كشفت مصادر إعلامية عبرية، النقاب عن أن حالة من الخوف والقلق تسود في صفوف سكان المستوطنات اليهودية المحاذية لقطاع غزة، بسبب خشيتها من احتمال عودة القصف التدريجي للمنطقة في أعقاب خرق الجيش الصهيوني لاتفاق التهدئة بشن غارات على القطاع، قال إنها تأتي ردًّا على سقوط قذيفة صاروخية في النقب الغربي، الجمعة الماضية. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية الصادرة اليوم الأحد (21-12): "بعد 115 يومًا من إعلان وقف إطلاق النار بين "دولة الاحتلال" وحماس، عادت في نهاية الأسبوع مشاهد حرب الصيف الأخير إلى الجنوب؛ حيث شوهد المستوطنون وهم يهربون إلى المناطق الآمنة على خلفية صافرات الإنذار، والطائرات الحربية وهي تشق عتمة الليل في طريقها لمهاجمة أهداف فلسطينية في أعماق القطاع"، على حد تعبيرها. وذكرت الصحيفة، أن مستوطني غلاف غزة يأملون في أن يكون هذا الحدث "استثنائي" ولا يعدو كونه "خرق موضعي" لاتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن أحداث نهاية الأسبوع تؤكد على تحقق مخاوفهم من أن عملية "الجرف الصامد" (التسمية الإسرائيلية للحرب الأخيرة على قطاع غزة)، لم تنجح بتحقيق الهدوء والأمن في المنطقة. وأوضحت الصحيفة، أن غضب مستوطني الجنوب جاء في أعقاب سقوط صاروخ (107 ملم) تم إطلاقه من قطاع غزة قبل ظهر يوم الجمعة، وردًّا على ذلك تم تفعيل صافرة الإنذار في بعض البلدات التابعة للمجلس الإقليمي "أشكول"، وتم إرسال قوات الجيش لتمشيط المنطقة فعثرت على بقايا الصاروخ في حقل زراعي، وعلى الرغم من كونه لم يتسبب بوقوع إصابات أو أضرار، غير أن مستوطني الجنوب يصرّون الآن على أن هذا الصاروخ يلمح إلى العودة التدريجية لطابع إطلاق النيران على المنطقة. ونقلت الصحيفة عن سكان التجمعات الاستيطانية في محيط قطاع غزة، قولهم: "خوفنا الكبير هو عودتنا إلى الوراء، إلى الفترة التي كانت تتساقط فيها الصواريخ الفلسطينية بشكل غير منتظم وتشوش حياتنا جميعًا.. نخاف من أن يكون هذا هو الروتين الذي ينتظرنا الآن"، محمّلين حكومتهم برئاسة بنيامين نتنياهو المسؤولية الأولى عن استئناف القصف الصاروخي في المنطقة. وأضافوا: "الحكومة تواصل منذ انتهاء الحرب ذات السلوك المهمل والإجرامي وغير المسؤول المتواصل منذ 14 عامًا؛ فبدل السعي بشكل حقيقي إلى ما أسماه نتنياهو "أفق سياسي جديد"، اختارت الحكومة الوهن، وبدل المبادرة إلى ترتيب سياسي مع ضمانات دولية وأمنية، اختارت الحكومة التلكؤ وجرّنا جميعًا في النقب الغربي إلى استمرار الحرب غير المتوقفة"، كما قالوا. من جانبه، ربط رئيس بلدية "سديروت" اليهودية، ألون دفيدي، بين استئناف إطلاق الصواريخ وقرار محكمة الاتحاد الأوروبي رفع حركة "حماس" عن قائمة "التنظيمات الإرهابية"، قائلاً "إن استئناف القصف يذكرنا بأن حماس هي تنظيم إرهابي قاتل ومقيت، يسعى إلى إصابة المدنيين الأبرياء بشكل فظ". وطالب دفيدي حكومة الاحتلال بالرد فوراً وبشكل شديد على تشويش الحياة في الجنوب، مضيفًا: "على حماس أن تفهم بالطريقة الوحيدة التي تفهمها، القوة، أنه لا يمكننا الموافقة على إطلاق النيران"، على حد زعمه. أما رئيس المجلس الإقليمي "أشكول"، حاييم يلين، فقد اختار الإشارة إلى الحل السياسي بالذات، قائلاً "إن من اعتقد بأن الردع العسكري هو الحل فإنه لا يفهم بأنه يتم حسم الحروب من قبل السياسيين الذين يحققون الهدوء والأمن بشجاعة". وأضاف "كانت لدينا بعد الجرف الصامد فرصة للتوصل إلى اتفاق طويل، لكننا نجد أنفسنا مع ساعة تقرع إيذانا بالتصعيد والحرب القادمة".