قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن غواصة إسرائيلية أبحرت عبر قناة السويس إلى البحر الأحمر الشهر الماضي في إطار مناورة بحرية وصفت بأنها "غير معتادة" واستعراض لقدرة إسرائيل الإستراتيجية في مواجهة إيران. وقال المسؤولون المصريون في قناة السويس إنهم لا يؤكدون التحركات العسكرية ولا ينفونها. وقال مصدر عسكري إسرائيلي له خبرة بحرية واسعة إن المناورة "أظهرت أننا يمكن أن نصل إلى المحيط الهندي والخليج بشكل أسهل كثيرا عما مضى"، لكن المصدر أضاف "وفي حالة الضرورة فإن غواصاتنا قادرة على أن تفعل بإيران ما يعتقد أنها قادرة على فعله، ومن المؤكد أن هذه قدرة يمكن تفعيلها من البحر المتوسط". ولم تعط متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي تعليقا مباشرا على رحلة الغواصة التي أعلن عنها للمرة الأولى في صحيفة جيروزاليم بوست واحتفظت إسرائيل لفترة طويلة بثلاث غواصات يعتقد بشكل واسع أنها تحمل صواريخ نووية بعيدا عن قناة السويس حتى تبعدها عن أنظار المصريين العاملين بالقناة. ولم يتبين متى غادرت الغواصة البحر المتوسط في الشهر الماضي. وقال مصدر إن الرحلة كانت مخططة منذ شهور مما يعني أن لا علاقة لها بالاضطراب الذي أعقب الانتخابات الرئاسية الإيرانية يوم 12 يونيو الماضي والتي أعيد فيها انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد الذي تعتبره تل أبيب مؤيدا لمساعي تطوير أسلحة نووية تهدد إسرائيل. صواريخ تقليدية ومن شأن الإبحار إلى الخليج العربي دون عبور قناة السويس بأن تدور الغواصة حول القارة الأفريقية في رحلة تستغرق أسابيع أن يقلل فائدة استعراض إسرائيل لاستعدادها للرد إذا تعرضت لهجوم نووي إيراني. وعلى المدى الأقرب يمكن أن تطلق هذه الغواصة صواريخها التقليدية على المواقع الإيرانية النووية التي تصر طهران على أنها مخصصة لإنتاج الطاقة لإغراض مدنية فقط. وقال مصدر عسكري إن البحرية الإسرائيلية أجرت تدريبا قبالة إيلات الشهر الماضي، وإن غواصة من فئة دولفين شاركت في التدريب بعد أن عبرت إلى البحر الأحمر من خلال قناة السويس. وتملك إسرائيل قاعدة بحرية في إيلات لكن المسؤولين يقولون إنه لا غواصات ترسو هناك. وقال المصدر العسكري "كان هذا بالتأكيد خروجا على السياسة". ورفض المصدر إعطاء أي تفاصيل إضافية عن المناورة أو عما إذا كانت الغواصة دولفين خضعت لعمليات تفتيش مصرية في القناة خلال عبورها من قناة السويس طافية. تصريح مصري وقال المسؤولون المصريون في قناة السويس إنهم لا يؤكدون التحركات العسكرية ولا ينفونها. وقال أحد المسؤولين إنه في حالة حدوث مثل هذا العبور فليس ذلك بمشكلة لمصر لأنها ليست في حالة حرب مع إسرائيل. وتبقى العلاقات بين مصر وإسرائيل باردة رغم أن مصر واحدة من دولتين عربيتين وقعتا معاهدة سلام مع إسرائيل ولكن يبدو أن الدول العربية الحليفة للولايات المتحدة تشارك إسرائيل قلقها من البرنامج النووي الإيراني. ويعتقد أن إسرائيل تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط لكنها لا تناقش هذا الأمر في ظل سياسة تهدف إلى ردع أعدائها مع تفادي أي استفزاز. يذكر أن غواصة دولفين الألمانية الصنع مزودة بعشر فتحات طوربيد وتمت زيادة أربع منها بناء على طلب إسرائيل كي تتسع لصواريخ كروز مزودة برؤوس نووية، وفق محللين. لكن التساؤلات تدور حول ما إذا كانت هذه الصواريخ يصل مداها إلى 1500 كيلومتر اللازمة لقصف إيران من البحر المتوسط أم لا. وتخطط إسرائيل للحصول على غواصتين جديدتين من فئة دولفين أوائل العقد القادم. ويقول محللون بحريون إن ذلك سيسمح لإسرائيل بتنظيم جولات تجوب فيها بعض الغواصات مياها بعيدة فيما يبقى البعض الآخر لتأمين الساحل الإسرائيلي أو يرسو لإجراء أعمال الصيانة.