون "مزعزعا جدا للاستقرار".
وقال الاميرال مولن في مقابلة ضمن برنامج فوكس نيوز صنداي "اشعر منذ بعض الوقت بالقلق من هجوم يشن على ايران، لان هذا الامر سيكون مزعزعا جدا للاستقرار ومن المستحيل التكهن بعواقبه".
وردا على استفسار للصحافي عما هو اسوأ: ان تتم مهاجمة المنشآت النووية الايرانية او ان تمتلك السلاح الذري، قال الاميرال "اعتقد ان الامرين سيكونان سيئين جدا جدا".
وشدد من جديد على "اهمية عدم استبعاد اي خيار، بما في ذلك الخيار العسكري".
وكان اوباما اعتمد موقفا حذرا حيال ازمة الانتخابات الرئاسية الايرانية، يتنازعه من جهة الميل نحو دعم المتظاهرين ومن جهة اخرى الرغبة في عدم التدخل في الشؤون الداخلية لايران التي تشك الولاياتالمتحدة في انها تسعى الى حيازة القنبلة الذرية وترغب باقامة حوار معها.
وكان الرئيس الامريكي وعد خلال حملته الانتخابية بفتح حوار مع طهران، الا ان حملة القمع التي شنتها الحكومة الايرانية على المتظاهرين الغاضبين من نتيجة الانتخابات الرئاسية ادت الى تعليق خطته.
ويتهم المجتمع الدولي ايران بالسعي الى امتلاك سلاح نووي ويحاول عبر القنوات الدبلوماسية والعقوبات اجبارها على التخلي عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
لكن النظام الايراني ينفي نيته امتلاك قنبلة نووية ويؤكد انه يواصل التخصيب لاغراض مدنية.
واعربت دولة الكيان الصهيوني ، التي يعتقد انها الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي تمتلك اسلحة نووية، عن قلقها مرارا بشان برنامج ايران النووي. ويعود ذلك في جزء منه الى موقف طهران المعادي لها .